دمشق تستغرب التنسيق الأميركي ـ الفرنسي وتتهم واشنطن بالتدخل المباشر في شؤون لبنان

TT

أبدت دمشق استغرابها لما ظهر من تنسيق «مفاجئ» بين واشنطن وباريس بشأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان، كما أبدت ارتيابها من سيل التصريحات التي صدرت دفعة واحدة الخميس الماضي عن كل من واشنطن وباريس ولندن وألمانيا مطالبة بعدم تعديل الدستور اللبناني، وبالتالي ابعاد رئيس الجمهورية اميل لحود عن ولاية ثانية. وتساءل مصدر سوري متابع لمجريات الاستحقاق الرئاسي في لبنان عن هذا التنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا في مسألة لبنانية، فيما كان الخلاف بينهما على أشده في ما يخص الموضوع العراقي.

وكشف المصدر المطلع لـ«الشرق الأوسط» ان الادارة الاميركية قادت وتقود حملة ضد اعادة انتخاب الرئيس لحود، وإنها عملت جاهدة لضم المجموعة الاوروبية اليها. واعتبر «ان المواقف التي صدرت عن الدول المشار اليها لا يمكن ادراجها الا في خانة التدخل المباشر في الشؤون اللبنانية فيما هي تنطلق تحت شعار انتقاد من يتدخل في لبنان». وفي هذا الاطار ابلغ وزير لبناني بارز «الشرق الأوسط» ان السفير الروسي لدى لبنان سيرغي بوكين التقى نائباً من الكتلة البرلمانية التي ينتمي اليها الوزير وأسرّ اليه ان الادارة الاميركية أجرت اتصالات عدة بالمسؤولين الروس لحثهم على الانضمام الى الحملة التي تقودها.

وحول موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط المعارض لقرار الحكومة طلب تعديل الدستور والتمديد للرئيس لحود وشنه هجوماً عنيفاً على الاخير عن طريق «العسكر»، قال المصدر السوري المطلع ان دمشق لم تفاجأ بردة فعل جنبلاط، التي كان قد اطلعها عليها منتصف الاسبوع الماضي وأدت الى الغاء زيارة كانت مقررة له الى العاصمة السورية للقاء الرئيس بشار الأسد.

وأمل المصدر ان يعود جنبلاط الى «الثوابت الاستراتيجية» التي طالما نادى وأعلن تمسكه بها، متوقعاً ان تشهد الايام القليلة المقبلة معالجة لهذا الموضوع بحيث يتخذ منحى ايجابياً.

ولم يفت المصدر السوري المطلع التنويه والاشادة بـ«الموقف الكبير» الذي اتخذه رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري من مسألة تعديل الدستور والتمديد للرئيس لحود، واصفاً اياه بـ«رجل الدولة الذي يحافظ على مبادئه، خصوصاً عندما تتعلق الامور بقضايا وطنية وقومية»ش.