البرلمان اللبناني يسعى لاستباق «الهجمة الخارجية» ويجتمع غدا لتعديل الدستور وتمديد ولاية لحود

TT

احتدم السباق الاميركي ـ اللبناني في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية وترجم سعياً من الطرفين لاستباق الموقف الآخر، فبعد استعجال رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري تعيين جلسة تعديل الدستور مساء غد الجمعة لتمديد ولاية الرئيس اميل لحود بسبب «الهجمة الخارجية» بدا ان الولايات المتحدة تضغط باتجاه عقد جلسة لمجلس الأمن اليوم للتصويت على مشروع قرار اميركي ـ فرنسي يتعلق بدعوة سورية الى «احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه».

واجتمعت امس هيئة مكتب المجلس النيابي برئاسة بري وقررت عقد جلسة عامة مساء الجمعة لمناقشة واقرار تعديل المادة 49 من الدستور التي تحدد ولاية رئيس الجمهورية بست سنوات غير قابلة للتجديد.

وسيعرض مشروع التعديل الدستوري مباشرة على الهيئة العامة لمجلس النواب من دون المرور بلجنة الادارة والعدل اختصاراً للوقت. وكان بري قد زار امس رئيس الجمهورية اميل لحود وبحث معه وفقاً للمعلومات الرسمية، «موضوع الاستحقاق الرئاسي والتحضيرات الجارية لانعقاد جلسة مجلس النواب». وبعد اللقاء، اوضح بري ان البحث «تركز ايضاً على التحركات المريبة التي تستغل بالنسبة الى موضوع الأمن تحت شعار الديمقراطية التي تعطى في كل مرة لوناً وطعماً ورائحة مختلفة».

في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية اللبناني جان عبيد امس لقاءاته مع سفراء الدول الكبرى بهدف «شرح موقف لبنان من موضوع التحرك الاميركي ـ الفرنسي والمشروع المطروح منهما على مجلس الأمن». واستهل لقاءاته بالسفير الاسباني ميغيل انخيل موفبان الذي ترأس بلاده دورة مجلس الأمن هذا الشهر. وقال موفبان انه تسلم من الوزير عبيد مذكرة خطية عن الموقف اللبناني المعروض في شأن ما يجري في مجلس الأمن وسيرسله الى حكومة بلاده.

واذ قال السفير الاميركي لدى لبنان جيفري فيلمتان ان موقف الولايات المتحدة بهذا الخصوص «كان واضحاً منذ البداية»، قال السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه ان الرئيس جاك شيراك طلب منه العودة الى بيروت ليكون موجوداً في لبنان في الفترة الحالية وقال للصحافيين «ان كلام الرئيس شيراك عن لبنان يندرج في اطار واضح باحترام الدستور، لكن في الوقت نفسه يحث على العمل على التطوير وعلى الاستقرار وعلى ازدهار لبنان». وامتنع لوكورتييه عن الحديث عما يجري مناقشات في نيويورك او عن موعد انعقاد جلسة مجلس الأمن. ثم استقبل الوزير عبيد القائم بالاعمال البريطاني كريس بول الذي قال: «لقد تفهمت بشكل كامل وجهة النظر اللبنانية كما سمعتها وسأنقلها الى زملائي في كل من لندن ونيويورك وبما ان المشروع هو قيد المناقشة في نيويورك، فلن اعلق عليه». وفيما قال السفير الروسي لدى لبنان سيرغي بوكين ان معلوماته تفيد ان «مشروع القرار في الامم المتحدة لم يتبلور بعد» وانه يعتبر انه «من السابق لأوانه ان اتقدم بأية تعليقات سياسية حول هذا الموضوع». وبرز كلام للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الذي جال على المسؤولين اللبنانيين امس، اشار فيه الى وجود اصرار على التصويت على مشروع القرار اليوم. وكان موسى قد التقى ايضاً وزير الخارجية جان عبيد وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً رأى فيه «ان التحرك الاميركي ـ الفرنسي حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان هو تطور جديد في العلاقات الدولية حيث اصبح كل شيء ممكناً. والعالم يتطور في مناقشة اي شيء في العلاقات الدولية.