اسرائيل: ضرب أهداف سورية يمكن أن يكون وشيكا

شالوم: سأسعى لأن تدفع دمشق ثمن الإرهاب الفلسطيني الذي تشجعه

TT

تحاول اسرائيل، بشكل علني، هذه الايام دفع اوروبا والغرب عموما الى توجيه ضربة سياسية الى سورية. وفي الوقت نفسه تمهد الاجواء لتوجيه ضربة عسكرية لها. وتطلق التهديدات بشكل مباشر ومكشوف ولسان حالها يطرح المسألة كخيار بين اثنين لا ثالث لهما: اما ان يتخذ الغرب قرارات سياسية ضد سورية او تقوم اسرائيل بارسال طائراتها لشن غارة او اكثر عليها.

والحجة التي تتذرع بها اسرائيل لهذا التخيير، هشة لدرجة ان اسرائيليي ن كثيرين لا يقتنعون بها ويحذرون من نتائجها. فهي تزعم ان «سورية تدعم الارهاب الفلسطيني وتتيح له العمل والتمويل والتموين بالاسلحة» وتربط بين هذا الاتهام والعملية المزدوجة في مدينة بئر السبع في صحراء النقب يوم الثلاثاء الماضي، علما بأنها لم تقدم أي دليل على ذلك.

ولوحظ ان القيادة العسكرية، وفي مقدمتها نائب وزير الدفاع زئيف بوييم ورئيس اركان الجيش، الجنرال موشيه يعلون، بادرت الى هذه الحملة ضد سورية، ثم تبعتها القيادة السياسية. ولمح بوييم الى ان توجيه ضربة ضد اهداف سورية يمكن ان يكون وشيكا. وقال من الممكن شن عمليات شرط اختيار الاهداف بشكل جيد وفي الوقت المناسب لكي يفهم السوريون ان هناك خطوطا حمراء لا يمكنهم تجاوزها، وسبقه بالتهديد يعلون، لكن المراقبين ربطوا بين هذه التهديدات والعادة المعروفة عن الجيش الاسرائيلي من انه يفتعل تصعيدا حربيا في كل سنة عشية البحث في ميزانية الدولة، وذلك لكي يبرر مطالبه المالية الفاحشة.

يذكر ان الجيش الاسرائيلي يشن حربا بمعدل مرة كل 4 ـ 5 سنوات. وهناك من يرى ان يعلون خرج بهذه التصريحات ضد سورية، لكي يزيل الانطباع الذي التصق به من انه يؤيد الانسحاب الكامل من هضبة الجولان السورية المحتلة. فقبل ثلاثة اسابيع، قال يعلون ان جيشه قادر على الدفاع عن اسرائيل من الشمال ايضا في حدود ما قبل حرب، 1967، وان اسرائيل تستطيع عمليا التنازل عن هذه المنطقة المحتلة.

وجوبه هذا التصريح بانتقادات واسعة من المستوطنين واحزاب اليمين الحاكم. وكان هناك من اتهمه بأنه يعد نفسه بهذا التصريح للوصول الى قيادة حزب العمل المعارض، بعد انهاء خدمته العسكرية.

بيد ان القيادة السياسية في اسرائيل، انجرفت هي ايضا وراء هذه الحملة ضد سورية، ومنحتها الغطاء السياسي. فقد قال وزير الخارجية، سلفان شالوم، امس انه يسعى لان «تدفع سورية ثمن الارهاب الفلسطيني الذي تشجعه».

يشار الى ان شالوم سافر الى هولندا امس، لكي يشارك في مؤتمر وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي. وقال في حديث صريح مع الاذاعة الاسرائيلية، انه ينوي دفع الوزراء الاوروبيين الى اتخاذ اجراءات عقابية ضد سورية لانها تدعم الارهاب. وسيستغل الاجواء السائدة في اوروبا، والمطلب بان تنهي سورية وجودها في لبنان (قرار تطرحه فرنسا والولايات المتحدة على مجلس الامن الدولي)، وسيحاول استثمارها لتوجيه ضربة سياسية جدية الى سورية.

وعاد شالوم ليوجه التهديدات العسكرية ايضا الى سورية وليمهد الاجواء الى احتمال توجيه ضربة عسكرية في اراضيها وفي الاراضي اللبنانية ايضا. وأوحى بأن الضربة جاهزة، وان تنفيذها هو مسألة وقت فحسب، الا اذا جاء العقاب من اوروبا.