25 جثة في قبو محكمة الصدر بالنجف تعرض أصحابها للتعذيب قبل إعدامهم

TT

عثرت الشرطة العراقية وعناصر من قوات الحرس الوطني العراقي أمس على ما لا يقل عن 25 جثة في قبو «المحكمة الشرعية» التابعة للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وسط مدينة النجف كان قد أعدم أصحابها ومثل بجثثهم بعد قتلهم.

ووجدت هذه الجثث المتعفنة في قبو المحكمة وقام عناصر من رجال الشرطة وقوات الحرس الوطني وضعوا كمامات على أنوفهم بإخراج الجثث من القبو الى ساحة المحكمة القريبة من الصحن الحيدري.

وقال احد عناصر الحرس الوطني للصحافيين في المكان بعد عثوره على عدد من علب البيرة الفارغة «انظروا بأم اعينكم، انهم يشربون البيرة وبعدها يقومون بالقتل».

وقال أمير حمزة الدعمي معاون قائد شرطة النجف للصحافيين «لقد دخلنا الى المحكمة الشرعية التي أقامها مقتدى الصدر فاكتشفنا في قبوها عددا كبيرا من جثث رجال الشرطة والناس العاديين المدنيين». وأضاف ان «عددا منهم تم إعدامهم وآخرين تعرضوا للتعذيب وبعضهم تم إحراقهم».

من جانبه، اكد الشاهد راهي حسين انه كان واقفا بالقرب من ضريح الإمام علي صباح أمس عندما «جاء رجل شاب وطلب من الناس المجيء الى المحكمة الشرعية لانه كان قد عذب فيها وانه متأكد أنه ما زال هناك سجناء في داخلها». وأضاف «عندما وصلنا الى هناك لم نجد الا شخصين على قيد الحياة هما عم قائد الشرطة وصبي والباقي كانت جثثا».

وكانت عناصر من ميليشيا «جيش المهدي» التابعة لمقتدى الصدر قد اختطفت في الثامن الشهر الحالي عادل الجزائري، وهو سائق وعم قائد شرطة النجف.

وقال قائد الشرطة اللواء غالب الجزائري «انهم قاموا باختطافه يوم الاحد»، واصفا هذه العملية بأنها «جريمة».

وكان كل من وزير الدفاع حازم الشعلان ووزير الداخلية فلاح النقيب قد حذرا من وجود هذه المحاكم غير القانونية وطالبا في اكثر من مرة باغلاقها.

وفي تصريح سابق للنقيب فانهم تمكنوا من العثور على 400 سجين بعضهم تعرض للتعذيب في اماكن متفرقة من النجف في ما يسمى بالمحاكم الشرعية.

وفي حديث سابق لـ «الشرق الأوسط» مع رجل الدين الشيعي المعتدل الدكتور محمد بحر العلوم، قال انه تقدم بمبادرة سلمية لمقتدى الصدر لإنهاء القتال وكان ضمن شروط المبادرة ايقاف عمل المحاكم الشرعية، الا ان احد مساعدي الصدر ابلغه ان مقتدى يريد تحويل المحاكم الشرعية الى دار القضاء الشرعي وتبقى تعمل مثلما هي عليه.

وكان شاهد عيان قد أفاد لـ«الشرق الأوسط» الاسبوع الماضي بان اهالي النجف عثروا لاكثر من مرة على جثث لقتلى تعرضوا للتعذيب بجوار المقبرة القديمة وان العاملين في المقبرة كانوا يدفنون هذه الجثث بصمت، بينما اكد شيعي ان قضاة إيرانيين لا يجيدون العربية كانوا يعملون في محاكم مقتدى الصدر الشرعية.

يذكر ان أنصار مقتدى الصدر عندما هاجموا رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي وشخصين آخرين كانا معه في الصحن الحيدري في العاشر من ابريل (نيسان) العام الماضي، فانهم أخبروا ضحاياهم بانهم سيقتادون الى المحكمة الشرعية التي شكلها مقتدى الصدر، وقد قتل الخوئي ورفيقاه طعنا بالسكاكين وبإطلاق الرصاص عليهم ومثل بجثثهم في الصحن الحيدري والشوارع المجاورة.

وكان ذلك أول ذكر للمحاكم التابعة لمقتدى الصدر والتي كانت قد شكلت للتو وحوكم امامها عدد من عناصر والامن والاستخبارات في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين فضلا عن آخرين عدوا خارجين عن قوانين الصدر وحكم على العشرات منهم بالإعدام، وبعد ذلك بدأت هذه المحاكم بالانتشار في مدن أخرى في جنوب العراق.