المنظمات الإسلامية في بريطانيا ترحب بطرد كاتب مقالات مناهضة للإسلام من «المجلس البريطاني»

TT

رحبت منظمات اسلامية في بريطانيا بطرد «المجلس البريطاني»، الوكالة الحكومية المسؤولة عن ترويج اللغة والثقافة الانجليزية في الخارج، مسؤولا عن الاعلام في المجلس بعد كتابته سلسلة مقالات مناهضة للمسلمين تحت اسم مستعار في صحيفة «صنداي تلغراف» اليمينية. واكد «المجلس البريطاني» انه طرد ملحقا اعلاميا صاحب خبرة يدعى هاريس كامينز حسبما افادت صحيفة «الغارديان» في عددها الصادر امس.

واوضحت «الغارديان» ان الملحق الاعلامي انتقد في اربعة مقالات وقعها باسم ويل كامينز، ما اسماه «قلب الاسلام الاسود»، متهما المسلمين بأن «برنامجهم هو الجهاد العالمي».

وكتب ان «المسيحيين هم السكان الاولون واصحاب الملك الشرعيون لكل الاراضي الاسلامية تقريبا، وهم يتصرفون بتواضع بعيد جدا عن الموقف المهدد الذي اعتدنا عليه من جانب المسلمين».

وقالت منظمات إسلامية إن تلك المقالات التي نشرها كامينز باسم «ويل كامينز» تحرض على الكراهية العرقية والدينية، فيما أكد المجلس البريطاني أن لا مكان في صفوفه لمن يسطر مثل هذه الكتابات «شديدة العدوانية».

ومن جانبه اعتبر «المجلس الإسلامي البريطاني» في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس أن الطرد هو الحل المناسب من جانب «المجلس الثقافي البريطاني»، وطالب مجموعة «الديلي تلغراف» البريطانية بأن تحذو حذو ذلك. وتضمن البيان مقتطفات من مقالات هاريس كامينز التي تحض على كراهية المسلمين. وتطرق الى حقيقة أن «صنداي تلغراف» لم تنشر مقالا واحدا وإنما «سلسلة من 4 مقالات متتالية».

ومن جهته قال عنايات بنجلاو المتحدث باسم «المجلس الإسلامي البريطاني» في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان المجلس طالب مجموعة التلغراف البريطانية بالتحرك ضد دومينيك لاوسون رئيس تحرير صحيفة «الصنداي تلغراف» باعتباره «المسؤول الاول عن نشر المقالات المسيئة الى المسلمين»، مشيرا الى ان الكاتب هاريس كامينز يعمل بشكل غير دائم في التلغراف. واعتبر انه لو ان الصحيفة نشرت مقالات مماثلة مسيئة لليهود في بريطانيا لاقيل رئيس تحريرها على الفور. ومن جهته قال الدكتور زكي بدوي مدير الكلية الاسلامية بلندن في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» «نحن نتعاون حاليا مع المجلس البريطاني وجمعية محاربة الاسلام فوبيا على ابراز كتيب يعرض الاسلام عرضا كريما للبريطانيين». واشار الى اتصاله الشخصي بالمجلس البريطاني لدى ظهور سلسلة مقالات كامينز في الصنداي تلغراف، لكنه انكر انه المسؤول عن تلك المقالات. ووصف قرار الطرد بانه «سياسة رشيدة». وطالب المجلس البريطاني بالنظر في الاتجاهات الشخصية والسياسية والفكرية للعاملين في مجال العلاقات: «لان دخول مثل هؤلاء الاشخاص قد يعرقل عمل تلك المؤسسات». وفي أحد المقالات، وصف الكاتب كامينز المسلمين بأنهم مثل «النازيين» وزعم أن الناخبين المسلمين يتبنون «برنامجا جهاديا عالميا».

وفي مقال آخر، قال إن «المسلمين عن بكرة أبيهم كما الكلاب تجمعهم صفات مشتركة». كما حذر الكاتب مما وصفه بـ«القلب الأسود للإسلام» الذي قال إنه «ينبغي أن يكون محط خوف البريطانيين». وقال الكاتب أيضا: «الأجانب المسلمون فرضوا أنفسهم علينا .. المسيحيون هم السكان الأصليون والملاك الحقيقيون لغالبية الأراضي». وكشف صحافي من صحيفة «الغارديان» اليسارية المنافسة هوية كامينز قبل اربعة اسابيع، الامر الذي تسبب في موجة من الاحتجاجات من جانب المنظمات الاسلامية.

وابلغ متحدث باسم المجلس البريطاني صحيفة «ديلي تلغراف» ان المؤسسة مرت «بأوقات عصيبة ومدمرة». ووصف المتحدث كلام كامينز بانه «مناهض لكل قيمنا». ولم تشأ الـ«صنداي تلغراف» التعليق على القضية.