ألمانيا تنضم إلى فرنسا والولايات المتحدة برفض «ضمني» لتعديل الدستور اللبناني

TT

انضمت المانيا الى فرنسا والولايات المتحدة في الدعوة الى «التزام الدستور» في ما يتعلق بانتخابات الرئاسة اللبنانية، في معارضة غير مباشرة لتمديد ولاية الرئيس اميل لحود. واعتبر وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الذي يقوم بجولة في المنطقة بدأها امس في بيروت، «ان لبنان دولة ديمقراطية مبنية على الدستور (...) ونأمل ان تسير فيه التطورات قدماً وفقاً للدستور».

وكان فيشر استهل زيارته بلقاء مع الرئيس لحود الذي ابدى له «حرص لبنان على تعزيز العلاقات مع المانيا». وابلغه «تقدير لبنان للموقف الالماني حيال ازمة الشرق الاوسط الذي يتصف بالحياد ودعم القضايا العربية العادلة»، مبدياً ارتياحه للتعاون القائم بين الحكومتين اللبنانية والالمانية لتطوير العلاقات الثنائية سياسياً واقتصادياً وثقافياً.

وجدد الرئيس اللبناني، في المقابل، التأكيد على «ضرورة تطبيق قرارات الامم المتحدة لحل النزاع العربي ـ الاسرائيلي»، مشيراً الى «ان السلام العادل والشامل والدائم هو الذي سيعيد الاستقرار الى هذه المنطقة من العالم، ويضع حداً للاعمال العدوانية التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية». واستبعد حصول اي تقدم على صعيد مبادرات السلام في المنطقة قبل الانتخابات الرئاسة الاميركية. واعرب لحود ايضاً عن خشيته من «ان تكون اسرائيل، من خلال قرارها الانسحاب من قطاع غزة، كمن يعطي شيئاً بيد ليأخذ اشياء باليد الاخرى، لاسيما ان الممارسات الاسرائيلية لا تدل على نية حقيقية لتحقيق السلام العادل في المنطقة».

وبالنسبة الى الوضع في العراق، جدد لحود التأكيد على موقف لبنان الداعي الى «تسلم الامم المتحدة مهمة الاشراف على الوضع العراقي بكل وجوهه، وتمكين الشعب من التعبير بحرية عن خياراته المستقبلية من خلال انتخابات حرة ونزيهة».

أيضاً أكد الرئيس اللبناني ان الوضع على الحدود الجنوبية مستقر، محملاً اسرائيل مسؤولية الانتهاكات التي تقوم بها بشكل دوري ومعتبراً «ان من حق لبنان الدفاع عن ارضه وسيادته براً وبحراً وجواً». وابرز دور المقاومة الوطنية اللبنانية وسورية في تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، شاكراً للوزير فيشر التعاون الذي ابدته المانيا لتسهيل عملية اطلاق الاسرى والمعتقلين اللبنانيين من السجون الاسرائيلية.

وزار فيشر لاحقاً رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري. وتحدث بعد اللقاء فقال: «ان سياستنا مبنية على الصداقة. ونحن معاً الى جانب شركائنا في الاتحاد الاوروبي لدينا الكثير من الاهتمام باستقلال وسيادة لبنان. هذا امر مهم جداً. ولبنان هو ديمقراطية مبنية على الدستور. ونأمل لا بل نعتقد انه يشكل مثالاً مهماً للمنطقة بأسرها لانه تقريباً حقيقة فريدة مما يجعله مثالاً للمنطقة. ونأمل ان تسير التطورات قدماً وفقاً للدستور ونحو لبنان سيد ومستقل. واننا مستعدون لزيادة تجارتنا وزيادة تعاوننا السياسي وتعاوننا الاقتصادي وتعاوننا الثقافي معه. ولدينا روابط ممتازة ونحن اصدقاء جيدون».

وسئل فيشر عن موقف المانيا من الانتخابات الرئاسية في لبنان، فاجاب: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية. وبالنسبة الينا من الضروري الحفاظ على استقلال وسيادة لبنان كدولة وكأمة وان ترتكز جميع القرارات على الدستور والارادة الحرة للشعب. ولكننا لا نتدخل، فمسألة الانتخابات هي بالطبع مسألة يجب ان تبت في الداخل». ثم اشار الى انه تحدث مع الحريري «عن الاوضاع في المنطقة وكذلك في اسرائيل بالطبع (...) وعن الجيران الآخرين المهمين جداً، سورية».

وأبدى فيشر سعادة بلاده بوقف اطلاق النار في النجف. وقال: «سنكون سعداء كثيراً في حال كان قرار وقف اطلاق النار نهائياً. ونعتقد ان المجتمع الدولي يجب ان يتعاون في المجال السياسي لدعم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه تحت اشراف الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي لاننا نعتقد ان هذا الخيار سيقودنا الى عراق مسالم حيث تكون اعادة الاعمار في الواجهة وليس الارهاب والعنف، وتجري الانتخابات ويحصل العراق على الديمقراطية والسيادة الكاملتين اللتين تكونان نتيجة لهذا المسار. لقد عدنا الى هذا المسار. ونأمل ان يسهم وقف اطلاق النار في احراز تقدم اكبر نحو السلام».