المعشر: الأردن أنهى مشروع إصلاح مشترك مع الاتحاد الأوروبي.. نأمل أن يجد دعم دول المنطقة

وزير الخارجية الألماني: الأوروبيون وحدوا مواقفهم بشأن السلام في الشرق الأوسط

TT

أجرى وزير الخارجية الأردني مروان المعشر مباحثات مع نظيره الألماني يوشكا فيشر الذي زار عمان امس ضمن جولته في المنطقة.

وقال المعشر عقب جلسة المباحثات مع فيشر إن اللقاء ناقش الأوضاع الراهنة في المنطقة، خاصة عملية السلام، وجعل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة جزءا من عملية أكبر تشمل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

وناقش الوزيران آخر مستجدات الأوضاع في العراق وكيفية المضي قدما في العملية السياسية بطريقة تضمن حقوق جميع أطياف الشعب العراقي.

وقال المعشر إن بلاده أنهت توثيق مشروع إصلاح مشترك مع الاتحاد الأوروبي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، معربا عن أمله في أن يحظى المشروع بدعم دول المنطقة المهتمة بالإصلاح.

ونفى المعشر أن يكون الأردن قد طلب وساطة ألمانية للإفراج عن الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية، مؤكدا أن الأردن له اتصالات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن "لا نحتاج إلى وساطة في هذا الموضوع فلدينا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ونقوم بكل الجهود المطلوبة للإفراج عن أسرانا".

وأكد المعشر أن الأردن نجح في الإفراج عن معظم حالات اختطاف أردنيين في العراق، مشيرا إلى قدرة الحكومة على حماية مواطنيها في الخارج.

وأشار إلى خطوات تتخذها الحكومة بالتعاون مع الجانب العراقي لتأمين الحماية لسائقي الشاحنات الأردنيين داخل الحدود العراقية.

من جانبه، أعرب الوزير الألماني عن تطلع ألمانيا لزيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المقبلة إلى ألمانيا، مؤكدا أنها فرصة مهمة للقاء قيادتي البلدين في إطار تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين الأردن وألمانيا.

وقال إنه أطلع الوزير المعشر على نتائج المباحثات التي أجراها في بيروت ودمشق وجرت مناقشة الأوضاع في العراق، مؤكدا ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالعراق، معربا عن أمله في أن يتواصل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في النجف.

وبشأن النزاع العربي ـ الإسرائيلي أكد فيشر وضوح الموقف الأوروبي والمتمثل في التمسك بـ"خريطة الطريق" وقرارات مجلس الأمن، مشددا على أن من شأن الانسحاب الإسرائيلي وتفكيك المستوطنات في إطار "خريطة الطريق" تشكيل حالة انفراج حقيقي في العملية السلمية.

وقال إن الموقف الأوروبي واضح وبناء من عملية السلام في المنطقة وإن الأوروبيين وحدوا موقفهم من هذا الأمر "وسنمضي قدما لحشد الدعم لهذا الموقف"، مؤكدا حاجة المنطقة لالتزام عادل بحل يقوم على أساس دولتين.

وأكد فيشر أهمية وجود دور أوروبي مكمل للدور الأميركي لمواجهة قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن حل النزاع العربي ـ الإسرائيلي والاستقرار في العراق والإصلاحات الإقليمية، أمور ضرورية من أجل ضمان الأمن في أوروبا. وقال إنه سيناقش في القدس التي سيزورها اليوم موضوع الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة.

وأكد أهمية التعاون العربي ـ الأوروبي في إنجاح عملية الإصلاح التي عمادها تطوير النظم التقليدية وحقوق الإنسان وضمنها حقوق المرأة، مقدرا دور الأردن في هذا المجال.

وردا على سؤال حول تمديد ولاية الرئيس اللبناني، إميل لحود، أكد فيشر "دعم ألمانيا لتمتع لبنان بسيادته واستقلاليته واتخاذ قراراته وفقا لدستوره ومن دون أي تدخل خارجي، وهو الموقف الألماني الذي نقلته إلى الرئيس السوري بشار الأسد". وقال "إن 3 وزراء من الاتحاد الأوروبي عقدوا مباحثات مكثفة مع الجانب الإيراني ونأمل ألا يتجاهل الجانب الإيراني ما تم التوصل إليه في الأمر، وإلا واجهنا تحديا خطيرا"، مشيرا إلى استعداد أوروبا تنفيذ التزاماتها في هذا المجال.

وأضاف أن لبلاده وجهة نظر تختلف عن وجهة النظرة الأميركية للمسألة العراقية، مشيرا إلى استعداد بلاده دعم تنفيذ قرارات مجلس الأمن والاتفاقية التي توصل إليها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، الأخضر الإبراهيمي، والمساهمة في تدريب قوات الشرطة العراقية وإعادة إعمار العراق "لكننا لن نرسل أي قوات إلى هناك لأننا لسنا جزءا من التحالف".

وحذر فيشر إيران من أن تخطئ حساباتها الإقليمية وتطور أسلحة نووية، قائلا" إن ذلك سيكون بمثابة "كابوس" لمنطقة الشرق الأوسط". وأكد في الوقت ذاته أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تجنب أي مواجهة خطيرة مع طهران، كما يعمل على حل خلافاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلميا. ويأتي ذلك فيما قالت الخارجية الإيرانية إنها تتوقع مشاكل "هامشية" خلال الاجتماع المرتقب لوكالة الطاقة الذرية.

وفى انتقاد ضمني شديد وضع فيشر التحدي النووي الإيراني جنبا إلى جنب مع الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي والأوضاع الأمنية المتفجرة في العراق والإصلاحات الديمقراطية المتعثرة في الشرق الأوسط. وقال في تصريحات للصحافيين أمس في الأردن "سيكون كابوسا للمنطقة إذا فتح المجال لسباق تسلح نووي".

وأكد الوزير الألماني أن بلاده تجري اتصالات مكثفة مع طهران، معربا عن أمله "إلا تسيء إيران حساباتها في المنطقة". وتابع "نحن جادون جدا للخروج من الموقف الخطير الذي نحن فيه واحتمالات المواجهة".

وأكد مجددا أن بريطانيا وألمانيا وفرنسا على استعداد لمساعدة طهران في تطوير برنامج نووي للاستخدام السلمي إذا تأكدت تماما سلامة الأنشطة النووية الإيرانية. وأضاف "لقد توصلنا إلى تفاهم مع طهران بهذا الصدد، ونحن على استعداد للوفاء بما تعهدنا به كلمة كلمة وخطوة خطوة".