صفير لوفد من الشباب العرب: لبنان بلد العيش المشترك ونتمنى للعراقيين أن يكونوا وحدهم المسؤولين عن بلدهم

TT

قال البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ان لبنان يتميز بأنه «بلد العيش المشترك، اي ان مسلميه ومسيحييه يعرفون كيف يعيشون في ما بينهم في جو من الوفاق». واعتبر ما يجري في فلسطين والعراق «مؤسفاً جداً»، محملاً «الانظمة التي قامت في هذه البلدان مسؤولية كبيرة في ردة الفعل التي تحدث اليوم»، وواصفاً ما تقوم به اسرائيل في الاراضي الفلسطينية بـ«الظلم الفادح»، متمنياً للعراقيين «ان يكونوا وحدهم المسؤولين عن بلدهم».

كلام صفير جاء خلال مخاطبته وفداً من الشباب القومي العربي، ضم 150 شاباً وشابة من اربعة عشر بلداً عربياً يشاركون في مخيمهم الرابع في عجلتون (جبل لبنان)، ومن بينهم شقيق مروان البرغوثي مقبل البرغوثي. ورحب صفير بأعضاء الوفد قائلاً: «اعتقد انكم تشعرون بان كلاً منكم هو في بلده، صحيح ان لبنان بلد صغير، لكنه يتسع ليس فقط لجميع ابنائه بل لجميع ضيوفه وزائريه ايضاً، وتعرفون ما يقوله الشاعر: «يا ضيفنا ان زرتنا...». نأمل لكم ان تستفيدوا من مناخ لبنان ليس فقط المناخ الطبيعي، بل من المناخ المعنوي والادبي. وقد اشار حضرة المسؤول عنكم انكم تجدون في لبنان مناخ حرية. نعم ان الحرية هي امر عزيز علينا جداً وعليكم، لأن الله هو الذي خلق الانسان حراً ولا يجوز للانسان ان يستعبد الانسان. الحرية طبعاً لها قيود ولا تكون انفلاتاً. ومن اراد ان ينعم بحرية عليه ان يتقيد ايضاً بقيود هذه الحرية التي تنتهي حيث تبدأ حرية الآخر».

وقال صفير: «اتيتم الى لبنان ولبنان فيه عدة مذاهب، ولكنه يتميز بأنه بلد العيش المشترك، اي ان مسيحييه ومسلميه يعرفون كيف يعيشون في ما بينهم في جو من الوفاق والتساند والمحبة والسلام. وتعرفون ان لبنان مر ايضاً بمحنة كبيرة هي محنة هذا الشرق بأجمعه اليوم ولا نريد ان نتوقف عنده، تعلمون ما يحدث في فلسطين واعتقد انه يوجد بينكم مشاركون من هذا البلد العزيز علينا جميعاً، وتعلمون ما يحدث في العراق ولا اريد ان اعدد فهناك مشاكل كثيرة، ولبنان له مشاكله ايضاً. لقد صمت المدفع فيه لكن الاحداث لا تزال قائمة. هناك صراع على صعيد الافكار ولكنه صراع في الحقيقة».

وفي حوار مع الوفد تطرق البطريرك الماروني الى ما يجري في فلسطين والعراق، فقال: «ان ما يجري في فلسطين والعراق انما هو مؤسف شديد الاسف، وما من احد يرضى بما يحدث. لكن لا اريد ان ادين احداً ولا اريد ان احاكم التاريخ، ولكن الانظمة التي قامت في هذه البلدان اعتقد انها تتحمل مسؤولية كبيرة في ردة الفعل هذه التي حدثت اليوم. ولذلك لكي تكون هناك انظمة عادلة يجب ان يكون الشعب على مستوى وان يتمتع بالحرية. وان تكون هناك انظمة تحكم الناس بعدالة. فلا يجوز ان يكون هناك حكم ويستمر في قمع الناس». وتابع قائلاً: «في فلسطين طبعاً ظلم فادح ولا يمكننا ان نتحمل ما نراه على الشاشة الصغيرة، عندما نرى اناساً يطرحون في الشارع وبيوتاً تهدم على اصحابها واناساً يقتلون فهذا كله ظلم. ونحن نعرف ان هذا غير مقبول انسانياً، لا اريد ان ادين اية انظمة، انما اسرائيل وضعت في هذه البقعة من الارض، ولكنني اعتقد في هذه الايام ان هناك فكرة تقول بان يكون لكل شعب دولته ويعيش الجميع متجاورين في امان وسلام، هذا ما نتمناه في فلسطين ونتمنى للعراق ايضاً ان يكون العراقيون وحدهم المسؤولين عن بلدهم وعن مستقبلهم».