مصادر فلسطينية تستبعد لقاء وشيكا بين عرفات وأبو مازن

الرئيس الفلسطيني يلتقي دحلان مجددا على مأدبة عشاء في مقره

TT

نفى مسؤول فلسطيني مطلع امكانية عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه الاول محمود عباس (ابو مازن)، اليوم او في المستقبل القريب، كما تردد بعد الاطراف في الساحة الفلسطينية. وقال المسؤول المقرب من ابو مازن لـ«الشرق الأوسط»: ان ثمة حاجة للوقت قبل ان يتم اللقاء الذي يفترض ان يعيد العلاقات الى مجاريها بين القائدين التاريخيين (عرفات وابو مازن) في حركة فتح، الوحيدين الموجودين في الاراضي الفلسطينية. وكانت اطراف قد اشاعت ان لقاء وشيكا ربما اليوم، سيعقد بين عرفات وابو مازن لتتويج المصالحة داخل حركة فتح وعودة ابو مازن للعب دوره القيادي في اللجنة المركزية للحركة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

واضاف المسؤول ان ابو مازن حتى ان اراد انهاء القطيعة الان، فانه لا يمكن ان يقبل ان تتم مباشرة عقب لقاء الرئيس عرفات ومحمد دحلان وزير الدولة لشؤون الامن في حكومته، حتى لا تبدو وكأنها جاءت نتيجة لهذا اللقاء. والتقى دحلان اول من امس على مأدبة غداء مع الرئيس عرفات ولم تجر مناقشة اي من المواضيع العالقة، كما كان قد تردد بالامس. ومن المفترض ان يكون دحلان قد تناول الليلة الماضية طعام العشاء مع الرئيس عرفات كما قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط».

وحول امكانية ان يترأس ابو مازن وفد حركة فتح للحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي سترعاه القاهرة في سبتمبر (ايلول) المقبل، قالت المصادر ليس هناك اي شيء مؤكد، واضافت ان هذا الاقتراح تقدم به (رئيس الوزراء احمد قريع) ابو علاء الى ابو مازن عندما التقيا في مقر الحكومة في رام الله يوم الاحد الماضي، لكن لن يقبل به ابو مازن قبل انهاء القطيعة مع عرفات التي من المستبعد ان تتم بسرعة او بشكل مفاجئ لان ذلك ليس من طبيعة ابو مازن.

وكان عضو اللجنة المركزية لفتح عباس زكي، قد قال مساء اول من أمس، إنه من المتوقع أن يكلف الرئيس عرفات ابو مازن بترأس وفد فتح للحوار مع الفصائل الفلسطينية. وتساءلت المصادر، كيف يمكن ان يكلف عرفات ابو مازن بذلك قبل عودة ابو مازن الى اللجنتين المركزية والتنفيذية وقبل ان يتم انهاء القطيعة بين الرجلين؟». وكان أبو مازن قد استقال من اللجنة المركزية لفتح قبل أسابيع عدة من استقالته من منصب رئاسة الوزراء في سبتمبر (ايلول) الماضي، احتجاجا على انتقاداتها لاداء حكومته وجمد نشاطاته في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يحتل منصب امين سرها. ورفض كل الوساطات للعدول عن قراره رغم ارتباط منصب رئيس الوزراء بعضوية هاتين اللجنتين. واضطر ابو مازن الى الاستقالة من رئاسة الوزراء في مطلع سبتمبر بعد تظاهرة ضده امام مقر المجلس التشريعي، في رام الله حيث كان يلقي تقريره حول انجازات حكومته في الايام المائة الاولى من عمرها. واتهمه المتظاهرون، وبعضهم كان مسلحا من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لفتح، بالعمالة لاميركا وحاولوا اقتحام مقر المجلس. ويعقد المجلس التشريعي الفلسطيني في الساعة 11 من صباح اليوم جلسته المؤجلة من امس بسبب الاضرابات التضامنية مع الاسرى المضربين عن الطعام. ومن المقرر ان يبحث المجلس تقرير لجنة متابعة الاصلاحات مع الرئيس عرفات، التي يقودها عباس زكي.

وتوقع عضو في المجلس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ان يصادق المجلس على التقرير، من دون مشاكل وسيؤكدون على ضرورة تنفيذ الاصلاحات واعتبار ما ورد في خطاب الرئيس عرفات امام المجلس يوم الخميس الماضي دليل عمل، على حد قول النائب.

يذكر ان الرئيس عرفات التقى نواب فتح الذين يشكلون الاغلبية في المجلس استباقا للمجلس ولمنع اي تمرد يمكن ان يؤدي الى تصويت المجلس ضد التقرير او ربما على قرار يسحب الثقة من حكومة ابو علاء.