القوات العراقية والأميركية تشن الهجوم الأخير لإخلاء الصحن الحيدري

المعارك تحتدم مع اقتراب القوات العراقية من مداخل مرقد الإمام علي ومهلة ساعات لاستسلام مليشيا الصدر

TT

أنهت القوات الاميركية وقوات الدفاع الوطني والشرطة العراقية استعداداتها امس لشن معركة الحسم التي تستهدف إخلاء الصحن الحيدري من ميليشيا «جيش المهدي»، وذلك وسط قصف الطائرات والمدفعية الاميركية مواقع الميليشيا في الحي القديم قرب المرقد واقتراب الدبابات الاميركية الى مواقع لا تبعد أكثر من مائتي متر عن الضريح. وذلك بينما هدد حازم الشعلان وزير الدفاع بسحق ميليشيا الصدر «ما لم يستسلموا» ومنحهم مهلة ساعات. وعززت الدبابات الأميركية مواقعها عند الطرف الجنوبي من مرقد الإمام علي حيث تتحصن ميليشيا «جيش المهدي». ووسط قصف من طائرات حربية ومدفعية أميركية اشتبك جنود من مشاة البحرية في وقت سابق مع مقاتلي «جيش المهدي» حول مرقد الإمام علي في واحدة من اعنف المعارك منذ تفجر المواجهات بين الجانبين قبل 20 يوما.

واقتربت الدبابات الاميركية فجر امس من مواقع تبعد حوالى مائتي متر عن الضريح بعد يومين من انسحابها من هذه المواقع. وقال أحد الشهود ويدعى فاضل شاكر «رأيت عشر دبابات أميركية على الأقل في شارع المدينة». وذكر ان المرور عبر الشارع كان مستحيلا لانتشار القناصة في كل مكان.

وهدد حازم الشعلان وزير الدفاع امس «بسحق مقاتلي النجف ما لم يستسلموا» وأعطاهم مهلة ساعات وأعلن ان القوات العراقية «ستسيطر على مرقد الإمام علي في المدينة ولو بالقوة ان لزم الامر». واضاف انه ليس امام رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر سوى «الموت او السجن» اذا ما قرر مقاومة القوات التي ستقوم بعملية اقتحام الصحن الحيدري.

وقال في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول مكان وجود الصدر «نحن نتحرى عن وجوده. اذا سلم نفسه للدولة فهذا رائع له ولمستقبل الناس الذين يعملون معه، وإذا سلم نفسه فسيكون بأمان، أما إذا قاوم فسيكون أمامه إما الموت او السجن».

من جهته، اعلن المتحدث باسم الصدر أمس بعد ساعات من تحذير الشعلان أن ميليشيا «جيش المهدي» مستعدة للتفاوض لإنهاء الأزمة. وقال على سميسم للصحافيين «انهم مستعدون للتفاوض لوضع حد للمعاناة».

وقال شهود عيان قرب المرقد إنهم شاهدوا قوات عراقية للمرة الأولى في منطقة المعارك بعد اشتداد تبادل إطلاق النار أمس في أعقاب غارات أميركية كثيفة طوال الليل.

وأفاد شاهد انه شاهد قوات الحرس الوطني في شاحنتين لأول مرة في منطقة المعارك. وذكر شهود أنهم رأوا أعددا كبيرة من قوات الحرس الوطني وأيضا من رجال الشرطة حول شارع المدينة.

وأعلن محافظ النجف عدنان الزرفي أمس أن قوات الحرس الوطني على أهبة الاستعداد «لتطهير» مرقد الإمام علي من عناصر الميليشيا التي تحتله في حال رفضت الخروج منه طوعا «بسرعة».

وأعلن الجيش الأميركي في بيان أن صاروخا أطلقته ميليشيا «جيش المهدي» أصاب حائط مرقد الإمام علي في مدينة النجف المقدسة أمس وربما يكون قد الحق أضرارا بالمبنى». وشوهدت أمس قوات عراقية للمرة الأولى في منطقة المعارك التي كانت الأعنف في أعقاب غارات أميركية ليلية.

وجاء في البيان العسكري الأميركي أن طائرة أميركية رصدت مقاتلي الصدر يطلقون الصاروخ من الطرف الشمالي الشرقي للمرقد. وقال البيان «أصاب الصاروخ حائط المرقد وسقط تقريبا على بعد نحو عشرة أمتار إلى الشمال من الحائط. وربما يكون المرقد قد تضرر من الصاروخ».

ويتبادل الطرفان في النجف الاتهامات بشن هجمات قرب مرقد الإمام علي وعدم احترام الأماكن المقدسة.