فرانكلين «حليف أيديولوجي» للصقور و«الرأس المفكر حول إيران» في البنتاغون

TT

يعتبر لاري فرانكلين المشتبه الرئيسي في فضيحة تسريب ملفات سرية حول السياسات الاميركية حيال ايران الى اسرائيل «حليفا أيديولوجيا» قويا لنائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز ووكيل الوزارة دوغلاس فيث. والرجلان من أهم الاسماء في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، كما انهما لعبا دورا اساسيا في الحرب على العراق والسياسات الاميركية في ايران. وقال مسؤول أميركي سابق على دراية بالمناقشات داخل الادارة خلال التحضير للحرب على العراق ان «تحليلهم لم يكن حول ما اذا كان يتعين غزو العراق، وانما حول ما اذا كان يتعين أن يحدث ذلك يوم الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس».

وتعتبر قضية فرانكلين دليلا اخر على مدى توغل انصار اسرائيل في مكاتب وزارة الدفاع الاميركية. ففرانكلين الذي تخصص خلال العقد الاخير فقط في الشؤون الايرانية يعد بحسب مسؤولين اميركيين «الرأس المفكر حول ايران» في الوزارة. غير انه في الأساس حليف قوي لاسرائيل وعمل بتوجهات مباشرة من رؤسائه. ويعتقد مسؤولون اميركيون ان رأس فرانكلين قد يطاح بها على خلفية هذه القضية، الا ان هذا لن يعني أن أيا من المسؤولين المباشرين عنه قد يوضع في الموقف ذاته. وقال مسؤول سابق في البنتاغون عمل مع فيث حتى السنة الماضية وتحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه «أنت لا تتكلم عن شخص يعمل بعيدا عن ماكينة الحكومة الأميركية نفسها.. فرانكلين كان الشخص المعول عليه بما يخص الشؤون الإيرانية بالنسبة لوولفويتز وفيث».

وفى فبراير (شباط) 2000 كتب فرانكلين، الذي تعلم الفارسية وتربطه علاقات مثيرة للشبهات مع المعارضة الايرانية في الخارج، مقالا في جريدة «وول ستريت جورنال»، ينتقد فيها بشدة الرئيس الايراني محمد خاتمى، واتهمه باستخدام شعبيته الكبيرة في ايران والاحترام الذي يتمتع به في العالم للتغطية على انتهاكات حقوق الانسان في ايران. وقد انتقل فرانكلين للعمل في وحدة بالبنتاغون يرأسها فيث منذ بداية ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش. وفايث من أكثر المسؤولين نفوذا في البنتاغون، وهو مقرب من وزير الدفاع من دونالد رامسفيلد ومن ضمن المهام التي قام بها المشاركة في ملف الاستخبارات قبل الحرب على العراق والذي ورد فيه العلاقة بين نظام صدام حسين وتنظيم «القاعدة» الارهابي. وفيث هو ايضا شخص مثير للجدل في الادارة الاميركية بسبب علاقته الوثيقة مع انصار اسرائيل في اميركا. ويذكر انه في التسعينيات دعا رئيس الوزارء الاسرائيلي في ذلك الوقت بنيامين نيتانياهو الى التراجع عن اتفاق اوسلو مع الفلسطينيين، وفى أغسطس (آب) 2003 ظهر فرانكلين وزميل أخر له في البنتاغون في نشرة اخبارية على احد المحطات التلفزيونية الاميركية بعدما كشفت معلومات انهما التقيا مع الايراني مانوشار غوربانيفار، الذي كان وسيطا في فضيحة «ايران ـ كونترا» خلال ادارة الرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغان في الثمانينيات. وقال فرانكلين انه التقي مع غوربانيفار في العاصمة الايطالية روما في ديسمير (كانون الاول) 2001 في بداية ولاية الرئيس بوش ليبحث معه كيف يمكن اقامة علاقات مع المعارضة الايرانية في الخارج من اجل تزويد واشنطن بمعلومات حول ايران بما يخدم الحرب الاميركية على الارهاب. وقال فرانكلين ان اللقاء عقد بعد وساطة مايكل ليدن الخبير في معهد «انتربرايز». وهو احد المراكز اليمنية التي تلعب دورا كبيرا في صياغة السياسات الاميركية. ورفض مسؤول أميركي على اطلاع بالقضية اعتبار اعمال فرانكلين، التي لم يكشف بعد عن حجمها او نوعيتها بدقة، نشاطات التجسس. وقال المسؤول ان محلل البنتاغون اعطي على الأرجح وثائق الى اسرائيل بدون أن يعرف خطورة أفعاله. وأضاف «من كل الأشياء التي اطلعت عليها اعتقد ان هذا الشخص ليس جاسوسا. إنه مجرد شخص غبي».