تحقيقات 11 سبتمبر: 36 كلفوا بالهجمات و29 دخلوا أميركا و19 نفذوا

الانتحاريون استخدموا 360 اسماً حركياً للتمويه على تحركاتهم والوكالات الاستخباراتية قصرت في تتبع معلومات متوفرة عنهم الانتحاريين

TT

أفادت لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 أن 36 شخصاً كلفوا بتنفيذ مخطط الاعتداءات، بينما لم يتمكن من الدخول الى الولايات المتحدة سوى 29 نفذ منهم 19 عمليات خطف الطائرات واستخدامها كقنابل. وأوضحت اللجنة، في تقرير بمناسبة انتهاء عملها رسمياً أول من أمس، أن الأشخاص الـ 29 كانوا من السعودية والإمارات ومصر ولبنان والمغرب وباكستان واليمن.

وفي هذا التقرير الذي قدم بمناسبة انتهاء عمل لجنة التحقيق رسمياً الاحد الماضي، تركيز على ظروف دخول الانتحاريين الى الولايات المتحدة واخفاق السلطات في كشف اي منهم رغم ان بعضهم كان ضمن قوائم المشتبه فيهم.

وجاء في التقرير ان «السهولة التي حصل بها الخاطفون على تأشيرات دخول، ودخولهم الى الولايات المتحدة، توضح ان هذا الجزء من الخطة كان هاما بالنسبة لهم، لكنهم لم يواجهوا مشاكل في تنفيذه. هناك سؤال رئيسي في اذهان كثير من الاميركيين هو: كيف دخلوا بلدنا؟».

وأفاد التقرير أن أول واحد من المجموعة دخل الولايات المتحدة قبل سنتين ونصف السنة من موعد الهجمات، بينما دخل الأخير قبل شهر فقط من الموعد. وأضاف أن الانتحاريين الـ 19 استخدموا 360 اسماً حركياً خلال سنوات من الانتقال من بلد إلى آخر، الأمر الذي أعاق عمليات مراقبتهم من قبل الأجهزة الاستخباراتية.

واوضح التقرير ان الوكالات الاستخباراتية قصرت في تتبع معلومات متوفرة عن الانتحاريين مثل وجود اسماء ثلاثة منهم ضمن قائمة المشتبه فيهم، وتضمن جوازات سفرهم اشارات سرية كانت اجهزة الامن الاميركية وضعتها، ضمن اجراءات بدىء بتطبيقها بعد الهجوم الاول على مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993.

وقال التقرير ان مسؤولي الجوازات الاميركيين فشلوا في ملاحظة ان جوازات ثلاثة من الانتحاريين تضمنت تلاعباً في اختام دخول وخروج يعتقد ان متخصصين في «القاعدة» اجروها لتحاشي اكتشاف مرور الانتحاريين بأفغانستان. وذكر التقرير ان المسؤولين ربما فشلوا في كشف تزويرات اخرى لأن ثلاثة جوازات فقط هي التي بقيت بعد وقوع الهجمات بينما احترقت الجوازات الاخرى مع اصحابها.

وبينما حصل الانتحاريون التسعة عشر على تأشيرات دخول من السفارات الاميركية في الخارج بسهولة، فان خمسة من زملائهم فشلوا في ذلك. وحصل على التأشيرة ايضاً اثنان اخران لكنهما لم يشاركا في الهجمات. وافاد التقرير ان اولئك الذين رفضت طلباتهم، لم يثبتوا انهم سيعودون الى بلادهم، او لم يكونوا يملكون مالا كافيا يثبت قدرتهم على تحمل نفقات العيش خلال فترة وجودهم المفترضة في اميركا.

وقدم ثلاثة من الانتحاريين جوازات سفر كانت صدرت قبل اقل من ثلاثة اسابيع، دون ان يثير ذلك شكوك المسؤولين الاميركيين. لكن المسؤولين شكوا في حالتين تضمنتا تقديم معلومات غير صحيحة في طلب الحصول على التأشيرة، الا انه لم يجر التحقيق مع الشخصين المعنيين كثيرا.

وافاد التقرير ان واحداً فقط منع من دخول اميركا من بين 36 شخصاً كان مفترضاً ان يشاركوا في الهجمات. وقد دخل الانتحاريون وخرجوا من الولايات المتحدة 34 مرة خلال سنتين، حسبما جاء في التقرير.

وبينما لم يثر الذين دخلوا اميركا في وقت مبكر بهدف تعلم الطيران شكوك السلطات، فان الذين دخلوا لاحقا، اي قبل شهور قليلة من موعد الهجمات، اثاروا تلك الشكوك، وهؤلاء هم «العضلات» اي الذين طلب منهم المساعدة في السيطرة على الموقف داخل الطائرات بعد خطفها ومنع المسافرين من الوصول الى قمرات القيادة. واثار بعض هؤلاء الشكوك لأنهم لم يكونوا يجيدون الانجليزية او لنقص في وثائق سفرهم، او لتصرفات غريبة قاموا بها، او لأنهم كانوا يسافرون في مجموعات. وقد اخضع المسؤولون الاميركيون بعض هؤلاء الى مزيد من الاسئلة، كما اعتقدوا ان آخرين ربما يحملون خطابات تجار مخدرات. لكن رغم ذلك، فان الشكوك لم تؤد الى منعهم من الدخول (عدا واحد) او كشف المخطط. اما الذين دخلوا مبكراً فقد تدربوا على الطيران وكانوا يسافرون منفردين واكثر حرصاً على عدم لفت الانتباه اليهم.

وبعد دخول الانتحاريين الى اميركا، بدأوا في اجراءات الحصول على وثائق محلية، مثل رخصة قيادة السيارة، او العودة الى مكاتب الهجرة لتمديد فترات الاقامة . لكن طلبات تمديد الاقامة تأخرت لأن 600 الف طلب مماثل قدم خلال شهر واحد، اضافة الى وجود ثلاثة ملايين طلب لم يبت فيها.

ولم يلاحظ المسؤولون تزوير بعض الوثائق المحلية، مثل بطاقة اثبات الشخصية التي حصل عليها واحد من الانتحاريين، وفيها ان عنوانه يخص فندقاً في نيويورك. وقدم آخر عنوانه في فندق بنيوجيرسي. وقال التقرير ان تزوير الجوازات والوثائق كان سهلا بالنسبة لكثير من الخاطفين بسبب وجود جهاز في «القاعدة» يعمل في هذا المجال.