لورا تتذكر « ليلة عشاء صامتة» انشغل فيها بوش بقرار حرب العراق .. وشوارزنيغر يصفه بأنه «مثابر ويملك قوة داخلية»

TT

في اليوم الثاني لمؤتمر الحزب الجمهوري في نيويورك، كان الرئيس الأميركي جورج بوش هو النجم الغائب، ليس فقط لأنه مرشح الجمهوريين في انتخابات الرئاسة القادمة ولكن لأنه أصبح موضوع خطابي زوجته لورا والنجم السينمائي الشهير أرنولد شوارزنيغر حاكم ولاية كاليفورنيا أمام المؤتمرين. وقد وصف خطاب سيدة أميركا الأولى بأنه من أهم الخطابات حتى الآن . وقدمتها للحاضرين ابنتاها جينا وباربرا . وشارك في تقديمها أيضا الرئيس بوش نفسه ولكن عبر الأقمار الصناعية من بنسلفانيا.

وتطرقت لورا في خطابها بشكل خاص للأيام التي سبقت الحرب على النظام العراقي السابق وقالت « أتذكر ليالي صامتة على مائدة العشاء ، كان جورج مشغولا بتقويم السيناريوهات المتوقعة، ويتابع تقارير الاستخبارات الخطيرة التي كانت تحذر من هجمات أعنف على الولايات المتحدة ».

وعادت السيدة الأولى بالذاكرة إلى تلك الأيام لتقول إنها راقبت الرئيس وهو يتباحث مع الزعماء الآخرين حول الخطر الذي كان يمثله الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأضافت «كنت أعلم أنه يصارع قرارات مؤلمة سيكون لها تأثير كبير على حياة الملايين وعلى مستقبل العالم بأسره».

أما شوارزنيغر فقد توجه من خلال كلمته أمام المؤتمر إلى المهاجرين، وهم من أهم مجموعات الناخبين التي يشتد التنافس عليها بين الرئيس بوش والمرشح الديمقراطي جون كيري. وذكّر شوارزنيغر الحاضرين بأنه مهاجر من النمسا ، وتربى وفي ذهنه صورة الولايات المتحدة التي عادة ما تراود خيال المهاجرين قبل مجيئهم إليها مرتعا للحرية. وقال «في مدرستي بالنمسا، عندما كان يحدثنا معلمنا عن الولايات المتحدة كانت احلام اليقظة تراودني للمجيء إلى هنا، وكنت أجلس لساعات وأشاهد الأفلام الأميركية لأبطال مثل جون واين. كل شيء يتعلق بالولايات المتحدة كان بالنسبة لي كبيرا ورحبا».

وقال النجم السينمائي الشهير إنه قدم إلى أميركا عام ثمانية وستين ولم يكن يملك شيئا . ولكنه عاش الحلم الأميركي الحقيقي الذي يمنح الفرصة لكل من يعمل بجد وإخلاص إلى أن أصبح نجما سينمائيا وحاكما لأكبر الولايات سكانا. وقد حصل على الجنسية الأميركية عام 1983 . ثم أعلن شوارزنيغر تأييده المطلق للرئيس بوش في حملته للفوز بفترة رئاسية ثانية. وفي محاولة لتبرير هذا التأييد القوي، عدّد حاكم كاليفورنيا الصفات الإيجابية كما يراها في الرئيس. وقال «إنه رجل المثابرة ويملك قوة داخلية ، وزعيم لا يكل ولا يمل ولا يتراجع.

ولم يتخذ الرئيس بوش قراره بخوض حرب العراق لأن الأمر كان مقبولا شعبيا في الولايات المتحدة، بل على العكس، القيادة لا تعبأ بإستطلاعات الرأي ، فهي تلجأ للقرارات الصائبة والدفاع عنها، لذا فإن أميركا أكثر أمنا بقيادة الرئيس بوش».

أما عضو مجلس الشيوخ السيدة إليزابيث دول فقد أشارت إلى جهود الرئيس في تحرير المرأة الأفغانية من القهر الذي عاشته لسنوات. وقالت «بسبب جهود الرئيس بوش، انقشعت سحابة الظلم السوداء عن خمسين مليون شخص في العراق وأفغانستان. وحتى يروا زرقة سماء الحرية سنقف بجانبهم» .

وأضافت أن أهمية الولايات المتحدة لا تنبع من أسلحتها وقوتها العسكرية وإنما من مبادئها، وتطرقت إلى الحرب على الإرهاب ، وقالت «يعتقد أعداء الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب أنها دولة أنانية ولا تفكر إلا بذاتها، ولكنهم لا يعرفون أميركا» .

وتعد إليزابيث دول من أهم السيدات العاملات في الحقل السياسي. وقد تولت منصب وزيرة العمل في إدارة الرئيس بوش الاب السابقة. وهي متزوجة من المرشح الجمهوري السابق للرئاسة بوب دول الذي خسر الانتخابات أمام بيل كلينتون قبل ثماني سنوات .