معادلة أميركية صعبة في صراع جورجيا

TT

جدد وزير الداخلية الجورجي اراكلي اكرواشفيلي تهديد بلاده بالعودة لفرض النظام في اوسيتيا الجنوبية المتمردة بالقوة اذا لم يستقر السلام ولم تبدأ المباحثات حول تحديد الوضعية السياسية لاوسيتيا الجنوبية. وقد جاءت تصريحات الوزير الجورجي لتضفي المزيد من التوتر على الموقف في المنطقة رغم حرص الادارة الاميركية على تأكيد موقفها المؤيد لضرورة الابتعاد عن المواجهة والتحول نحو المباحثات سبيلا إلى التسوية السياسية. ويعزو المراقبون في موسكو تحول واشنطن عن تأييدها السابق للرئيس الجورجي إلى استمرار حاجة الادارة الاميركية إلى موسكو لدعم مواقفها من الارهاب الدولي وتعثر سياساتها في العراق. على ان مثل هذا التصور يتسم بشيء من القصور على ضوء ما سبق ان اعلنته واشنطن من اعتبار منطقة القوقاز ساحة لمصالحها الحيوية ورغبتها في نشر قواعدها هناك على مقربة من بحر قزوين ثاني اكبر مناطق احتياطي النفط في العالم. ولعل ذلك يبدو تفسيرا لمدى اهتمام الكرملين بالحيلولة دون تصعيد النزاع حول اوسيتيا الجنوبية في الوقت الذي يتغاضى فيه عن تدخل فصائل القوزاق والاعلان عن تأييدها المطلق لاوسيتيا الجنوبية واحتمالات ايفاد مسلحيها إلى هناك. وثمة ما يشير إلى ان حرص موسكو على عدم تدويل النزاع والابقاء عليه بعيدا عن احتمالات تدخل منظمة بلدان «الامن والتعاون في اوروبا» يعود إلى استمرار تفاقم المشكلة الشيشانية على مقربة من منطقة النزاع في جورجيا واوسيتيا الجنوبية.

وكانت وزيرة الخارجية الجورجية، سالومي زورابيشفيلي الفرنسية الجنسية، قد اعلنت مؤخرا في فيينا تأييدها لفكرة عقد مؤتمر دولي لبحث هذه المشكلة، وهو ما يفسر قرار الرئيس الجورجي اختياره لسالومي زورابيشفيلي سفيرة فرنسا في تبليسي والجورجية الاصل وزيرة لخارجية بلاده بعد استجابة الرئيس جاك شيراك لطلبه حول انتقالها إلى هذا المنصب.

وفي الوقت الذي اعربت فيه دوائر الناتو عن قلقها تجاه مقتل المدنيين من الجانبين، قالت مصادر الحلف انها تظل تتابع تطورات الموقف وتصريحات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والجورجي ساكاشفيلي حول هذا الشأن.

وكان الرئيس الجورجي قد اعرب عن امله في تدخل الدوائر الغربية إلى جانبه من اجل استعادة السلطة المركزية لسيطرتها على جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. وهناك من يقول بصعوبة تحقيق هذا الأمل في ظل اصرار موسكو على ضرورة الحيلولة دون تدويل النزاع. ويقول آخرون بتزايد احتمالات تدخل البلدان الغربية من اجل تحقيق مثل هذه الفكرة.