الشرطة المغربية تجري اختبارات «دي.إن.إيه» على عائلات لحل لغز الجثث الثماني التي عثر عليها في شوارع تارودانت

الطب الشرعي: تاريخ الوفاة يتراوح ما بين 3 أشهر و3 سنوات

TT

أكد مصدر امني في مدينة اغادير (جنوب المغرب) ان الطب الشرعي سيشرع غدا في إجراء اختبارات «دي.إن.إيه» على مجموعة من العائلات، التي تقيم في مدن تارودانت وأغادير والقرى المجاورة، التي فقدت أبناءها في ظروف غامضة ما بين عامي 2002 و 2004، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 سنة، ومقارنتها مع نتائج نفس الاختبارات التي يجريها الأمن المغربي لتحديد هوية الجثث الثماني التي عثر عليها الجمعة الماضي ملقاة في شوارع مدينة تارودانت (شرق أغادير).

وقال المصدر ذاته لـ«الشرق الأوسط» ان التحقيق يركز بدرجة أولى على كشف هوية الضحايا عن طريق مقارنة النتائج، ثم التعرف على عائلات المختفين، موضحا انه في حالة التوصل الى معرفة عائلات المختفين ستصبح مهمة المحققين سهلة لفك لغز هذه الجرائم المحيرة التي لم يسبق للمنطقة ان شهدت مثيلا لها. وأشار الى انه بموازاة هذه المجهودات اطلقت السلطات الأمنية مجموعة من التحريات المكثفة في العديد من المناطق المحيطة بالمدينتين قصد حصر عدد الأطفال المختفين، وحصر عدد البلاغات الخاصة بها، كما سيتم التحقيق مع المتورطين في جرائم اختطاف او قتل أطفال، قبل ان يضيف «لم نترك أي شيء للصدفة».

وفي سياق ذلك، قال البروفيسور سعيد الواهلية، رئيس معهد الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي الجامعي «ابن رشد» بالدار البيضاء، ان تاريخ وفاة الاشخاص الثمانية الذين تم العثور على جثثهم بتارودانت يعود الى ثلاثة اشهر على الاقل بالنسبة لأحد الضحايا، وما بين ستة اشهر الى ثلاث سنوات بالنسبة للضحايا الآخرين.

وأشار البروفيسور الواهلية الى ان العناصر الاولية للتشريح اظهرت ان الامر يتعلق بجثث شبان ذكور تتراوح اعمارهم ما بين 13 و16 سنة، وطول قاماتهم يتراوح ما بين 1.40 و1.50 متر، موضحا ان الفحص الذي سيجري على الاسنان في القريب العاجل سيحدد سن الضحايا بشكل دقيق.

وأشار البروفيسور الواهلية الى ان جثث الضحايا كانت قد دفنت قبل اخراجها ونقلها الى مكان آخر لأن التراب وجد عالقا بعظام الضحايا. واعتبر ان سبب الوفاة قد يكون وراءه عمل اجرامي ما دام ان الجثث تحمل اثر الضرب على مستوى الرؤوس وعلى مستوى أعضاء اخرى، مضيفا انه سيتم اللجوء الى تحليلات الحمض النووي للتعرف على هويات الضحايا.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الضحايا تعرضوا كلهم لأعمال تعذيب عن طريق تقطيع اطرافهم او اجزاء من أجسادهم مما يرجح ان المجرمين محترفون او من المرضى النفسيين، بيد ان مصدرا من المعهد الطبي الشرعي قال: « شخصيا لا أرجح الفرضية الثانية لأن طريقة التقطيع تمت باحترافية كبيرة».

يشار الى ان الأمن المغربي كان قد عثر على جثث الذكور الثمانية، ملفوفة داخل اكياس بلاستيكية في حالة تحلل متقدمة، واضطرت مصالح الأمن بالمنطقة لارسال الجثث الى مدينة الدار البيضاء قصد القيام بالتحليلات الشرعية لتحديد جنس الضحايا، في الوقت الذي انتقلت فيه فرق أمنية من الادارة العامة للأمن المغربي من الرباط والفرقة الوطنية، والشرطة العلمية من الدار البيضاء، للمساعدة على فك لغز الجريمة التي تسببت في نشر حالة ذعر كبيرة وسط الآباء والأمهات بالمدينة والمناطق المجاورة خوفا على مصير أبنائه. وأكدت بعض المصادر ان التحريات التي تجري حاليا تتجه نحو فرضية القتل الناتج عن ممارسة الشعوذة المتعلقة باخراج الكنوز.