دمشق تستبعد استقالة الحريري ... وتوقعات بتعاطيه «إيجابا» مع الاستحقاق

TT

بقي كل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري على تكتمهما بشأن المحادثات التي اجرياها مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق اول من امس. في حين تراجعت الاخبار التي تحدثت عن «تفكير الحريري بالاستقالة احتجاجاً على اعلان لحود ترشحه لولاية ثانية»، بعدما نفى مصدر مسؤول في مكتبه الاعلامي لـ «الشرق الاوسط» صحة هذا الخبر. كذلك استبعدت دمشق حصوله، وفق ما افاد به لـ «الشرق الاوسط» مصدر مطلع على اجواء الاجتماع الذي عقده الاسد مع الحريري. هذا وقد اكتفى الحريري، اثناء استقباله لوزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر امس، ورداً على سؤال حول موقفه من الاستحقاق الرئاسي بالقول: «هذا هو حديث المدينة والجميع يريد ان يعرف موقفي. ستعرفونه عندما اعلنه». هذا، وكرر المصدر المطلع القول إن لقاء الاسد مع الحريري كان ايجابياً، ونفى ان تكون المدة الزمنية التي استغرقها اللقاء والتي لم تتعد النصف ساعة دليلاً على وجود خلاف بين رئيس الحكومة اللبنانية والقيادة السورية، كما اوحى بذلك بعض وسائل الاعلام اللبنانية.

بدوره، قال ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، في الحكومة، وزير الاقتصاد والتجارة مروان حمادة، المقرب ايضاً من الحريري، ان «لا علاقة للوقت الذي استغرقه اللقاء بين الاسد والحريري بأي مؤشرات سلبية»، وقال لـ «الشرق الاوسط» ان الرئيس السوري لم يطلب جواباً سريعاً من الحريري حول موقفه من الاستحقاق الرئاسي، مفسحاً المجال امامه للتفكير ودراسة الموضوع، ومن هنا قول الحريري مساء اول من امس «ان الانتظار سيد الاحكام». واوضح حمادة «ان لا جديد لدينا اليوم (امس) في موضوع الاستحقاق الرئاسي بانتظار ما سيصدر عن الحريري بهذا الشأن»، مشيراً الى انه لمس لدى الحريري اتجاهاً للتعاطي ايجاباً مع الموضوع. وحول موقف جنبلاط اعلن حمادة ان كتلة «اللقاء الديمقراطي» البرلمانية برئاسة جنبلاط ستعقد اجتماعاً بعد غد الاثنين يحدد موقفها من هذا الاستحقاق.

وحول الغاء زيارة جنبلاط الى دمشق وما تردد عن ظهور «اهتزاز» في العلاقة بين الزعيم الاشتراكي الدرزي والقيادة السورية، قال الوزير حمادة ان «لا مشكلة في الشكل... ويتوهم من يراهن على وجود مثل هذا الاهتزاز. فنحن الاصليون في العلاقة مع سورية وقد مضى عليها اكثر من ثلاثين عاماً». وفيما حاولت «الشرق الاوسط» ولم توفق في الاتصال بالرئيسين بري والحريري للوقوف على رأيهما في ما استجد على ساحة الاستحقاق الرئاسي بعد ظهور ميل سوري واضح لبقاء لحود في سدة الحكم، ابلغ وزير الزراعة علي حسن خليل ممثل حركة «امل» التي يرأسها بري، في الحكومة، والذي كان التقى الاخير في دارته في المصيلح (جنوب لبنان) انه لم يسمع من رئيس البرلمان ما يفيد بأن الامور قد حسمت بشكل نهائي.