فرنسا تحبس أنفاسها قلقا على مصير صحافييها المخطوفين في العراق بعد انتهاء المهلة الثانية.. واتساع في الحملة الدولية المطالبة بإطلاقهما

TT

بينما حبس الفرنسيون أنفاسهم بعد انتهاء المهلة الثانية التي حددها الخاطفون بشأن مصير الصحافيين الفرنسيين، تواصلت الجهود الدبلوماسية الرامية لإطلاق سراحهم حيث أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس ان «السلطات العامة ستستمر في اتخاذ جميع الخطوات الممكنة» للإفراج عن كريستيان شينو وجورج مالبرونو، فيما استمرت ردود الفعل الغاضبة لعملية الاختطاف في العديد من العواصم العربية والأجنبية، كما شجبتها شخصيات دينية وسياسية مرموقة وأدلى شيراك بهذه التصريحات أمام مجلس الوزراء في حين زاد القلق في فرنسا بسبب صمت الخاطفين حول مصير الصحافيين اللذين خطفا في العراق من قبل مجموعة أصولية تطالب بإلغاء القانون حول الحجاب الذي سيبدأ تطبيقه اليوم. من جهتها، قالت الوزيرة المنتدبة للشؤون الأوروبية كلودي اينييريه «ان السلطات الفرنسية ليست لديها أي معلومات جديدة عن الصحافيين».

من جهة أخرى، أعلن عضو في الحكومة الفرنسية ان «لا معلومات جديدة» عن مصير الصحافيين.

وبعد اجتماع لمجلس الوزراء أكدت اينييريه على «التصميم التام» للسلطات الفرنسية على العمل من اجل الإفراج عنهما.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها فرنسا لضمان الإفراج عن الصحافيين، وصل وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه أمس إلى الدوحة للقاء مسؤولين قطريين ورجال دين مسلمين، حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي.

ويقوم بارنييه في جولة في المنطقة في إطار الجهود المبذولة من اجل إطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين. وكان بدأ هذه الجولة الاثنين الماضي بزيارة لمصر ثم توجه إلى الأردن قبل ان يعود الى الإسكندرية بعد ظهر أول من أمس.

ويعمل كريستيان شينو مراسلا لإذاعتي فرنسا وفرنسا الدولية، وجورج مالبرونو مع صحيفتي «لوفيغارو» و«ويست فرانس» ومراسلا لإذاعة «ار تي ال». وكانت مجموعة «الجيش الإسلامي في العراق» التي أعلنت اختطاف الفرنسيين قتلت الأسبوع الماضي الصحافي الإيطالي انزو بالدوني.

من جهته أعلن وزير التربية الفرنسي فرانسوا فيون أمس انه سيمتنع «عن الإدلاء بأي تصريح قد يعرقل مهمة الذين يفاوضون» من اجل إطلاق سراح الرهينتين، والذين طالب خاطفوهما بإلغاء قانون منع الحجاب في المدارس الرسمية في فرنسا.

واعتبر فيون الذي كان يرد على أسئلة المستمعين عبر إذاعة مونتي كارلو «ان الوضع في العراق مثير للقلق»، وامتنع عن «اي تكهن» حول مصير الصحافيين.

وأشار الوزير الى ان «الحكومة معبأة كليا للتوصل الى إطلاق سراحهما وللتأكيد للخاطفين أنهم أخطأوا وأنهم لا يسعون وراء أهداف تدعم قضيتهم ايجابيا». وكان الوزير قد أعلن أول من أمس انه اجل مؤتمره الصحافي في مناسبة العودة المدرسية «الى تاريخ لاحق بسبب الوضع الدولي».

وكان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية جان فرانسوا كوبي أكد الاثنين الماضي ان قانون منع الرموز الدينية وبينها الحجاب، سوف يطبق كما كان مقررا مع بدء العام الدراسي في فرنسا اليوم.

وتواصلت ردود الفعل الغاضبة في العديد من العواصم العربية والأجنبية لعملية اختطاف الصحافيين الفرنسيين كما شجبتها شخصيات دينية وسياسية مرموقة.

فقد دعا البابا يوحنا بولس الثاني أمس للإفراج عنهما وأدان أعمال العنف الأخيرة في العالم.

ووجه البابا «نداء ملحا لوقف اللجوء الى العنف غير اللائق بأي قضية عادلة في كل مكان ولمعاملة الصحافيين الفرنسيين بطريقة إنسانية وإعادتهما الى ذويهما سالمين في أسرع وقت ممكن».

وتلا نداء البابا كاهن في الجلسة الأسبوعية العامة في كاستل غوندولفو المقر الصيفي للبابا على بعد أربعين كيلومترا جنوب روما.

وجدد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس من بيروت دعوته لإطلاق سراح الصحافيين.

وقال موسى اثر اجتماعه بوزير الخارجية اللبناني جان عبيد «أجدد النداء الذي أطلقته من مقر الجامعة العربية في القاهرة بحضور وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه وأناشد كل من يستطيع المساعدة للعمل على إطلاق سراح الرهينتين الفرنسيين».

وأضاف «الأمر خطير وغير مبرر ونتائجه كلها ضرر». من ناحيته ضم عبيد صوته الى صوت موسى، داعيا للإفراج عنهما.

وقال «لا يمكن ان نطلب الشيء وفعل عكسه. نحن ندين سلوك السلطات الإسرائيلية التي تأخذ بدربها الأبرياء». ودعا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس عقب اجتماع مع نظيره الفرنسي ميشال بارنييه الى الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين والى «احترام» النظام السياسي الفرنسي وقوانينه.

وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي «أناشد مرة أخرى بألا يتم استعمال الصحافيين او ابتزازهم في الخلاف العراقي».

من جهة اخرى، نفى الوزير القطري وجود اي وساطة قطرية للإفراج عن الرهائن. وقال «لا توجد وساطة قطرية لكن قطر تبذل ما بوسعها لحل هذه ألازمة».

وأدان وزير الخارجية القطري تدخل خاطفي الرهائن في الشأن الداخلي الفرنسي بمطالبتهم الحكومة الفرنسية بالتراجع عن منع الحجاب في المدارس العامة الفرنسية.

وقال «يجب ان نحترم النظام الفرنسي ويجب ألا نزج بالرهائن في قضية داخلية تخص فرنسا سواء اتفقنا او اختلفنا معها».

وفي القاهرة دعا الدكتور يوسف القرضاوي الى إطلاق سراح الصحافيين وإعادتهما الى بلادهما. وقال ان على الخاطفين ان يدركوا ان فرنسا كانت ضد الحرب على العراق ولها مواقف جيدة ضد السياسات الاميركية في مجلس الامن وخارجه ويجب ان نقدر لها ذلك. وفي أوروبا أدان اتحاد المنظمات الإسلامية عملية الاختطاف وأشاد بموقف مسلمي فرنسا تجاه الرهينتين الفرنسيين. وأكد الاتحاد في بيان شجبه لأسلوب الخطف وتهديد الرهائن المدنيين. وقال ان مثل هذه الأعمال تتناقض مع الإسلام وقيمه. وفي عمان وصف حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني في بيان أمس الصحافيين الفرنسيين بأنهما بريئان، ودعا الخاطفين للإفراج عنهما.