وفاة مفتي سورية الشيخ كفتارو عن عمر ناهز التسعين عاما

TT

توفي في دمشق أمس سماحة مفتي سورية الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد أمين كفتارو عن عمر ناهز التسعين عاماً أمضى منها أربعين سنة مفتياً عامّاً للجمهورية ورئيساً لمجلس الإفتاء الأعلى في سورية. وكان آخر بيان له قد صدر أول من أمس بشأن اختطاف الصحافيين الفرنسيين في العراق، وقال فيه إنه يتابع بقلق بالغ قضيتهما وانه يأمل أن يستجيب الخاطفون لنداءات العالم لإطلاق سراحهما. وأعلن انه يضم صوته إلى أصواتهم امتثالاً لقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، وإنه يؤكد للخاطفين أن في استجابتهم لهذه النداءات خضوعاً لأمر الله تعالى وصيانة لسمعة وسلامة الإسلام والمسلمين في العالم. واعتبرالشيخ كفتارو أن العمليات الطائشة والعشوائية مرفوضة شرعاً وقانوناً.

تلقى الشيخ كفتارو، وهو من أصل كردي، علومه الدينية على أيدي كبار علماء دمشق مثل الشيخ أبو الخير الميداني، والشيخ إبراهيم الغلاييني، والشيخ محمد الحلواني، والشيخ محمد الملكاني، والشيخ محمد جزو، والشيخ المُلا عبد المجيد، بالإضافة إلى والده الشيخ محمد أمين كفتارو الذين أجازوه بتدريس علوم الشريعة والتزكية والتربية والدعوة والإرشاد. وبعد وفاة الشيخ محمد أمين كفتارو عام 1938 تولى الراحل مهام الإرشاد والتعليم والتربية والدعوة إلى الله على منهج والده، واستمر قائماً بتلك المهام حتى وفاته امس، حيث كان يحضر محاضرته الأسبوعية الآلاف من أبناء الأمة. مؤهلاته العلمية: دكتوراه في علم الدعوة الإسلامية من جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في جاكرتا عام 1968، ودكتوراه في علوم أصول الدين والشريعة من جامعة عمر الفاروق في باكستان عام 1983، ودكتوراه في علوم الدعوة الإسلامية من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان عام 1994، ويحمل وسام نجمة باكستان الذهبية عام 1968 من رئيس الجمهورية الباكستانية ووسام الاستحقاق من جامعة الفاروق من باكستان عام 1984، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لعام 1998 من جمهورية مصر العربية. وتولى رئاسة مجمع أبي النور الإسلامي منذ تأسيسه عام 1974، وهو عضو المجلس المركزي لمنظمة الدعوة الإسلامية العالمية عام 1965 في إندونيسيا، وعضو مؤتمر العالم الإسلامي في باكستان، وعضو مجمع التقريب بين المذاهب في إيران وعضو المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي في السودان، وعضو ندوة التقريب بين المذاهب الإسلامية التابعة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في المغرب، وعضو لجنة التنسيق والعمل الإسلامي المشترك في مجال الدعوة والتابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في مصر، وعضو القيادة الإسلامية الشعبية العالمية في ليبيا، ورئيس جمعية الأنصار الخيرية منذ عام 1959، وشارك في تأسيس رابطة العلماء في الجمهورية العربية السورية عام 1946 وعين مدرساً دينياً في دار الفتوى بالقنيطـرة في عام 1948، وأسس وافتتح معهد الأنصار الثانوي للذكور عام 1949م. كما تولى بعد وفاة والده عام 1938 الإرشاد والتعليم والدعوة والتربية الروحية، وقد حضر محاضراته في مجمع أبي النور بدمشق الألوف من أبناء الأمة على اختلاف مستوياتهم من الجنسين، وتخرج وتربى على يديه مئات العلماء والدعاة والمفكرين والكتّاب. نذر الشيخ كفتارو حياته لهدف واحد هو الإسلام, تجديدا وإحياء وإصلاحا, بإعادته إلى روح القرآن الكريم والسنة الصحيحة, فأثمرت دعوته نشرا لكلمة الله في مشارق الأرض ومغاربها, ومعاهد وكليات شرعية أنشأها خرجت آلاف العلماء والدعاة. وقد قام سماحته بما يزيد على المائة رحلة إلى جميع أنحاء العالم لتبليغ رسالة الإسلام كما استقبل ما يقارب الـ500 وفد من الباحثين عن الحقيقة من كل أطياف البشر وألوانهم وأعراقهم.

وسوف يوارى الثرى اليوم.