روسيا تتهم انتحاريتين شيشانيتين بتفجير الطائرتين ومجموعة أصولية تعلن مسؤوليتها

TT

وجهت أجهزة الأمن الروسية أمس إصبع الاتهام إلى «انتحاريتين شيشانيتين» في تفجير الطائرتين المدنيتين اثر اقلاعهما من موسكو في اتجاه سوتشي وفولغاغراد ليل الثلاثاء ـ الاربعاء الماضيين. وأدى الحادثان الى سقوط 89 قتيلا.

وأمس ايضا، أعلنت مجموعة أصولية تطلق على نفسها اسم «كتائب الاسلامبولي» عبر موقع في الإنترنت مسؤوليتها عن تحطم الطائرتين قائلة انه «ضربة لدعم المقاتلين الشيشان».

وفي موسكو قالت المصادر ان اجهزة وزارة الداخلية والأمن والمخابرات «بدأت البحث عن ارهابيين بين ركاب الطائرتين بعد عثور خبراء المفرقعات على آثار متفجرات». وأشارت إلى ان أنظار المحققين توقفت عند وجود اسمين لشيشانيتين ضمن قائمة ركاب الطائرتين وهما س. جيبيرخانوفا وامانات سلمان نجايفا. وقد رصدت اجهزة التحقيق عددا من الاخطاء في كتابة اسمى الشيشانيتين اذ لم يكتب اسم الأولى كاملا بينما كتب اسم والد الثانية ناقصا.

وكانت شركة طيران «سيبيريا»، صاحبة إحدى الطائرتين، قد سارعت في أعقاب سقوط الطائرة الى اعلان أن الحادث «نتيجة عمل إرهابي»، بينما أعلن إيغور ليفيتين، وزير النقل ورئيس لجنة التحقيق الحكومية، أن جيبيرخانوفا ونجييفا هما الراكبتان الوحيدتان اللتان لم يسأل عن مصيرهما أحد كما أعلنت شركة طيران «فولغو اكسبرس» الناقلة.

وقالت صحيفة «كوميرسانت»، نقلا عن مصادر الداخلية الشيشانية، إن العاصمة الروسية طلبت إفادتها بمعلومات حول مواطنتين من أبناء الجمهورية، بينما ذكرت صحيفة «غازيتا» ان الوقت اسعف قائدي الطائرتين لارسال طلب اغاثة «sos» قبل وقوع الكارثتين، بل ان قائد الطائرة «تو ـ 134» استطاع الاعلان: «هجوم على الطائرة». غير ان المصادر الروسية لا تزال تتحفظ قبل اصدار الاحكام النهائية بهذا الصدد الا بعد الانتهاء من رصد تسجيلات الصندوق الأسود الخاص بكل طائرة، رغم ما قيل سابقا من انهما معطوبان نتيجة الانفجار الطائرتين.

من جهة اخرى جاء في بيان «كتائب الاسلامبولي»: «نعلن في كتائب الاسلامبولي ان مجاهدينا استطاعوا خطف طائرتين روسيتين. وقد كلل المجاهدون ـ وعدهم خمسة في كل طائرة ـ جهدهم بالنجاح على الرغم من المشاكل التي واجهتهم في البداية».

وأضاف البيان انهم «استطاعوا توجيه الضربة الاولى التي ستتبعها سلسلة من العمليات الاخرى في موجة مد النصرة والعون لإخواننا في الشيشان والمناطق الاخرى التي تعاني من كفر روسيا». وقالت المجموعة أيضا ان «ذبح روسيا للمسلمين لا يزال مستمرا ولن يتوقف الا ببدء حرب تراق الدماء فيها»، مضيفة «سيتم في القريب نشر وصايا منفذي العمليتين. لن نهدأ الا بتوجيه الضربات المتتالية الى أنظمة الكفر والطغيان في المنطقة».

وفي واشنطن أمرت وزارة الأمن الاميركية بتشديد الاجراءات الأمنية في المطارات الاميركية، وزيادة حماية الطائرات الروسية التي تهبط في المطارات الاميركية. وفي الوقت نفسه، امرت قيادة حماية فضاء اميركا الشمالية «نوراد» طائراتها العسكرية المقاتلة بمراقبة الطائرات الروسية عندما تقترب من المجال الجوي الاميركي، ووالى حين هبوطها.

ورفض متحدث في قيادة «نوراد»، المسؤولة عن مراقبة الصواريخ المعادية، الحديث عن التفاصيل، لكن طائرات عسكرية اميركية شوهدت وهي تتابع طائرات روسية. ويذكر ان شركة الطيران الروسية «ايروفلوت» تستعمل مطارات لوس انجليس وسان فرانسيسكو وواشنطن العاصمة وسياتل ونيويورك. ورغم ان الطائرتين التين انفجرتا ليستا تابعتين لشركة «ايروفلوت»، فقد قال مسؤولون اميركيون ان اي طائرة اجنبية يمكن ان تشكل خطرا على اميركا.

وقال المراقبون ان الحكومة الاميركية «تخشى ان يخطف مقاتلو الشيشان طائرات روسية متجهة نحو الولايات المتحدة، ويفجروها على اراض اميركية، او يسيطروا على قيادتها ويفجروا بها مباني او منشآت فيها».

وقالوا ان محققين اميركيين سيرسلون الى روسيا للاشتراك في التحقيق في سقوط الطائرتين. وقالت وزارة الأمن ان زيادة الإجراءات الأمنية للطائرات المقبلة من روسيا ستشمل التأكد من وجود شرطة مسلحة في كل طائرة، وتفتيش الأمتعة بأجهزة إلكترونية متطورة، وزيادة التحقيق مع المسافرين. ويتوقع ان تشمل الإجراءات الجديدة طائرات شركة «دلتا» الاميركية، وهي الشركة الاميركية الرئيسية التي تطير طائراتها بين أميركا وروسيا.