تأجيل زيارة الرئيس العراقي الياور إلى فرنسا بعد انتقادات وجهتها صحيفة تابعة لحزب علاوي إلى شيراك

لسان حال حركة الوفاق الوطني اتهمت الرئيس الفرنسي بأنه يتحمل أيضا مسؤولية احتجاز الرهينتين

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر فرنسية واسعة الاطلاع، أن الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس العراقي غازي الياور الى فرنسا بدعوة من الرئيس جاك شيراك، بداية الأسبوع القادم (من الخامس الى الثامن من الشهر الجاري) سوف تؤجل عدة أيام. وحسب المصادر، فإن التأجيل مرده الى أمرين اثنين: الأول، هو مسألة احتجاز الصحافيين الفرنسيين وانهماك السلطات الفرنسية بالسعي الى إطلاق سراحهما. والأمر الثاني، وهو الأهم، اغتياظ فرنسا من تصريحات رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي قبل أيام الى مجموعة من الصحف الأوروبية ومنها صحيفة «لوموند» حيث توقع اعتداءات إرهابية في العاصمة باريس ومدن فرنسية أخرى بسبب رفض فرنسا المشاركة في الحرب على الإرهاب ولموقفها من التطورات العراقية. وكانت الخارجية الفرنسية وصفت هذه التصريحات بأنها غير مقبولة.

كذلك فإن باريس لم تخف غيظها من ثلاث مقالات نشرتها أمس صحيفة «بغداد» التابعة لحزب حركة الوفاق الوطني الذي يتزعمه علاوي وتتضمن تهجما مباشرا على فرنسا وعلى الرئيس شيراك شخصيا. ففي موقف غير مباشر من لدن علاوي حول قضية الصحافيين الفرنسيين المختطفين، طالبت الصحيفة فرنسا بإعادة النظر بموقفها من المسألة العراقية، معتبرة ان عملية اختطاف الصحافيين الفرنسيين هي «واحدة من نتائج اعتراضات الرئيس جاك شيراك على المساهمة في تثبيت الأمن الداخلي في العراق». وقالت الصحيفة في مقال تحت عنوان «اما سمعت يا شيراك شكوانا» ان «نبأ اختطاف الصحافيين الفرنسيين واحد من انباء العراق الاليمة وواحد من نتائج اعتراضات شيراك ضد المساهمة في مساعدة الحكومة العراقية لتثبيت الامن الداخلي، ونتيجة من نتائج لاءات (الرئيس الفرنسي جاك) شيراك في مجلس الامن ولمنع وحجب أي عون دولي للعراق». واعتبرت الصحيفة ان «شيراك تعامل مع التغيير الحاصل بالعراق بعين الشامت الذي يريد اشعار العراقيين بنعم النظام السابق». كما اعتبرت الرئيس الفرنسي شريكا في عملية اختطاف الصحافيين، وقالت «نعم لا ذنب للصحافيين، لكن جاك شيراك الذي يحاول ان يظهر بمظهر العادل الدولي يتحمل جزءا من مسؤولية خطف مواطنيه لأنه لا يتأخر في الوقوف بوجه اي قرار دولي يحاول ان يدخل الامن الى قلوب العراقيين».

غير أن زيارة الرئيس العراقي والوفد الذي يرافقه والذي سيضم سبعة من الوزراء، ما زالت قائمة ويمكن ان تتم في ختام جولته الأوروبية التي من المفترض أن تشمل تباعا ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، مقر الإتحاد الأوروبي. وأمس، أكدت ناطقة باسم الاتحاد أن الياور سيكون في بلجيكا في الرابع عشر من الشهر الجاري. وإذا بقي الموقف الفرنسي على حاله، فإن زيارة الياور الى فرنسا لن تتم قبل النصف الثاني من الشهر الحالي.