محتجون على قتل 12 رهينة نيباليا في العراق يهاجمون مسجدا ومكاتب طيران عربية في كاتماندو والسلطات المحلية تفرض حظر التجول في المدينة

TT

كاتماندو ـ الوكالات: فرضت السلطات النيبالية حظر تجول لاجل غير مسمى في العاصمة كاتماندو امس وحذرت من اطلاق النار على المخالفين للحظر بعد ان هاجمت الجماهير المحتجة احد المساجد انتقاما لمقتل 12 نيباليا في العراق. وجاء في بيان لوزارة الداخلية «ان الحكومة قررت فرض حظر التجول في العاصمة وحتى اشعار اخر». واوضح مسؤول في الشرطة ان حظر التجول يمنع اي تنقل في المدينة.

كما اندفع محتجون اخرون داخل مكاتب الخطوط الجوية السعودية والخطوط الجوية القطرية محطمين النوافذ ثم استولوا على الاثاث والاوراق واحرقوها في الخارج.

وفي وقت سابق اطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي ثلاثة الاف من المتظاهرين وهم يحرقون الاطارات في تقاطع رئيسي للطرق على بعد 200 متر من المسجد الواقع في قلب المدينة.

واطلق متظاهرون شعارات معادية للاسلام ودعوا لاستقالة الحكومة معتبرين انها لم تفعل المزيد لحماية الضحايا.

وكان الاف النيباليين اضرموا النار باثاث مسجد وسط العاصمة كاتماندو وقاموا بتخريب مكاتب وكالات توظيف انتقاما لقتل 12 رهينة نيباليا ذبحا او رميا بالرصاص على يد مجموعة اصولية خطفتهم في العراق، كما افاد شهود عيان.

واخرج المتظاهرون بعض الاثاث والاجهزة من المسجد الذي يعد الاكبر في العاصمة واشعلوها على الرصيف. وطوقت الشرطة المسجد الذي غطته سحب الدخان الكثيفة التي تصاعدت من الاطارات المحترقة على الطرق القريبة فيما أقامت الشرطة حواجز في الشوارع التي كانت شبه خالية من المارة.

وتدخلت شرطة مكافحة الشغب مستخدمة العصي لتفريق حشد المتظاهرين. وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كان يحمل بعضهم أعلاما بوذية.

ويقع المسجد على بعد ثلاثمائة متر من القصر الملكي بوسط العاصمة النيبالية.

وقبل ذلك هاجم مئات من الشبان مكاتب وكالات للتوظيف في كاتماندو بعد ان اتهموها بارسال النيباليين الـ12 الى العراق حيث خطفوا وقتلوا على يد خاطفيهم.

ونزل المتظاهرون الى الشوارع وتسببوا باضطراب حركة السير وهم يهتفون بشعارات قبل تخريب اكثر من اثني عشر مكتبا لوكالات متخصصة بتوظيف عمال للعمل في الخارج.

وقالت الشرطة انه تم تحطيم زجاج واحراق سيارات واثاث ودراجات نارية ومعدات مختلفة.

وقال وزير الداخلية بورنا بهادور خدكا «ان العنف تفجر وبدأ اناس بمهاجمة مكاتب التوظيف في كاتماندو، ونحن نسعى لتفادي اعمال عنف خطيرة في العاصمة وخارجها».

وقتل الاثنا عشر نيباليا الذين كانوا يعملون كطباخين على يد مجموعة اصولية بحسب الموقع الإلكتروني لجماعة «جيش انصار السنة» القريبة من القاعدة.

ورافق البيان الذي وقعته «الهيئة العسكرية لجيش انصار السنة» ويستحيل التحقق من صحته، شريط فيديو مدته حوالى خمس دقائق ظهر فيه الرهائن مقتولين. وبدت جثة واحدة فصل الرأس عنها تماما بعد ذبح رهينة على يد احد الخاطفين الذي كان ملثما ويرتدي لباسا عسكريا مرقطا.

وتعرض في الشريط الذي يتضمن مشاهد مروعة لعملية ذبح رهينة كان معصوب العينين ثم فصل رأسه عن جسده وتم التلويح بالرأس قبل القائه ارضا. كما يظهر في الشريط باقي الرهائن وهم يقتلون رميا بالرصاص وقد طرحوا ارضا على بطونهم.

وقد انطلقت حركات احتجاج بشكل عفوي في مختلف المدن النيبالية الاخرى.

ويعمل نحو 800 الف نيبالي عمالا وسائقين وحراسا وعمال نظافة وطهاة في الدول المختلفة ويوجد 200 الف منهم في الشرق الاوسط ويرسلون نحو 800 مليون دولار الى أسرهم كل عام مما يشكل مصدرا كبيرا للدخل في واحدة من أفقر 10 دول في العالم.

وتمثل الاقلية المسلمة حوالى 7% من التعداد السكاني الاجمالي البالغ 24 مليون نسمة في النيبال.

واعلنت شركة طيران الخليج المملوكة لكل من البحرين وسلطنة عمان والامارات امس عن تعليق رحلاتها اليومية الى النيبال لمدة 24 ساعة، مشيرة الى انها اتخذت هذا القرار «نتيجة للاوضاع المتوترة التي تشهدها العاصمة النيبالية كاتماندو».

وقالت الشركة في بيان ان الشركة «قامت باتخاذ اجراءات فورية لتأمين سلامة مسافريها واطقمها كما قامت باغلاق مكتبها في المدينة»، مضيفة انها «قامت بانشاء مكتب مؤقت لاصدار التذاكر في المطار لمساعدة الركاب وتقديم الخدمات التجارية المطلوبة».

ونقل البيان عن الرئيس التنفيذي للشركة جيمس هوغن قوله اننا «نراقب عن كثب التطورات التي تحدث في النيبال حيث تمثل سلامة مسافرينا واطقمنا الجوية اولويتنا القصوى وسنتخذ كافة الخطوات اللازمة لضمان امنهم وسلامتهم».

ولم يعط بيان الشركة اية تفاصيل اضافية ولم يذكر ما اذا كانت الشركة تعتزم وقف الرحلات الى امد اطول.