تقرير: الأطباء الأميركيون شاركوا في انتهاكات أبو غريب

TT

اتهم تقرير نشر في مجلة لانسيت الطبية البريطانية امس، ان اطباء الجيش الأميركي العاملين في العراق شاركوا مع المحققين في انتهاك حقوق سجناء عراقيين في سجن ابو غريب، فيما القى تحقيق للجيش الأميركي حول هذه الانتهاكات بالمسؤولية على أخطاء قيادية في أعلى المستويات، وقال ان المسؤولية في تلك الانتهاكات لم تكن حصرا بضباط صغار تصرفوا بصفة فردية. وقال الاستاذ الجامعي ستيفن مايلز الذي أعد التقرير «ان هناك ادلة على ان بعض الاطباء زوروا شهادات وفاة للتغطية على حوادث قتل وأخفوا ادلة على تعرض السجناء للضرب». وقال مايلز وهو استاذ بجامعة مينيسوتا الأميركية «تواطأ الجهاز الطبي في اعداد وتنفيذ اساليب تحقيق نفسية وبدنية قسرية». وأضاف مايلز ان احد المحتجزين انهار بعد الضرب الا ان الاطباء عملوا على افاقته حتى يستمر التعذيب. وكتب مايلز في دراسته التي استندت الى ادلة من تحقيقات للكونغرس الأميركي وشهادات تحت القسم لسجناء وجنود ووقائع نشرت في مطبوعات طبية ومعلومات قدمتها وكالات الاغاثة «قال مسؤولو الجيش ان طبيبا ومتخصصا نفسيا ساعدا في وضع اساليب التحقيق والموافقة عليها ومراقبتها في سجن ابو غريب». ورغم ان المعلومات عن التعذيب وسوء المعاملة في السجن كانت منتشرة على نطاق واسع، الا ان الطاقم الطبي لم يبلغ بهذه الانتهاكات رغم علمه بها قبل ان يبدأ التحقيق رسميا فيها في يناير (كانون الثاني) عام 2004 .

وظهرت تقارير عن انتهاك حقوق السجناء العراقيين في سجن ابو غريب لاول مرة في نهاية ابريل (نيسان) عندما اثارت صور السجناء العراقيين العرايا وهم يتعرضون للاهانة والاذلال من جانب القوات الأميركية استنكارا عالميا واسع النطاق.

وجاء في دراسة مايلز «الوثائق الحكومية كشفت ان الجهاز الطبي العسكري الأميركي تقاعس عن حماية حقوق الانسان الخاصة بالسجناء، وتعاون احيانا مع المحققين او الحراس المنتهكين لهذه الحقوق ولم يبلغ عن حالات الاصابة والوفاة التي وقعت نتيجة الضرب». كما تحدث عن انتهاكات اخرى لحقوق الانسان منها عدم الاحتفاظ بسجلات طبية واجراء فحوص طبية دورية وتوفير الرعاية المناسبة للمحتجزين المعاقين او المصابين.

ودعا مايلز الى اصلاح الجهاز الطبي العسكري الأميركي واجراء تحقيق رسمي في الدور الذي قامت به الطواقم الطبية في فضيحة التعذيب. واجرت الولايات المتحدة العديد من التحقيقات في الفضيحة.

ويوم الاربعاء الماضي قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، ان نتائج تحقيق عسكري سترسل الى الكونغرس الاسبوع المقبل وقد تورط عشرين او اكثر من قوات المخابرات في الفضيحة.

وقال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأميركية طلبوا عدم كشف اسمائهم، ان التحقيق الذي قاده الميجر جنرال جورج فاي خلص الى ان مجموعة من أخطاء القادة والسياسات المتخبطة ونقص الانضباط و«التشوش المطلق» في السجن كانت السبب وراء الانتهاكات التي ارتكبها جنود أميركيون بحق سجناء عراقيين في سجن ابو غريب على مشارف العاصمة العراقية بغداد. ووجه الاتهام رسميا الى سبعة من افراد الشرطة العسكرية الأميركية بارتكاب الانتهاكات ومنها الاذلال الجنسي للسجناء العراقيين العرايا في فضيحة أثارت غضب العالم.

وقال احد المسؤولين «كان هناك تشوش تام بشأن تكتيكات المخابرات العسكرية وأساليبها واجراءاتها». وحمل التحقيق كبار القادة جزءا من المسؤولية لعدم التفاتهم الى مؤشرات على حدوث الانتهاكات وعدم اهتمامهم بتقارير اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وأضاف «كان على القيادة ان تهتم أكثر بهذه القضية. لم تدقق القيادات في المؤشرات والعلامات على حدوث انتهاكات». ولكن التحقيق لم يصل رغم ذلك الى حد القول بان الجنود صدرت لهم أوامر بانتهاك حقوق السجناء، وانه من غير المرجح ان توجه اتهامات جنائية لاي من ضباط الجيش.

والقى البيت الابيض الأميركي ووزارة الدفاع (البنتاغون) مسؤولية الانتهاكات في سجن ابو غريب على قيادات عسكرية ذات رتبة صغيرة تصرفت بمبادرات شخصية.

واضاف المسؤولون قولهم ان التحقيق اشار ايضا الى مسؤولية خمس شركات أمن مدنية في الانتهاكات، وان الجيش سيوصي بتحويل ملفاتها الى وزارة العدل الأميركية للتحقيق وربما الاحالة الى المحاكمة. ومن المقرر ارسال تقرير فاي الى الكونغرس الاسبوع المقبل.