ميلوشيفيتش يختتم إعلانه الدفاعي التمهيدي واصفا محاكمته بأنها «مهزلة خالصة»

TT

أدان الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش امس محاكمته بشأن ارتكاب جرائم حرب في البلقان ووصفها في ختام مرافعته الافتتاحية بأنها «مهزلة خالصة».

وكان ميلوشيفيتش، الذي يدافع عن نفسه ضد تهم بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو في التسعينات، قد نفى الاتهامات الموجهة له، واصفا إياها بأنها «غير قانونية» خلال اليوم الثاني من مرافعته. ويذكر أن محاكمته من أهم القضايا في محاكمة تصل ميزانيتها السنوية إلى أكثر من 270 مليون دولار.

وقال ميلوشيفيتش للمحكمة في لاهاي: «بفضل طبيعة ومكونات لائحة الاتهام الخاطئة هذه، فقد تحولت المحاكمة الى مهزلة بسيطة وخالصة. مهما كان صغر حجم الأموال، فهذه ليست مهزلة رخيصة». ونفى ميلوشيفيتش ما ذكره الادعاء من أن الصرب القوميين «خططوا لإنشاء صربيا العظمى خلال فترة انهيار يوغوسلافيا في التسعينات»، قائلا إن الصرب «دافعوا عن أنفسهم ضد الهجمات الانفصالية». وقال:«تتحدثون عن جرائم لم يرتكبها الصرب ولم أرتكبها أنا شخصيا وخطط لم نضعها». وأضاف ميلوشيفيتش، الذي كان يتحدث الى المحكمة مباشرة وبدون أن يستعين بملاحظات مكتوبة، أن هيئة الاتهام «أقرت بشكل آلي بعض الاتهامات وبعضها يتعلق بالتأكيد بأعمال إجرامية بدون أي دليل».

ويريد ميلوشيفيتش أن يستدعي أكثر من ألف شاهد، منهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال الفترة المسموحة له وهي 150 يوما. واتهم ميلوشيفيتش في بداية مرافعته الغرب وحلف شمال الأطلسي وجماعات المخدرات من الألبان في كوسوفو والمتشددين الإسلاميين. كما اتهم ألمانيا والفاتيكان على وجه الخصوص، بـ«العمل على تفتيت يوغوسلافيا باستخدام الكروات والمسلمين في البوسنة» على حد قوله. وكان موعد تقديم الدفاع قد تأجل عدة مرات بسبب وضعه الصحي إذ أنه يشكو من عدة أمراض من بينها ارتفاع ضغط الدم ومتاعب القلب وتصلب الشرايين.

وكانت المحاكمة قد عُلقت لظروف المتهم الصحية 40 مرة منذ فبراير (شباط) 2002 . وكان من المقرر أن يبدأ الرئيس اليوغوسلافي تقديم دفاعه في يوليو (تموز) الماضي.

. وقد اقترحت المحكمة الدولية تعيين محام له بغرض الإسراع بوتيرة المحاكمة، إلا أن ذلك الاقتراح جوبه بالاعتراض من قبل عدد كبير من المنظمات الحقوقية غير الحكومية وأكثر من 15 دولة في العالم، بالإضافة للمتهم الذي أصر على حقه في الدفاع عن نفسه.

وقد اختتم ميلوشيفيتش أمس إعلانه التمهيدي للدفاع عن نفسه. وقال: «لا يمكنكم أن تتصوروا الشرف الذي منح لي، حتى في الظروف التي فرضت، لقول الحقيقة والعدل». ويذكر أن الرئيس اليوغوسلافي السابق، 63 عاما، متهم بأنه مسؤول عن ثلاث حروب أسفرت عن سقوط أكثر من مائتي ألف قتيل في البلقان، الأولى في كرواتيا (1991 ـ 1995) والثانية في البوسنة والهرسك (1992 ـ 1995) والثالثة في كوسوفو (1998 ـ 1999). ووجهت إليه 66 تهمة في ملفات تتعلق بعمليات إبادة وجرائم ضد البشرية وجرائم حرب ويمكن أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة.