كيري مدافعا عن سجله العسكري: الرئيس بوش يستخدم بدلاء يقومون بالأعمال القذرة نيابة عنه

TT

اتهم جون كيري، مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية، الرئيس جورج بوش بـ«استخدام بدلاء يقومون بالاعمال القذرة نيابة عنه»، وذلك في معرض رده على هجوم الحزب الجمهوري عليه بشأن سجله في حرب فيتنام.

وفي أعنف رد حتى الان على تساؤلات بشأن ما إذا كان يستحق التكريم الذي حصل عليه في الحرب، قال كيري: «اذا كان الرئيس يريد ان يناقش مسألة سجلات المعارك، دعه يفعل ذلك بنفسه». وقال كيري ان جماعة تدعى «محاربو الزوارق السريعة القدامى من اجل الحقيقة» هاجمت سجله في اعلانات تلفزيونية تم تمويلها بمئات آلاف الدولارات من متبرع جمهوري في تكساس، الولاية التي ينتمي اليها بوش.

وفي اعلان دعائي بثه عدد من القنوات التلفزيونية في الايام الاخيرة في اطار الحملة الانتخابية، تظهر مجموعة من المحاربين القدامى في فيتنام يتهمون كيري بالكذب حول الجراح التي اصيب بها في فيتنام والمبالغة في «بطولته» في مواجهة العدو.

وقال السناتور الاميركي عن ولاية ماساتشوسيتس في «مؤتمر الرابطة الدولية لرجال الاطفاء» التي تدعم المرشح الديمقراطي: «انهم واجهة لحملة بوش. وحقيقة ان الرئيس لم يندد بما يفعلونه ويكشف كل شيء تحتاجون لمعرفته. انه يريد منهم ان يقوموا بأعماله القذرة».

ويشير كيري باستمرار في خطبه في الحملة الانتخابية الى تجربته في فيتنام مشددا بذلك على ما يميزه عن خصمه الجمهوري الذي لم يؤد خدمته العسكرية في فيتنام. والمنظمة التي تمول هذه الاعلانات الدعائية ليست مرتبطة بالحزب الجمهوري ولا علاقة لها رسميا بحملة بوش الذي قال الاسبوع الماضي ان كيري يجب ان يشعر «بالفخر» بعمله خلال حرب فيتنام. واوضح الرئيس الاميركي انه لم يشاهد الاعلانات الدعائية التي تنتقد كيري.

وكان كيري قائدا لقوة عملت في دلتا الميكونغ بين عامي 1968 و1969 في فيتنام ومنح عدة اوسمة تقديرا لأدائه. وينتقد المحاربون القدامى في الاعلان الدعائي كيري ايضا بسبب ادانته الحرب بعد عودته من فيتنام. وكان كيري قد قال في خطاب مثير في الكونغرس في ابريل (نيسان) 1971 ان الحرب في فيتنام قضية خاسرة وأدان جرائم الحرب.

وقال سكوت ماكليلان، المتحدث باسم البيت الابيض: «لن نثير تساؤلات أبدا بشأن خدمة كيري في الجيش. لم نفعل ذلك ولن نفعل». ووجد كيري نفسه في وضع الدفاع منذ عدة اسابيع بسبب انتقادات الحزب الجمهوري لسجله في حرب فيتنام عندما حصل على وسام وهو لفتنانت في البحرية.

وردا على ذلك تخلت حملته عن خطة لعدم نشر اعلانات الى وقت لاحق، وقامت بنشر اعلانات لافراد من طاقم الزورق الذي كان يعمل عليه كيري يعربون فيها عن تأييدهم لرواية المرشح الديمقراطي للاحداث. وقال كيري: «بالطبع فإن الرئيس مستمر في ابلاغ الناس أنه لن يشكك في خدمتي لبلادنا. لكنه يأخذ موقف المتفرج على هجوم تشنه تلك الجماعة ويموله الجمهوريون». وقال كيري وسط استحسان رجال الاطفاء: «حسنا.. اذا كان يريد مناقشة خدمتنا في فيتنام.. فهذه هي اجابتي: اطرح هذا الموضوع».

وقال مركز أبحاث بيو في استطلاع نشرت نتائجه يوم الاربعاء ان حرب العراق والخوف من الارهاب جعلت السياسة الخارجية والامن القومي موضوعات أكثر أهمية من القضايا الاقتصادية في هذه الحملة لانتخابات الرئاسة الاميركية للمرة الاولى منذ حرب فيتنام.

وقارن مؤيدو كيري سجله بسجل الرئيس بوش الذي أمضى الحرب في الولايات المتحدة وهو يخدم في الحرس الوطني في تكساس. وقال ماكليلان: «السناتور كيري يعلم ان أحدث هجوم زائف ولا يستند الى اساس. الرئيس بوش ندد بكل تلك الاعلانات».

وجاء في تقرير نشر أول من أمس في صحيفة «واشنطت بوست» ان سجلات الجيش تتناقض مع زعم يقول ان كيري لم يتعرض لاطلاق النار أثناء معركة أدت الى منح السناتور الديمقراطي أوسمة عسكرية. وشكك لاري ثورلو، الذي تولى قيادة زورق تابع للبحرية الاميركية مع كيري في فيتنام، في ان كيري تعرض لاطلاق الرصاص اثناء غارة في مارس (اذار) 1969 أدت الى منح أوسمة للرجلين. وثورلو عضو في جماعة محاربي الزوارق السريعة من اجل الحقيقة. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» ان السجلات العسكرية لثورلو تحتوي على اشارات الى نيران اسلحة صغيرة واسلحة آلية معادية وجهت الى جميع الوحدات في الاسطول الصغير المكون من خمسة زوارق صغيرة.