وساطة رئيس الأنغوش السابق روسلان عائشوف تثمر الإفراج عن 26 من رهائن أوسيتيا الشمالية

TT

نقلت المصادر الرسمية الروسية أن الرئيس الإنغوشي السابق روسلان عائشوف توسط لدى المسلحين الذين يحتجزون مئات الرهائن في مدرسة روسية بإقليم اوسيتيا الشمالية التابع للفيدرالية الروسية، وأثمرت جهوده عن اطلاق سراح 26 جلهم أطفال وبعضهم مع أمهاتهم.

وأظهرت لقطات تلفزيونية أطفالا رضعا بعضهم يحمله جنود مسلحون ينقلون مع نسوة إلى سيارات كانت في انتظارهم. ونقلت الوكالة عن ليف دزوجاييف المتحدث باسم اوسيتيا الشمالية قوله ان الاطفال المفرج عنهم «في حالة مطمئنة». يذكر ان المسلحين ظلوا يرفضون كل الجهود لإمداد الرهائن بالغذاء والماء.

وكان 50 طفلا، نجحوا في الاختباء أثناء وقوع الهجوم على المدرسة، قد تمكنوا من الهرب بعد قليل من سيطرة المسلحين عليها. ووصف دزوجاييف الافراج عن الرهائن اليوم الخميس، بأنه أول نجاح كبير للمفاوضات التي تجري مع الخاطفين. وتكتسب الوساطة الانغوشية طابعا مهما من منظور العداء التاريخي بين الأنغوش واوسيتيا الشمالية، في الوقت الذي يخشى فيه من احتمالات الثأر لاحقا بعد انتهاء الأزمة في أي اتجاه. يذكر أن الغالبية الساحقة من أبناء اوسيتيا الشمالية تدين بالمسيحية في الوقت الذي توجد فيه خلافات عرقية قديمة مع أبناء الانغوش والشيشان المجاورتين، ممن يعتنق غالبيتهم الاسلام، فضلا عن الخلافات حول الاراضي بين الانغوش واوسيتيا الشمالية. وهي الخلافات التي كانت في التسعينيات في صدارة أسباب عدد من المعارك المحدودة.

وكان الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن امس اضطراره إلى تأجيل زيارته لتركيا، التي كان مقررا القيام بها اعتبارا من مساء أمس. وأشارت مصادر الكرملين إلى أن الجانب التركي«أعرب عن تفهمه لمبررات التأجيل». وقالت المصادر إن الرئيس الروسي تلقى عددا من الاتصالات الهاتفية والرسائل من مختلف الرؤساء والزعماء، الذين أعلنوا عن «تضامنهم معه ومع روسيا في مواجهة الارهاب، مشيرين إلى استعدادهم لتقديم كل اشكال الدعم».

وقد أعلن فيه سيرغي ايفانوف، وزير الدفاع الروسي، إلى احتمالات تكرار العمليات الارهابية في مواقع اخرى من منظور ان روسيا «تحارب عدوا لا يرى، بينما جبهة المواجهة لا خطوط لها». وأمس قال بوتين إن «موجة الهجمات المتطرفة الأخيرة التي شهدتها روسيا لم تكن موجهة ضد اشخاص او اهداف معينة فقط، بل ضد روسيا بأكملها». وأدلى بوتين بتصريحه هذا عند بدء محادثات في الكرملين مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.

وفي أول تصريحات حول أزمة الرهائن، وصف الرئيس الروسي تلك الأزمة بأنها «رهيبة ليس فقط لأن العدد الأكبر من الرهائن من الاطفال وحسب، بل لأنها تهدد كذلك بالاضرار بالعلاقات الدينية والقومية في المنطقة. سنبذل كل ما في وسعنا للتأكد من ان ذلك لن يحدث».

كما شدد بوتين على ضرورة حماية حياة الرهائن المحتجزين منذ صباح اول من امس. وقال ان المهمة الاكثر اهمية للسلطات في أزمة الرهائن هي حماية ارواحهم. وأمس أيضا قال مدير جهاز الأمن الفيدرالي لاوسيتيا الشمالية، فاليري اندرييف، في تصريح أوردته وكالة ايتار ـ تاس للانباء، إن القوى الأمنية تستبعد أي لجوء إلى القوة لوضع حد لعملية احتجاز الرهائن.