الطالبات المسلمات يفضلن مستقبلهن على تحدي قانون حظر الحجاب مع بدء العام الدراسي في فرنسا

TT

باريس ـ وكالات الانباء: تمت العودة المدرسية في فرنسا، امس، وهو اليوم الاول من تطبيق قانون حظر الاشارات الدينية البارزة وبينها الحجاب في المدارس الرسمية، دون وقوع اي حادث خطير، بعد ان طغت على المشهد الاجتماعي قضية الصحافيين الفرنسيين الاثنين المختطفين في العراق.

وافادت وزارة التربية الفرنسية ان عودة 12 مليون تلميذ الى المدارس، تمت «من دون مشاكل»، عدا قدوم بضع فتيات الى مدارسهن وهن محجبات. وقالت حنيفة الشريفي، عضو خلية الحرص على العلمانية في وزارة التربية: «ان الاطار الذي نحن فيه الآن يدفع الجميع الى الشعور بالمسؤولية، الأهل والتلامبذ والمسؤولون التربويون». واشارت الشريفي الى ان التلميذات اللواتي اعلنّ في وقت سابق انهن يرفضن العودة الى المدرسة من دون حجاب، عدن في اليوم المدرسي الاول «بشكل طبيعي جدا» من دون الحجاب.

وقال فؤاد علاوي الامين العام لاتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية، قبيل سفره الى بغداد للمشاركة في الجهود الرامية الى الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين: «طالبنا الفتيات بعدم تحدي الدولة. عليهن الاهتمام بدراستهن اولا». واشار علاوي ضمنياً الى مطالبة الطالبات بعدم ارتداء الحجاب اذا طلبت منهم المدارس ذلك، رغم ان الاتحاد شجع في وقت سابق الفتيات على تحدي القانون.

وقال صحافيون حضروا الى بعض المدارس في أحياء تقطنها جاليات كبيرة من شمال افريقيا ان بعض الفتيات بدأن بخلع غطاء الرأس مع اقترابهن من المدارس. ولم تدخل اي طالبة محجبة مدرسة جاك بريل في شمال باريس امس رغم ان 52 طالبة كن يرتدين الحجاب في هذه المدرسة العام الماضي. وقال اولياء الامور انهم غير راضين عن قرار الحظر الا انهم لا يريدون المخاطرة بمستقبل بناتهم.

وكان خاطفو الصحافيين الفرنسيين قد طالبوا بالغاء قانون حظر الحجاب. لكن الاحتجاجات الدولية والعربية والاسلامية على خطف الصحافيين تواصلت في كل انحاء العالم تقريباً.

ودعت الطائفة المسلمة في فرنسا التي تطالب بالإفراج عن الصحافيين، الى اعتماد العقل، واشتركت في هذه الدعوة جهات مناهضة لقانون حظر الحجاب، مثل محمد بشاري عضو الوفد المسلم الفرنسي الذي وصل الى بغداد للتفاوض.

وقالت فتيحة اجبلي عضو اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا، وهو الفرع الاكثر نشاطا ضمن المجلس الاعلى للديانة الاسلامية في فرنسا: «اني ارفض ان البس حجابا ملطخا بالدم».

وقالت ليندا، 16 عاما، القاطنة في الضاحية الباريسية، وقد غطت رسوم الحنة يديها: «حتى في المسجد، طلبوا منا ان نخلع الحجاب عندما نصل الى باب المدرسة. وقال الإمام انه حتى اللواتي اخترن ارتداء الحجاب، ليس امرا خطيرا ان يخلعنه في المدرسة. سوف يبقين مسلمات صالحات وتجدر بهن طاعة» القوانين.

ولم تشهد فرنسا سوى مظاهرة واحدة معارضة لحظر الحجاب جرى تنظيمها في مدينة ستراسبورغ عشية افتتاح العام الدراسي الجديد وشارك فيها نحو 50 شخصا غالبيتهم من الفتيات المحجبات رغم الموقف في العراق. وقال احد قادة المظاهرة ان «الهدف الاساسي هو القول انه لا توجد اي علاقة بين ما يجري في العراق. لا علاقة لنا بمطالب هذه الجماعة الغامضة».

ولتخفيف حدة التوتر، اصدر وزير التربية الفرنسي فرانسوا فيلو تعليمات الى مديري المدارس بقبول ارتداء الفتيات الحجاب في اليوم الأول للدراسة ثم الاعتراض على ذلك في اطار مناقشة بين المدرسة والأسرة لاحقا.