إيران تنتظر معرفة سياسة الرئيس الأميركي المقبل تجاهها لتحديد موقفها وتتوقع ظهور مشاكل «هامشية» مع انعقاد اجتماع وكالة الطاقة الذرية

TT

أعلنت ايران أنها تنتظر لمعرفة ما ستكون عليه سياسة الرئيس الاميركي المقبل تجاهها لكي «تتصرف على هذا الاساس»، كما توقعت ظهور مشاكل «هامشية» خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حولها المقرر خلال اسبوعين. وقال المتحث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي للصحافيين أمس «علينا ان ننتظر كي نرى السياسة التي سوف تتبناها الولايات المتحدة بعد الانتخابات وسوف نتصرف على هذا الاساس».

وكرر الموقف المبدئي لايران المتمثل بأنه «من الطبيعي اذا غيرت الولايات المتحدة سياستها ان تعدل الجمهورية الاسلامية سياستها ايضا». وكان الرئيس الايراني محمد خاتمي قال اول من امس، ردا على سؤل حول من يفضل بوش أم منافسه الديمقراطي جون كيري في الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة، «ان سياسة الولايات المتحدة لطالما كانت سيئة تجاه ايران خلال الـ 26 سنة الماضية». واضاف: «لكن جدار الريبة بين البلدين لم يكن بهذا الارتفاع الا منذ وصول المحافظين الجدد الى السلطة واشعالهم العالم بسياستهم».

الى ذلك، أكد آصفي ان ايران ردت على كل «الاسئلة الجدية» حول انشطتها النووية، لكنها تتوقع مشاكل «هامشية» جديدة مع انعقاد الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال آصفي امام الصحافيين قبل اسبوعين من الجلسة الجديدة للوكالة في فيينا ان «المسائل الجدية تم الرد عليها ولم يعد هناك من لبس». واضاف ان التقرير الجديد الذي سيعرضه خبراء الوكالة في الايام المقبلة على اعضاء الوكالة سيكشف عن «التقدم» في التعاون الايراني.

وتابع: «نحن شبه متأكدين بأن تقرير الوكالة لن يقدم أي ذريعة لإحالة الملف الايراني الى مجلس الامن الدولي». كما يريد الاميركيون تمهيدا لفرض عقوبات دولية على ايران. لكنه لفت الى ان «التجارب السابقة اظهرت انه قبل اجتماع الوكالة الذرية يمكن ان تظهر بعض المشاكل الهامشية مثل حالة لاويسان». وقد ظهرت شكوك لدى الوكالة ازاء تدمير منشآت صناعية في «لاويسان» بضواحي طهران. واتهمت الولايات المتحدة ايران، استنادا الى صور بالأقمار الاصطناعية، بجرفها لاخفاء آثار انشطة نووية مشبوهة. وردت ايران بأنها استعادت اراضي عسكرية لاقامة متنزه فى المنطقة ولم تكن تخف آثار مبان نووية سرية.

وقال آصفي: «لقد تركنا الوكالة تحقق وتسحب عينات»، مضيفا انه حتى لو اثيرت هذه المسالة خلال الجلسة المقبلة «فليس هناك من داع للقلق». واضاف: «اذا كانت الوكالة تنظر للقضية بشكل واقعي، فعليها تصنيفها خلال هذا الاجتماع»، لكن «اذا مارست الولايات المتحدة او دول اخرى ضغوطا جديدة، فإن القضية ستطول». وتحقق الوكالة الدولية للطاقة منذ مطلع 2003 للتأكد من ان ايران لا تصنع السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني. وخلال جلساتها السابقة أشارت الوكالة بانتظام الى اغفالات وتناقضات او خلل في وفاء ايران بتعهداتها.

وردا على تصريحات الرئيس الفرنسي، قال آصفي ان جاك «شيراك والاخرين يجب ان يطمئنوا الى اننا ملتزمون بطريق الثقة المتبادلة وان هذه الثقة لا تمر فقط عبر تعليق التخصيب، ذلك واحد من الطرق». وتابع «الامر الاهم هو تطبيق البروتوكول الاضافي الذي يفرض رقابة مشددة من قبل الوكالة الذرية وهذا ما نقوم به».

وكان شيراك صرح الجمعة الماضية انه «من الضروري ان تفهم ايران ان بيدها مسألة استعادة ثقة المجتمع الدولي، ويتمثل ذلك خصوصا في احترامها لالتزاماتها في موضوع تعليق تخصيب اليورانيوم». وقد وافقت ايران في نهاية أكتوبر (تشرين الاول) 2003 على تعليق تخصيب اليورانيوم الذي تخشى الوكالة الذرية استخدامه لغايات عسكرية. لكنها أكدت مرارا ان هذا التعليق مؤقت.