أحد منفذي عملية بئر السبع يبلغ عائلته أنه يقصد حفل زفاف في المدينة

«الشاباك» يقر بعجزه في مواجهة خلايا حماس في الخليل

TT

أبلغ نسيم الجعبري أحد منفذي عملية بئر السبع عائلته قبل توجهه لتنفيذ عمليته انه ينوي حضور حفل زفاف ضخم في اسرائيل. وقال جميل الجعبري خال نسيم الجعبري «أدى صلاة الفجر في المسجد، ثم قال لشقيقه إنه يقصد حفل زفاف في بئر السبع». وروت والدته لإحدى الاذاعات المحلية في الخليل:«قال لي إنه يقصد بئر السبع لحضور زفاف لم يسبق أن حضر مثله».

ويصف الخال ابن اخته قائلا: «كان شابا متواضعا ومحبوبا من الجميع، ولم يكن بالإمكان تخيل أنه يحمل أفكارا متطرفة»، مؤكدا انه كان صائما منذ 11 يوما، تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. وقال ابن عمه إن «الجيش اعتقل والد نسيم وأشقاءه الاربعة. لقد جمعنا الجنود في غرفة واحدة قبل ان يقوموا يتدمير جدران وأثاث المنزل بواسطة الهراوات». ولا يقوى والد نسيم، على كبت دموعه عندما يتحدث عن ابنه، وهو لا يزال في حالة الصدمة.

ويقول: «لم أكن اتخيل يوما أن ابني قد يقوم بأمر من هذا النوع، لقد كنا نوزع المساعدات على المحتاجين في الخليل قبل يوم من تنفيذ العملية».

إلى ذلك علمت «الشرق الاوسط» ان عائلتي منفذي عملية بئر السبع المزدوجة، الجعبري والقواسمي، اصيبتا بالدهشة عندما تبين ان ولديهما نسيم واحمد هما اللذان نفذا العملية. فقد غادر الشابان بيتيهما في الساعة السادسة والنصف من صباح اول من امس متوجهين الى ورشة صناعة شبابيك الالمونيوم التي يعملان فيها معا، حتى حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر. لكنهما لم يعودا في ذاك اليوم في الوقت المحدد، ومع ذلك فلم تثر أي شكوك في العائلتين حول سبب تأخرهما، اذ رجحتا ان يكونا قد ذهبا الى صديق مشترك او ناد رياضي. وعلى ما يبدو فقد حرص احد ما على الاتصال بالعائلتين لابلاغهما بأن نسيم واحمد هما اللذان نفذا العملية المزدوجة.

من ناحية ثانية اقر جيش الاحتلال بعجزه عن مواجهة حركة حماس في جنوب الضفة الغربية خاصة في مدينة الخليل. ونقلت اذاعة جيش الاحتلال صباح امس عن مصادر في القيادة قولها ان جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية «الشاباك» يعجز عن جمع المعلومات الاستخبارية حول النواة الصلبة لحماس في المنطقة. وبررت مصادر في «الشاباك» صعوبة الحصول على معلومات استخبارية عن عناصر حماس في الخليل بعدم قدرتها على زرع عملاء في المدينة التي تعتبر الاكثر محافظة في الضفة الغربية.

ويزعم الشاباك ان المشكلة التي تواجهه لدى محاولة معالجة خطر حماس في الخليل هو حقيقة انتماء اسر باكلمها في المدينة للحركة، وبالذات عائلة القواسمي التي انتمى اليها معظم منفذي العمليات التفجيرية التي قامت بها الحركة، بالاضافة الى ان عددا من شباب العائلة تعاقبوا على قيادة كتائب عز الدين القسام الجهاز العسكري لحركة حماس في المنطقة. ووجهت وسائل الاعلام الاسرائيلية انتقادات لـ«الشاباك» لعدم تقديمه انذارات حول امكانية ان تقوم حماس في الخليل بعمليات تفجيرية، اذ ركزت التحذيرات على امكانية ان تقوم كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح في شمال الضفة الغربية بعمليات. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر امنية قولها ان جهاز «الشاباك» سيكثف جهوده للحصول على معلومات استخبارية في المنطقة.

الى ذلك واصلت وسائل الاعلام الاسرائيلية الربط بين عملية بئر السبع المزدوجة وبين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي يتخذ من دمشق مقرا له. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان مشعل هو الذي يعطي تعليمات تنفيذ العمليات للشيخ ابراهيم حامد، القائد العام لكتائب عز الدين القسام, وكلاهما ينتمي لبلدة سلواد قرب رام الله.

يذكر ان سلطات الاحتلال تبذل جهودا كبير لمحاولة تصفية او اعتقال حامد المتهم بالمسؤولية عن جميع العمليات التفجيرية التي نفذتها حماس في العامين الماضيين حسب المزاعم الاسرائيلية.