طهران تؤكد استعدادها لـ«طمأنة» العالم حول نواياها بعد اتهام باول لها بالعمل على تخصيب اليورانيوم

TT

طهران ـ واشنطن ـ وكالات الانباء: قالت ايران أمس انها ستبذل قصارى جهدها لطمأنة العالم بشأن نواياها النووية ولكنها لن تذعن للمطالب الأميركية بالتخلي عن برنامج تقول واشنطن انه يهدف الى تصنيع أسلحة نووية.

وكان وزير الخارجية الاميركي، كولن باول قد صرح بان الوقت قد حان لتقديم شكوى بشأن ايران لدى مجلس الامن لفرض عقوبات محتملة بالرغم من أنه أقر بأن واشنطن قد لا تحصل على الاجماع الدولي بشأن مثل هذه الخطوة. وقال ان واشنطن تريد فرض عقوبات على ايران بعد ان تأكدت من انها مقدمة على تنفيذ برنامج تخصيب لليورانيوم يسمح لها بتطوير سلاح نووي.

صدر هذا التصريح عن باول بعد ان عدد تقرير سري قدمه مفتشو الامم المتحدة للدبلوماسيين، أول من أمس، بعض القضايا المعلقة العائدة الى برنامج ايران النووي ولكنه تضمن عدم تأكيد الاتهامات الأميركية بأن ايران بصدد صنع قنبلة نووية. ويشير تقرير المفتشين الدوليين الى ان باكستان زودت ايران بتصاميم لاجهزة متطورة للطرد المركزي قادرة على تصنيع قنبلة ذرية، ويقول التقرير ايضا ان المفتشين عثروا، في اواسط اغسطس (آب) الماضي، على ادلة تؤكد ان ايران توصلت الى تجميع واختبار نحو 70 وحدة من اجهزة الطرد المذكورة.

الا ان ايران تقول ان اتهامات واشنطن لها دوافع سياسية وان طموحها النووي مقصور على توليد الكهرباء من المفاعلات النووية.

وصرح منوشهر متقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية ولجنة الامن القومي بالبرلمان للتلفزيون الحكومي «يظهر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوكالة توصلت الى رؤية ايجابية وواقعية بشأن ايران». وأضاف «نحن نفهم تماما مخاوف الغرب... نحن أيضا قلقون من الاستخدام غير السلمي للتقنية النووية ولهذا السبب نتوخى الحذر بشأن الانشطة النووية لاسرائيل».

وأردف متقي قائلا «ستواصل ايران سياسة بناء الثقة وستتخذ أي اجراء لازم لاكتساب ثقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الاوروبية... ولكننا نصر على حقنا في الحصول على التقنية النووية السلمية. هذا مطلب قومي».

وأبرز مسؤولون أميركيون بندا في تقرير وكالة الطاقة الذرية ينص على أن ايران أعلنت خططا لمعالجة 37 طنا من اليورانيوم الخام وهي كمية قال عنها خبير نووي انها تصلح لانتاج مواد تكفي خمس قنابل نووية.

وذكر حسين موسويان أمين لجنة السياسة الخارجية في المجلس الاعلى للامن القومي الايراني أن تقرير الوكالة أشار الى حسم عدة قضايا متعلقة بالانشطة النووية لايران مثل التخصيب باستخدام الليزر. وصرح للتلفزيون الحكومي «لم يتضمن التقرير نقاطا سلبية رئيسية». ومضى يقول «أعتقد أننا أزلنا النقاط الغامضة ويمكن للوكالة الان أن تغلق قضية ايران. عدم القيام بذلك سيكون خطوة ذات دافع سياسي بحت».

ورفض المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا اصفي أمس الرد على تصريحات مسؤولين أميركيين.

وفي تصريح صدر في وقت متأخر أمس تعهد اصفي بمزيد من التعاون مع وكالة الطاقة الذرية لحل ما أسماها قضايا «بسيطة» معلقة. وقال «كلما أحرزنا تقدما مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... اتضح أكثر أن المشاريع النووية الايرانية تستهدف الاغراض السلمية فحسب وأن ايران لم تنتهك أبدا أي قوانين دولية».

وتوقع امس مسؤول ايراني رفيع، هو حسين موساويان المقرب من حسن روحاني المسؤول عن الملف الايراني النووي، ان تفشل الولايات المتحدة في اقناع شركائها برفع ملف ايران النووي الى مجلس الامن، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الايراني الحكومي، وقال انه «نظرا للمناقشات التي جرت حتى الان وتعاوننا مع الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)، ونظرا الى التقرير الذي نشر للتو، اعتقد ان الولايات المتحدة لن تبلغ هدفها».

وتحدث موساويان عن «تقدم هام» بشأن المسألتين الابرز لدى الوكالة، وهما مصدر التلوث باليورانيوم المخصب بنسب تفوق الاحتياجات المدنية، والهدف من تصنيع أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

وفي ما يتعلق بالمسألة الأولى، قال موساويان ان الوكالة «أشارت بوضوح الى ضرورة البحث خارجا واكدت تماما اقوال ايران».

اما فيما يختص بأجهزة الطرد المركزي اوضح موساويان ان «المسألة الوحيدة المعلقة» هي معرفة لماذا لم تستخدمها ايران اذا كانت فعلا لم تفعل كما تقول.

ويرى المسؤول ان «الوكالة تستطيع من حيث المبدأ إقفال الملف واذا لم تفعل فسيكون ذلك لأسباب سياسية». واضاف: «ستحاول الولايات المتحدة كما قال (وزير الخارجية الاميركية كولن) باول إرسال الملف الى مجلس الامن لكننا سنتابع خلال اجتماع الوكالة اجراء مفاوضات واسعة مع جميع الاطراف».

وتجتمع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 13 سبتمبر (ايلول) لدرس الملف النووي الايراني.