محررة فلسطينية مبعدة إلى الأردن تصف السجون الإسرائيلية بـالجحيم

TT

وصفت أسماء عبد الرزاق، الأسيرة الفلسطينية التي أطلق سراحها أخيرا وأبعدت مع طفليها إلى الأردن، السجون الإسرائيلية بأنها أقرب إلى الجحيم. فالتعذيب والإذلال هما السمة السائدة في تلك المعتقلات، من دون مراعاة للقوانين الدولية التي تكفل المعاملة الحسنة للمساجين.

وروت أسماء صنوفا من التعذيب عقب الافراج عنها في إطار صفقة تبادل الأسرى بين «حزب الله» وإسرائيل في يناير (كانون الثاني)، حيث مكثت في السجن قرابة العام بدون محاكمة للضغط على زوجها لتسليم نفسه.

وتمثل أسماء واحدة من الحالات داخل السجون، اذ قالت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية إن أكثر من 300 أسيرة اعتقلن مند بداية انتفاضة الأقصى، افرج عن 200 أسيرة منهن والباقي لا يزال يعاني ويلات العذاب. ومن الاسيرات 22 سيدة متزوجة و16 أخريات من القصّر اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما، إلى جانب 93 أسيرة محكومة و57 موقوفة وأربع أسيرات إداريات. وذكرت أسماء في مقابلة مع «الشرق الأوسط» أنها اعتقلت بعد أن داهمت وحدة من جنود الاحتلال من عشرين جنديا تصحبهم الكلاب منزلها في رام الله ، وبعد التحقيق معها لأكثر من ست ساعات نقلت إلى زنزانة صغيرة جدا لا تتسع الا لشخص واحد. ووصفت اسماء بعض الاساليب التي استخدمتها سلطات الاحتلال اثناء التحقيق، مثل عدم رؤية ذويها لمدة تزيد عن ستة أشهر، ومحاكمتها أربع مرات دون السماح لها بمحام، ومنعها من إحضار مترجم، كون الحديث تم باللغة العبرية، حتى أن قرار إبعادها فهمته ضمنيا بدون أن تسمعه. وتشير أسماء إلى أنها كانت طيلة الفترة التي قضتها في المعتقل تتعرض للضرب والإذلال والإهانة، والتهديد بالاعتداء الجنسي، وكذلك الاستماع الى اصوات التعذيب والموسيقى الصاخبة، واقتيادها إلى غرفة منعزلة تتصل بغرفة أخرى ووضع جهاز تسجيل يبث صوت معتقل اخر يصرخ ويستغيث بقوة وعنف، إلى جانب ممارسات مخلة بالآداب.

وفي ما يتعلق بالطعام تشير أسماء إلى أن نوع الطعام كان سيئا كمّا ونوعا، إذ أنه غير قابل للأكل إما لكثرة التوابل أو لعدم طهيه بطريقة جيدة. ويشكل انعدام العلاج الطبي مشكلة للنزيلات اللائي يعانين من الأمراض، اذ لا يسمح لهن بمقابلة الطبيب.

وما يزيد الأمر سوءا انعدام النظافة داخل السجن وانتشار الحشرات والصراصير والفئران، في الوقت الذي تمنع فيه إدارة السجن إدخال أية منظفات. إضافة إلى إحكام إغلاق كافة النوافذ لمنع دخول الهواء وأشعة الشمس إلى الزنازين، ما يؤدي إلى انتشار القمل والفطريات بين المعتقلين والمعتقلات، وإصابة الكثيرين بأمراض جلدية وفطرية ومنها الجرب.

وقبل الإفراج عنها تقول تم تعيين مدير جديد لمصلحة السجون الإسرائيلية، الذي سن قوانين صارمة جدا، حيث منع العاملين في السجن من إدخال بعض المواد الغذائية والتموينية للأسيرات، كما منع إدخال مواد المشغولات اليدوية إلى الأسيرات (كالخيوط والخرز وغير ذلك)، إضافة إلى تغيير غرف الزيارات، وذلك بوضع حاجز يتكون من الشبك المقوى المزدوج والبلاستيك، ما جعل الاستماع والرؤية بين الأسير والزائر صعبة، كما أن تصاريح الزيارة للأسيرات أصبحت بالغة الصعوبة، ومنع عن البعض الزيارات لمدة طويلة.

وتعود الأسيرة أسماء بذاكرتها إلى الإضراب الذي شاركت فيه في المعتقل. فعقاباً اصدرت إدارة السجن قرارات بمنع دخول الغذاء والملابس ومنعت التنقل بحرية، موضحة انه تم قمع الإضراب بطريقة وحشية وهمجية.