استراحة مقاتلي النجف قد لا تطول إذا أراد الصدر استئناف «الجهاد»

TT

النجف ـ رويترز: البعض خلع زي القتال الأسود وارتدى الملابس المدنية وأصبح مستعدا للعودة الى عمله سواء كان بائع اسماك أو جزارا أو مهندسا بعد ثلاثة أسابيع من المعارك مع القوات الأميركية في النجف.

لكن المقاتلين الشيعة الذين يقولون انهم سيحترمون اتفاق السلام الذي يطالبهم بإلقاء السلاح استعدوا بالفعل للمعركة التالية. وكل ما يحتاجه الامر لكي يعودوا الى حالة الجهاد مرة اخرى هو كلمة واحدة من رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. وقال رجل يستخدم اسما مستعارا هو أبو مقتدى تغطي الاربطة الجروح التي اصيب بها في واحدة من الغارات الكثيرة التي شنتها طائرات أميركية على مواقع المقاتلين في النجف «سأعود الى عملي قريبا. انني مدرس لغة عربية لطلبة المدارس الثانوية». وأضاف «غير انني مستعد للذهاب الى الحرب مرة اخرى في أي وقت. كل ما على السيد مقتدى (الصدر) هو ان يطلب منا ذلك وسنقاتل في النجف أو أي مكان آخر». وتوصل الصدر الذي تحدى جيش المهدي الذي يتزعمه قوة النيران الأميركية من الازقة ومن المقبرة القديمة، الى اتفاق سلام مع القوات الأميركية والعراقية توسط فيه آية الله العظمى علي السيستاني. ويسمح الاتفاق الذي تم التوصل اليه أول من أمس لعشرات الآلاف من الحجاج الشيعة بالعودة لزيارة مرقد الإمام علي الذي كان يتحصن به مقاتلو ومؤيدو الصدر.

ووقف المقاتلون الذين كان يفترض ان يسلموا اسلحتهم وهم يمسكون ببنادق من طراز ايه كيه ـ47 وقنابل وراحوا يفتشون الحجاج عند نقطة تفتيش .ومصير هؤلاء الشبان مرتبط بما اذا كان رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي سيتمكن من فرض الاستقرار في بلد يعاني من ازمة أمن في عدة جبهات.

وكان هؤلاء المقاتلون المسلحون بأسلحة خفيفة يمثلون أكبر تحد للحكومة العراقية المرفوضة لعلاقتها الوثيقة بالقوات الأميركية والتي لا يمكنها الاعتماد على قوات الشرطة والأمن العراقية في القضاء على المقاتلين. ولا يوجد ما يشير الى ان حماس هؤلاء المقاتلين سيخبو قريبا. فقد وافق الصدر على هدنة بعد قتال القوات الأميركية في النجف واماكن اخرى في ابريل( نيسان) وهو قادر على حشد أنصاره بسرعة.

وردد بعض مقاتلي «جيش المهدي» اسم مقتدي الصدر وعبارات تتحدث عن الشهادة وهم يدفعون عربة خشبية محملة بقذائف المورتر وبنادق الكلاشنيكوف، فيما حمل حجاج ملصقات للسيستاني المرجع الاعلى للشيعة في العراق. وغضب المقاتلون الشبان عندما سئلوا ان كانوا سيسلمون اسلحتهم بموجب شروط الاتفاق ام انهم ينقلونها فقط. وقال علي فيما اشار مقاتلون اخرون بالموافقة «نحن جميعا نفكر بطريقة واحدة وكل اعمالنا تتوقف على رغبات السيد مقتدى». وقال رجل دين يرتدي عمامة سوداء وضع حول رقبته مدفعا رشاشا وحزاما ضخما من الطلقات، ان القصف الأميركي لم يؤثر على الروح المعنوية للمقاتلين. ولا يعرف أحد عدد الذين قتلوا في الجانبين في النجف لكن تقديرات احد مقاتلي «جيش المهدي» تسلط الضوء على شعار هؤلاء المقاتلين وهو «النصر أو الشهادة». وقال مقاتل شاب «اسقطنا 17 طائرة أميركية وقتلنا نحو 40 جنديا أميركيا كل يوم. ودمرنا أيضا 17 دبابة». والغضب ضد الولايات المتحدة شديد بين مقاتلي «جيش المهدي» الذين يقولون انهم لن يتخلوا عن أسلحتهم الا عندما تغادر القوات الأميركية العراق. ومن غير المتوقع ان يحدث هذا في المستقبل القريب.