خاطفو بالدوني أعدموه رميا بالرصاص لـ«عدم استجابة إيطاليا لمطلب سحب قواتها من العراق»

TT

اعلن خاطفو الصحافي الايطالي، انزو بالدوني، انهم قتلوا رهينتهم «لان ايطاليا تجاهلت المهلة التي منحت لها سحب قواتها من العراق»، واكدت الحكومة الايطالية النبأ في ساعة مبكرة صباح امس، ووصفت الجريمة بانها تعبير بشع عن الهمجية، فيما اعربت مؤسسات صحافية ومنظمات لحقوق الانسان عن مشاعر الصدمة للحادث.

وقالت جماعة تطلق على نفسها «الجيش الاسلامي في العراق» انها أعدمت بالدوني «بسبب عدم استجابة ايطاليا لمطلبها لسحب جنودها من العراق خلال مدة الثماني والاربعين ساعة التي أمهلتها المجموعة». وعرضت قنوات فضائية شريط فيديو ظهر فيه بالدوني، 56 عاما، يتحدث الى الكاميرا امام راية الجماعة قبل اعدامه، الذي تم فيما يبدو رميا بالرصاص. وقالت قناة «الجزيرة» التي عرضت اجزاء من الشريط انها لن تبث الجزء الذي تظهر فيه جثة بالدوني بعد قتله احتراما لمشاعر اسرته والمشاهدين.

واعلن رئيس الجمهورية الايطالية كارلو ازغليو تشامبي في رسالة تعزية الى زوجة وولدي بالدوني، ان جميع الايطاليين في حزن. وبعد ان اعرب عن «تاثره واستنكاره لهذا العمل الوحشي» اضاف الرئيس الايطالي مخاطبا عائلته «اقف انا وزوجتي الى جنبك وجنب اطفالك، وحزنك هو حزن جميع الايطاليين». واعربت الطبقة السياسية في ايطاليا عن ذعرها لدى اعلان اعدام الصحافي بعد اسبوع على اختفائه في العراق.

وقال رئيس الوزراء الايطالي سيليفو برلسكوني «ليست هناك كلمات يمكن ان تصف مثل هذا التصرف الذي يخلو من اي مشاعر انسانية... ويلغي قرونا من الحضارة ويعيدنا الى عصور الهمجية الحالكة». وكان بالدوني وسائقه احتجزا رهينتين بعد ان وقعا في كمين على الطريق بين بغداد ومدينة النجف. وعثر على سائقه مقتولا يوم السبت الماضي. وقالت جماعة «الجيش الاسلامي في العراق» يوم الثلاثاء انها أمهلت ايطاليا 48 ساعة لسحب جنودها في العراق البالغ عددهم 2700 جندي والا فانها ستقتل بالدوني. ورفضت ايطاليا التي لها ثالث أكبر قوة عسكرية أجنبية في العراق الاذعان لمطالب الخاطفين. وبالاضافة الى عمله كمراسل لصحيفة «دياريو» (مقرها ميلانو) فان بالدوني كان يعمل متطوعا للصليب الاحمر في العراق حسبما قالت ابنته غابرييلا بالدوني للتلفزيون الايطالي يوم الاربعاء الماضي. وقالت غابرييلا «انه كان يحاول انقاذ أرواح البشر في النجف بمساعدة قافلة للصليب الاحمر في روح التضامن التي جسدتها دائما افكاره واعماله». وذكرت مصادر الامن الايطالي امس انه لم يتسن لها الوقت الكافي للتفاوض مع خاطفي بالدوني لان العملية جرت بسرعة كبيرة غير مألوفة.

وكررت وزارة الخارجية تحذيرها بعدم السفر الى العراق. ومن ناحيته ذكر مورتيزيو شيلي رئيس الصليب الاحمر الايطالي انه فعل كل ما بوسعه لانقاذ بالدوني وان الجهات التي اتصل بها في العراق كانت تسعى للتفاوض «حتى اللحظة الاخيرة» ولكن يبدو ان الجناح المتطرف للخاطفين قد تغلب. وادان المتحدث باسم المركز الاسلامي في روما بشدة «الجريمة الرهيبة الموجهة ضد كل المسلمين».

واعربت منظمة الدفاع عن الصحافيين «مراسلون بلا حدود» امس «عن رغبتها» امام هذا العمل الوحشي «وقدمت» دعمها لعائلة وزملاء انزو بالدوني». وعبرت «مراسلون بلا حدود» ايضا عن «خشيتها بشأن الصحافيين الفرنسيين كريستيان شيسنوت وجورج مالبرونو اللذين انقطعت اخبارهما منذ 19 اغسطس (آب)» في العراق.

ودعا البابا يوحنا بولس الثاني أمس جميع الأطراف في العراق الى نبذ العنف «بصورة عاجلة» في رسالة تعزية وجهها الى عائلة بالدوني.

وأكدت الرسالة التي كشف مكتب إعلام الفاتيكان عن مضمونها انه «مع إدانته الشديدة لهذه الجريمة المشينة، يأمل البابا يوحنا بولس الثاني ان تدرك كافة الأطراف الضرورة العاجلة لنبذ العنف حتى يتسنى وبصورة بناءة إرساء وضع يسوده الاحترام المتبادل في هذه الأرض الشهيدة في مناخ من العدالة والسلام».

من ناحية اخرى، قالت وزارة الخارجية الاميركية انه تعذر عليها حتى الآن تأكيد معلومات عن ذبح احد مواطنيها في العراق قال موقع اسلامي على شبكة إنترنت انه «جاسوس». وقالت الخارجية التي اوضحت الاربعاء الماضي انها عاجزة عن تأكيد الخبر او نفيه، ان السلطات الاميركية لا تزال تسعى الى التأكد من ان الشخص المعني اميركي وانه قتل فعلا. وقال آدم ايرلي مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية «لا نملك معلومات حتى الان« تؤكد انه اميركي » ولا يمكننا تأكيد « المعلومات حول قتله». واعلن موقع اسلامي على شبكة الإنترنت الاربعاء ذبح «جاسوس» اميركي في العراق على ايدي جماعة «انصار السنة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وجاء في الموقع ان «مجموعة من المجاهدين تمكنت من اختطاف الجاسوس المدعو (جمال توفيق سلمان) والحاصل على الجنسية الاميركية منذ 1980 حيث قام هذا الجاسوس بتغيير اسمه إلى (خالد عبد المسيح)». واضافت انه «اعترف بعد التحقيق معه بأنه جند من قبل المخابرات الاميركية في العراق للعمل من اجل التجسس على المجاهدين». وارفق الخبر بخمس صور تثبت على حد قوله، عملية ذبح «الجاسوس».