البرلمان العراقي الانتقالي يبدأ أعماله على إيقاع التفجيرات والخلاف على القسم

TT

أثار وجود منقبة لم تظهر أيا من ملامح وجهها بين اعضاء المجلس الوطني العراقي فضول أكثر من عضو لمعرفة من تكون صاحبة النقاب، حيث لم يألف العراقيون مثل هذا الامر من قبل حسب رأي احد اعضاء المجلس الذي بدأ أعماله أمس على صدى أصوات انفجارات خمس قذائف هاون سقطت بالقرب من قصر المؤتمرات حيث انعقدت جلسة افتتاح المجلس من غير ان تؤخر الجلسة التي غاب عنها ثلاثة من أهم اعضاء المجلس، وهم مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وجلال طالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وعدنان الباجه جي رئيس تجمع الديمقراطيين العراقيين المستقلين.

وقال الجيش الأميركي ان خمس قذائف هاون انفجرت قبيل انعقاد الجلسة الافتتاحية للمجلس في مجمع المنطقة الخضراء المحصن. وأوضح المجلس أن مدنيا عراقيا أصيب بجروح.

ويضم المجلس 100 عضو تم اختيار 81 منهم الشهر الماضي، الى جانب 19 من اعضاء مجلس الحكم السابق الذين لم يعينوا في مناصب حكومية واعتبروا اعضاء في المجلس. وساد جلسة الافتتاح خلاف بين الاعضاء حول طريقة اداء القسم، حيث اعترض بعض الحاضرين على نص العبارة الواردة في القسم التي تقول «وان اعمل على احترام التشريعات بامانة وحياد». واتفق على اضافة كلمة «الالتزام» ليصبح النص «وان اعمل على الالتزام بتطبيق التشريعات بامانة وحياد».

وقال فؤاد معصوم الذي انتخب لاحقا رئيسا للمجلس ان «احترام القوانين لا يعني الالتزام بها. نحن نحترم الاديان لكن هذا لا يعني اننا نلتزم بها».

وقال مدحت المحمودي رئيس مجلس القضاء ان القسم بنصه الجديد «يعبر عن التزام المواطن بالقوانين والتشريعات الصادرة».

واتفق الاعضاء على اداء القسم في مجموعات على ان تتألف كل مجموعة من عشرة اعضاء. كما اتفقوا على ان يكون اكبر الاعضاء الحاضرين سنا هو رئيس الجلسة وبهذا ترأس محمد بحر العلوم اعمال جلسة الافتتاح.

وقال نائب رئيس الجمهورية روش نوري شاويس مخاطبا الاعضاء نيابة عن الرئيس غازي الياور «اليوم انجزت خطوة مهمة على طريق العملية السياسية مع بدء عمل برلمان ديمقراطي».

واضاف «امامكم الكثير من العمل لكي يتاح لجميع الحركات والاحزاب السياسية ان توحد مواقفها وتحل مشكلات العراق بطريقة سلمية وفي اطار القانون».

وتابع «ان العراق اليوم دولة لم يعد الاكراد فيها مضطهدين ولم يعد الشيعة يخشون على حياتهم. انه عراق لن تستخدم الاسلحة الكيميائية فيه ضد الشعب، وحيث لا مكان للمقابر الجماعية».

وقالت عضو المؤتمر صون كول جابوك: ان أول الاشكالات التي واجهت اعمال افتتاح المؤتمر هي اختيار الرئيس ونائبيه حيث اقترح البعض بقاء بحر العلوم رئيسا كونه اكبر الاعضاء سنا، لكن الغالبية أصرت على مبدأ الانتخابات التي تمخضت عن فوز الدكتور فؤاد معصوم باغلبية الاصوات، بينما لم يتم الاتفاق حول آلية ترشيح النائبين، اذ اقترح البعض ان يكون للرئيس اكثر من ثلاثة نواب يمثلون غالبية اطياف الشعب العراقي، بينما يصر البعض الآخر على انتخاب نائبين فقط. وأضافت جابوك في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف بعد دقائق من انتهاء الجلسة الافتتاحية أمس ان «الاعضاء لم يتفقوا حول مسودة النظام الداخلي مما ادى الى تشكيل لجنة تتألف من 11 عضوا لصياغة النظام الداخلي «مشيرة الى ان هناك عدة لجان ستنبثق عن المؤتمر، وهي لجنة الاعمار واللجنة السياسية ولجنة حقوق الانسان واللجنة الاقتصادية. وقد تم تأجيل اختيار اعضاء هذه اللجان لرؤسائها حتى اجتماع السبت المقبل الذي سيتم فيه حسم مسألة نواب الرئيس الذي لوح الاسلاميون بالسيطرة على مناصبها».

واشارت جابوك الى ان اعضاء المجلس اتفقوا على ان تصدر قراراتهم وفق أغلبية الاصوات والتوافق من غير اتباع لنظام المحاصصة الذي ساد تكوين مجلس الحكم وقراراته». واوضحت جابوك ان الاعضاء النساء في المجلس وعددهن 25 امرأة، حضرن جميعا الجلسة وبينهن عضو منقبة،لم تظهر أي معالم لوجهها. ويحق للمجلس ان ينقض باكثرية ثلثي أصواته المراسيم الحكومية في مهلة عشرة ايام بعد اقرارها في مجلس الوزراء.

ويمثل المؤتمر التنوع الديني والقومي في العراق وهو يضم 64 عربيا و24 كرديا و6 من التركمان وممثلين عن الاقليات القومية وربع اعضائه من النساء.

وللمسلمين الشيعة وهم الغالبية في البلاد 45 مقعدا مقابل 44 للسنة.