لجنة تحقيق أميركية: قيادات في البنتاغون وافقت على التعذيب

الجنود الأميركيون انتهكوا حرمات المراهقين واغتصبوا سجينا على الأقل

TT

أصدرت لجنة مستقلة مكلفة من قبل وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بالتحقيق في انتهاكات سجن ابو غريب، تقريرا قالت فيه ان «نقص القيادة والرقابة، قد ساهما في خلق جو تمت الاساءة فيه للمعتقلين بشكل جسيم»، في حين انتقدت بعض منظمات حقوق الانسان ومكاتب القانون التي تدافع عن المساجين في أبو غريب التقرير، وقالت انه فشل في القاء اللوم على البنتاغون او تقديم أدلة كافية لرفع قضايا ضد المسؤولين عن التعذيب. وكانت اللجنة المكونة من اربعة اعضاء يرأسهم وزير الدفاع السابق جيمس تشليزنجر، الذي عمل في ادارة نيكسون وتولى مهام وزير الطاقة في ادارة كارتر، قد قالت في تقريرها ان اعضاء من الشرطة العسكرية والحرس في السجن اعتادوا الاساء للمساجين والاساءة للمراهقين قيد الاعتقال واخافتهم عن طريق الكلاب البوليسية حتى يقوموا بالتبول لا اراديا ضمن منافسة فيما بينهم على من يحقق ذلك أولا من المعتقلين. وقال التقرير ان واحدا من المساجين الرجال على الأقل قد تم اغتصابه من قبل احد الجنود الأميركيين. وقال التقرير ان قيادات بارزة منهم مساعدون لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد لم يسمهم التقرير، وافقوا ضمنيا على التعذيب وممارسة العنف ضد المعتقلين في غوانتانامو وفي ابو غريب في العراق وفي أفغانستان.

كما يوجه التقرير اللوم لقائد القوات البرية الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز لعدم تحقيقه في احداث أبو غريب وعدم اهتمامه بتتبع تصرفات جنوده.

غير ان مركز الحقوق الدستورية، الذي يتخذ من نيويورك مقرا له وهو احد المراكز المتابعة للتحقيقات، قال في بيان له ان التقرير على الرغم من تجنبه ذكر اسماء مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الأميركية بعينهم وتفادى تحديد اسم وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد يكفي لاحداث تحقيق جنائي وليس اداريا فقط. وقال المركز في بيانه: «وفق القانون الأميركي فان من لديه المسؤولية عن افراد عسكريين يعتبر مذنبا بجريمة حرب أيضا اذا كان يعرف او كان يجب ان يعرف ان اولئك الذين هم تحت امرته ينتهكون القانون وانه فشل في ايقافهم او معاقبتهم».

وقال ستيفن وات أحد المحامين في المركز في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان التقرير «لا يحدد الاسماء لكن هناك ادلة تكفي للاشارة الى ان التعذيب شيء اساسي في عقلية ادارة بوش وان هذا ما أدى في نهاية المطاف الى انتهاكات أبو غريب».

وقال مايكل راتنر مدير المركز الحقوقي البارز «اننا نعتقد ان مسؤولين كبارا جدا في البنتاغون يقفون في الحقيقة وراء الانتهاكات. حيث ان مذكرات التعذيب التي تم تسريبها في الصيف توضح كيف تفكر ادارة الرئيس بوش وتوضح ان التعذيب يمثل افعالها حقيقة. ولا يمكن فصل الاثنين. لقد تم تنفيذ هذه المذكرات والعمل بمقتضاها من قبل الجنود مما ادى الى احداث سجن أبو غريب».

وقال المدير القانوني للمركز جيفري فوغل انه منذ سنتين تقوم الصحافة بكتابة اخبار عن انتهاكات وقتل وتعذيب واساءات في أفغانستان وفي العراق وفي غوانتانامو في كوبا يتورط فيها بوش وادارته ورغم ذلك لم يتم فتح أي تحقيق جنائي. وقال: «لولا ان بوش ومسؤولين كبارا لم يكونوا متورطين في التعذيب المنتظم هذا لكان هناك تحقيق جنائي منذ مدة طويلة».

ومن المعروف ان هذا المركز يمثل بعض سجناء غوانتانامو كما رفع المركز قضايا على الشركات الأمنية الخاصة وشركات قوات الكوماندوز الخاصة العاملة في العراق والمتورطة في انتهاكات أبو غريب ـ شركة كاسي وشركة تايان للأمن.

وأعضاء اللجنة التي قدمت التقرير الآخرون هم هارولد براون وزير الدفاع في عهد كارتر وعضو الكونغرس السابق تيلي فاولر والجنرال في القوات الجوية السابق والذي قاد القوات الأميركية الجوية في حرب الخليج الأولى في 1991 الجنرال تشارلز ايه هورنر.