أحد المتهمين بانتهاكات أبو غريب يقر بأنه «مذنب»

TT

قالت مصادر عسكرية اميركية تشارك في محاكمة الجنود الاميركيين المتهمين بانتهاكات ابو غريب، ان احد جنود الاحتياط الاميركيين المتهمين بتعذيب سجناء عراقيين في سجن ابو غريب سيترافع على اساس انه مذنب ببعض التهم الموجهة اليه. والسرجنت ايفان فردريك، 37 عاما، متهم باساءة معاملة معتقلين والقيام بافعال فاضحة بحقهم. ومثل الجندي امس في قاعدة مانهايم الاميركية جنوب المانيا، امام القاضي العسكري جيمس بول في جلسة استماع تمهيدية قبل مثوله امام محكمة عسكرية في العراق من حيث المبدأ. وقال الجندي في نص بثه محاميه «اقبل تحمل مسؤولية افعالي في سجن ابو غريب». واضاف «سأترافع كمذنب في بعض التهم لانني استنتجت ان ما فعلته يشكل انتهاكا للقانون». واكد السرجنت فردريك انه يأمل في ان يقبل جنود اخرون شاركوا في «الفوضى التي سادت في ابو غريب بتحمل مسؤولياتهم». واعرب الجندي عن مخاوفه ازاء سلامة الجندي ستيفن داربي، الذي كان وراء انتشار فضيحة التعذيب في ابو غريب عبر نشر صور التقطت في السجن. وقال فردريك: ان داربي فعل ما كان يعتقد انه الصواب وكان ذلك صائبا. وقال المحامي المدني عن السرجنت فردريك ان خيارات موكله كانت مدروسة املا في تخفيف عقوبته المحتملة.

وأصدر قاضي المحكمة أمس قرارا بعدم إمكانية إلزام وزير الدفاع الأمير كي، دونالد رامسفيلد، بالمثول أمام محكمة عسكرية للإدلاء بشهادته في قضية اتهام جندي أميركي بانتهاك حقوق السجناء العراقيين في سجن أبو غريب. واتهم السارجنت جافال ديفيز، 26 عاما، بالاعتداء والقسوة وإساءة المعاملة والتآمر لارتكاب مخالفات ومنها القفز بحذائه على كومة من السجناء والوقوف على أيديهم. وقال القاضي جيمس بول لفريق الدفاع عن ديفيز «لا أستطيع أن أرى أي علاقة بين هذه المجموعة والسلطات في واشنطن. أنا لا أقول بعدم وجود صلة. لكنكم لم تقدموا ما يكفي من الأدلة». ويدفع محامو الجنود، وهم ديفيز والسارجنت ايفان فردريك وتشارلز غرينر وميغان امبول، بأن موكليهم كانوا فقط ينفذون الأوامر التي صدرت إليهم بتحطيم الروح المعنوية للمحتجزين قبل التحقيق معهم. وأشار عضو في فريق الدفاع عن ديفيز وهو المحامي بول برجرين الى مذكرات تثبت أن رامسفيلد وافق على وضع عصابات على أعين السجناء وعلى تجريدهم من ملابسهم مع إمكانية تعريضهم لضغوط بدنية. وقال برجرين «مع ازدياد عمليات التمرد زادت الحاجة الى معلومات مخابرات دقيقة. وقد وافق دونالد رامسفيلد على هذه الأساليب». وكان برجرين واحدا من أربعة من محامي الدفاع استجوبوا يوم الجمعة اربعة جنرالات أميركيين من بينهم الميجر جنرال جيفري ميلر، القائد السابق لمركز اعتقال قاعدة غوانتانامو، والميجر جنرال باربرا فاست رئيسة المخابرات العسكرية الأميركية السابقة في العراق. وقال برجرين انه فهم من خلال هذه اللقاءات ان كبار الضباط أرادوا معلومات مفيدة وكانوا على استعداد لإذلال السجناء العراقيين وترويعهم لتحقيق هذا الهدف. ويسعى فريق الدفاع عن ديفيز الى تأمين حصانة لضباط كبار خدموا في سجن أبو غريب والسماح لهم بالإدلاء بشهاداتهم من دون ان يؤدي ذلك الى اتهامهم بارتكاب جرائم. لكن الادعاء يقول إن هؤلاء الضباط ربما يواجهون تهما بالتقصير في أداء الواجب وان من غير الممكن منح حصانة لهم. وقال القاضي بول انه يريد الحصول على إيضاحات تتعلق بأي اتهامات قبل منتصف سبتمبر (أيلول) وهو الموعد المحدد للكشف عن تقرير للميجر جنرال جورج فاي حول تسلسل القيادة في هذا الوقت. ورفض بول طلبا باستبعاد اعترافات سابقة لديفيز أخذت منه أثناء التحقيق معه على مدى سبع ساعات بعد إيقاظه من النوم خلال الليل عقب خدمة استمرت 15 ساعة.

وكان جندي احتياطي آخر تابع لوحدة من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) متهم بالاعتداء على سجين عراقي توفي متأثرا بالجروح والضربات التي تلقاها من هذا الجندي، مثل اول من امس امام محكمة عرفية في معسكر بندليتون بالقرب من سان دييغو (كاليفورنيا غرب). ويتهم السرجنت غاري بيتمن، 40 عاما، ايضا بالاخلال بواجباته. وكان عثر على السجين العراقي نجم سعدون حطب، 52 عاما، جثة في السادس من يونيو (حزيران) 2003 في معسكر وايتهورس وهو قاعدة اميركية بالقرب من مدينة الناصرية. واظهر تشريح الجثة ان حطب توفي بسبب كسر في صدره. وجاء في القرار الاتهامي ايضا، ان جثة حطب كانت تحمل اثار رفسات وضربات ركبة على المعدة وان السرجنت بيتمان لم يبلغ رؤساءه بحالة حطب الصحية. واعلن وكيل الدفاع عن الجندي الاميركي ان السجين العراقي كان يمكن ان يقضي بنوبة ربو او لاسباب طبيعية اخرى. وسوف تستمر المحاكمة حوالى ثلاثة اسابيع. ويخشى ان يحكم على السرجنت بيتمان بالسجن لمدة تصل الى ثلاث سنوات.