الجمهوريون يستخدمون «باربرا» و«جينا» بوش لإعطاء وجه ليبرالي

TT

في السنة الماضية، عندما نشرت مجلة «بيبول» الأسبوعية صورة التوأمين «باربرا» و«جينا»، بنتي الرئيس الأميركي جورج بوش، على غلافها، اتصلت أمهما، لورا، برئيسة تحرير المجلة، وانتقدتها، وطلبت عدم تسليط الاضواء عليهما. لكن الحال وموقف الأم الخائفة على ابنتيها من كاميرات المصورين وملاحقات الصحافة تغيرت ليلة أمس خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في نيويورك. فقد وقفت البنتان أمام أكثر من خمسة عشر مليون مشاهد للتلفزيون، وقدمتا والدهما، الذي قدم والدتهما، التي قالت، بدورها، إنها فخورة ببنتيهما.

بل وغازلت البنتان شوازنيغر، الممثل السينمائي الجمهوري وحاكم ولاية كليفورنيا الذي سبقهما في الحديث أمام المؤتمر. قالت جينا «نحن نحب أرنولد. أليس رائعا؟». وقالت باربرا «إنه رائع رغم أنه متزوج من ديمقراطية (ماريا شرايفر، من عائلة كنيدي)». وردت جينا «الآن نقدر على الزواج من ديمقراطي، ولن يعترض أحد». غير أن باربرا استثنت من غير المعترضين جدتها على مثل هذا الزواج. وقالت «ماعدا جدتنا باربرا (زوجة الرئيس بوش الاب)». وردت جينا «الجدة باربرا من الجيل القديم، ولا تعرف أن العالم تغير».

ووصفت الفتاتان، 22عاما، والديهما بأنه «أحسن من جدينا. ويعرفان من هو بونو (قائد فرقة يو تو الغنائية)، ويعرفان فرقة اوت كاست الغنائية. وتذكرت جينا أنه «لأربع سنوات كانا يحظران علينا أشياء كثيرة، وكنا نطيعهما أحيانا، ولا نطيعهما أحيانا أخرى». ومضت تحدثت عن الجدة. وقالت انها ليست متحررة، ولا تشاهد المسلسل التلفزيوني «الجنس والمدينة». وربما كانت جينا ستتحدث عن تفاصيل المسلسل لولا أنها لاحظت ان الحاضرين في المؤتمر صمتوا، ولم يضحكوا لما قالت.

وقالت الصحافية آن غيرهارت «نعم، هذه ليلة المعتدلين في مؤتمر الحزب الجمهوري. قدموا الممثل ارنولد، حاكم كليفورنيا المهاجر من النمسا، وقدموا مايكل ستيل، نائب حاكم ولاية مارييلاند، الاسود. لكن بنتي بوش بالغتا في الاعتدال عندما بدأتا تتحدثان عن الجنس، وحتى ملابسهما بالغت في كشف كثير من ساقيهما. لا بد انهما نسيتا ان أغلبية الجمهوريين محافظون».

لكن ظهور البنتين امام المؤتمر كان جزءا من خطة وضعها الحزب الجمهوري لاقناع الاميركيين بأن الحزب يمكن أن يكون ليبراليا ومعتدلا. وجزءا من خطة للتركيز على الشخصيات، بالاضافة الى البرنامج السياسي، وخاصة آل بوش. في الليلة السابقة تحدث أمام المؤتمر جورج بوش الصغير (الحفيد)، ابن حاكم ولاية فلوريدا، والذي تزوج أخيرا، بعد ان اكمل الجامعة، ويتوقع ان يدخل السياسة مثل والده وعمه وجده.

والتوأمان باربرا وجينا أكملتا دراستيهما الجامعة، ايضا، الاولى هي خريجة جامعة ييل، والثانية خريجة جامعة تكساس. لكنهما لا تهتمان بالسياسة، وسنواتهما الجامعية كانت خليطا من الدراسة، ومشاكل مع الشرطة في الحانات وأندية الرقص، ومع رجال الشرطة السرية الذين يحرسونهما.

لكن أصبح واضحا ان لجنة اعادة انتخاب بوش تريد الاستفادة منهما، مع تشديد الرقابة على تصرفاتهما حتى لا يغضب الجناح المحافظ في الحزب. وقبل مؤتمر الحزب في نيويورك، ظهرت البنتان على غلاف مجلة الموضات «فوغ». لكنهما كانتا محتشمتين. وقال القس جيرى ويل، زعيم جماعة الاغلبية الاخلاقية، ومن قادة الجناح المحافظ في الحزب، ويحضر المؤتمر، انه لا يرى شيئا غير عادي في التركيز على البنتين.

وهناك سبب آخر لتركيز الحزب الجمهوري على بنتي بوش، وهو ان الحزب الديمقراطي يركز على بنتي كيري: فانيسا والكساندرا، اللتين تحدثتا في مؤتمر الحزب في بوسطن في الشهر الماضي. ومثل بنتي بوش تحدثتا عن والديهما، لكنهما ابتعدا عن المواضيع الجنسية.

ولأن اشتراك كيري في حرب فيتنام أصبح جزءا من المناقشات الانتخابية، تعمد الذين خططوا لمؤتمر الحزب الديمقراطي ان تعلن البنتان انهما فخورتان بـ«نضال» والدهما في فيتنام. وحكت واحدة قصة قديمة عندما كانت صغيرة، ووقع فأر أليف كانت تربيه في نهر، وأسرع والدها وانقذه. كان واضحا أن البنت تشير الى النقاش حول بطولات والدها في فيتنام، حيث منح ميدالية «القلب البنفسجي» لأنه انقذ زميلا له من الغرق خلال معركة مع ثوار الفيات كونغ على نهر المكونغ. لكن معارضين في الحزب الجمهوري قالوا ان ذلك لم يحدث، وان كيرى لا يستحق الميدالية.

بنتا بوش، عندما تحدثتا في المؤتمر أمس، لم تتحدثا عن السياسة، ولا عن حرب فيتنام، ولا عن كيري وبنتيه. لكنهما غمزتا بنت كيري عندما قالت باربرا «كان عندنا فأر أيضا، ووقع في البحر، ولم نقدر على إنقاذه».