ضغوط على المحققين الروس للعثور على الجناة في هجوم موسكو الانتحاري

TT

وقع المحققون الروس امس تحت وطأة ضغوط من اجل الكشف بسرعة عن الذين يقفون وراء هجوم انتحاري على شارع مزدحم في موسكو أسفر عن مقتل عشرة واصابة 51 اخرين.

ولم يوجه المسؤولون الروس اتهامات علنا، غير أن الهجوم الذي نفذته امرأة بتفجيرها نفسها يحمل بصمات المقاتلين الشيشان الذين يسعون الى استقلال جمهوريتهم المسلمة الواقعة في القوقاز.

وأتى هذا الهجوم بعد اسبوع من مقتل 90 شخصا في حادثي تحطم طائرتين بشكل متزامن يلقي المسؤولون فيهما باللائمة على عاتق مفجرين انتحاريين ويعقب الانتخابات الشيشانية (اجريت الاحد الماضي) التي تعد قضية حساسة.

ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن مصدر بوزارة الداخلية قوله بعد الهجوم الذي وقع في نهاية ساعة الذروة مساء قرب محطة لمترو الانفاق ومركز تجاري مزدحم: «لا يمكن أن نستبعد أثرا شيشانيا». ونقلت تاس عن مسؤول في جهاز المخابرات الروسي الاتحادي قوله: «بدأنا العمل للتعرف على هويات القتلى ومن بينهم مفجرة انتحارية».

وقال المسؤولون ان 14 ما زالوا في حالة خطيرة في المستشفى جراء انفجار القنبلة التي كانت مليئة بالمسامير فضلا عن الشظايا الاخرى التي أدت الى انفجار سيارتين كانتا تقفان بالقرب من موقع الانفجار. وأعلنت جماعة اسلامية متشددة مسؤوليتها عن الحادث. وفي بيان نشر على أحد المواقع على شبكة الانترنت توعدت الجماعة، التي تطلق على نفسها اسم «كتائب الاسلامبولي» بـ«شن مزيد من الهجمات على دولة الكفر روسيا دعما للمقاتلين المسلمين الشيشان».

وتعامل المسؤولون الروس بشيء من الشك مع اعلان مماثل قامت به «كتائب الاسلامبولي» المغمورة حين أعلنت مسؤوليتها عن حادثي تحطم الطائرتين اللذين وقعا في 24 أغسطس (اب) وقتل فيهما 90 شخصا. وعلى الارجح فإنهم يتعاملون مع اعلان الجماعة مسؤوليتها عن تفجير موسكو بنفس القدر من التشكك وسيتعقبون الجناة داخل روسيا وليس خارجها.

وينظر الى امرأتين من الشيشان، ورد اسماهما ضمن قوائم ركاب الطائرتين اللتين تحطمتا، بوصفهما على رأس المشتبه فيهم. واستغرق المحققون عدة أيام للتوصل الى أن التحطم كان نتيجة عمل تخريبي. وأذكى الهجوم الجديد مشاعر التوتر بين سكان موسكو الذين يتوخون بالفعل الحذر الشديد بعد تقارير صحافية أفادت بأن مفجرتين انتحاريتين أخريين من الشيشان لا تزالان طليقتي السراح بعد حادثي تحطم الطائرتين.

وذكرت وكالة «ايتار تاس» الروسية أن محطة كورسك، وهي واحدة من محطات القطارات الرئيسية في المدينة، أخليت امس بعد تلقي مكالمة من مجهول قال ان قنبلة زرعت داخلها. وقالت ادارة المحطة: «اننا نتخذ اقصى تدابير الحيطة بسبب الانفجار بالقرب من محطة ريجسكايا». وقام خبراء متفجرات مع كلاب مدربة بتفتيش المحطة وجوارها.

ولم يصدر رد فعل فوري على التفجير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قطع عطلته عائدا منتجع سوتشي المطل على البحر الاسود ـ حيث التقى بالمستشار الالماني غيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك ـ للتعامل مع تطور جديد امس هو أزمة الرهائن في اوسيتيا الجنوبية.

ويجيء الانفجار الاخير بعد الانتخابات التي اتت بعلي الخانوف رئيسا جديدا للشيشان. وقد فاز فيها بسهولة باعتباره المرشح المدعوم كلية من الكرملين. كما يتزامن مع الذكرى السنوية لتوقيع اتفاق سلام عام 1996 بين موسكو والمقاتلين الشيشان مما منح للمنطقة استقلالا فعالا لمدة ثلاث سنوات. ويذكر ان روسيا أرسلت عام 1999 قوات الى الشيشان لاخضاعها مرة أخرى لسيطرة الكرملين.

وقال يوري لوجكوف، رئيس بلدية موسكو اول من امس (الثلاثاء) ان التفجير «لن يفسد المهرجان المقرر أن يقام في موسكو يوم الاحد المقبل». الا أنه تعهد بتوفير مزيد من الاجراءات الامنية المشددة للملايين الذين سيشاركون فيه.