البرنامج الانتخابي للجمهوريين يسقط حق العودة للفلسطينيين ويؤكد التفوق الإسرائيلي

TT

لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، يسمح الحزب الجمهوري الحاكم لنفسه بان يدخل في تفاصيل التسوية السياسية لأزمة الشرق الاوسط ونسف عدد من المسلمات والشرائع الدولية في برنامجه الانتخابي. فقرر اسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين، لدى التوصل الى تسوية دائمة، وحق ازالة الاحتلال عن جميع اراضي 1967.

فأفرد الحزب الجمهوري في مسودة برنامجه فصلا خاصا باسرائيل، التي اقرتها اللجنة التحضيرية مساء اول من امس، وستعرض في الاسبوع المقبل على مؤتمر الحزب لاقرارها بشكل نهائي، ولتصبح برنامج الحزب للانتخابات القريبة. ومما ورد في البرنامج ان «الهجمات الارهابية التي تتعرض اليها اسرائيل هي جزء من الاعتداءات التي تعرضت اليها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) 2001. والحزب الجمهوري يؤمن بحق اسرائيل في الدفاع عن النفس امام الهجمات الارهابية وغيرها من الاعتداءات عليها. ويؤكد المؤتمر التزام الرئيس جورج بوش بضمان ان تبقى اسرائيل متفوقة عسكريا ونوعيا وتكنولوجيا وامنيا على اعدائها وخصومها مجتمعين. كما يؤكد التزام بوش بان يسعى لتسوية دائمة للنزاع، بحيث لا تعود اسرائيل الى حدود ما قبل حرب 1967 ولا يعود اللاجئون الى الاراضي الاسرائيلية.

واثارت هذه النصوص ارتياحا بالغا في اسرائيل، امس، خصوصا في محيط رئيس الوزراء، ارييل شارون، الذي يعتبرها مكسبا شخصيا له. الا ان المراقبين فيها يرون في هذه المناصرة غير المسبوقة لاسرائيل، جزءا من محاولات الحزب الجمهوري رفع نسبة المؤيدين اليهود له في الولايات المتحدة عموما وفي فلوريدا وولايات مشابهة من حيث التأثير بشكل خاص.

يذكر ان غالبية اليهود في الولايات المتحدة تؤيد الحزب الديمقراطي (بينما غالبية العرب الاميركيين تؤيد الحزب الجمهوري بشكل عام). وحسب احصاءات اميركية فان الرئيس بوش لم يفز سوى بـ19% من اصوات اليهود في الانتخابات الماضية، بينما صوت حوالي 25% لمنافسه آل غور في حينه. وخطط بوش، في بداية معركته الانتخابية لان يرفع النسبة في هذه الانتخابات الى 30 ـ 40%. لكن استطلاعات الرأي تشير الى استحالة الوصول الى نتيجة كهذه رغم سياسة بوش الداعمة بشكل تام لاسرائيل. والسبب في ذلك هو ان غالبية اليهود يخالفون بوش الرأي في جميع عناصر سياسته الداخلية تقريبا ويؤيدون سياسة الحزب الديمقراطي اكثر.

ويحتاج بوش لاصوات اليهود في فلوريدا بشكل خاص لان استطلاعات الرأي تشير الى توازن بينه وبين المرشح الديمقراطي جون كيري، مع ميل للحسم باتجاه الاخير، واصوات اليهود ستكون في هذه الولاية حاسمة، كما ان اصوات اليهود تشكل لسان الميزان في ثلاث ـ اربع ولايات اخرى، حسب تلك الاستطلاعات. لهذا جاء القرار بتقوية الدعم لاسرائيل في برنامج الحزب، وعمل ذلك بشكل تظاهري.