جيش الاحتلال يدمر عمارتين من ستة طوابق ويشرد ثلاثين عائلة في خان يونس

TT

في مطلع حملة اطلق عليها «إني أرى»، لمواجهة عمليات اطلاق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة، شرع جيش الاحتلال الاسرائيلي الليلة قبل الماضية في سلسلة من عمليات القصف وتدمير المنازل في قطاع غزة. في المقابل اصيب جنديان اسرائيليان وصفتها مصادر اسرائيلية بالطفيفة، جراء سقوط قذيفة صاروخية قرب سيارة كانا يقودانها عند مدخل مدينة خان يونس جنوب القطاع.

ففي الحي النمساوي بغرب خان يونس، دمرت قوات الاحتلال مبنيين سكنيين كلا منهما مكون من ستة طوابق، الامر الذي أدى الى تشريد ثلاثين عائلة، وذلك خلال عملية توغل قامت بها قوة من لواء المشاة جفعاتي، وأفراد وحدة الهندسة الميدانية تعززها عشرون دبابة إسرائيلية في الحي في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية.

وطوقت القوة الغازية المبنيين وأجبرت سكانهما على اخلائهما، وبعد ذلك قام أفراد الوحدة الهندسية بتفخيخ المبنيين ومن ثم تدميرهما عن طريق جهاز التحكم عن بعد. ودمرت قوات الاحتلال أسوار مسجد «الألباني» في المخيم.

وتبرر قوات الاحتلال كعادتها عمليات الهدم بأن عناصر المقاومة يتخفون خلف هذين المبنيين لدى قيامهم بقصف المستوطنات المجاورة، وبالذات مستوطنة «نافيه ديكاليم»، التي يقع فيها مقر قيادة قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة. وينفي سكان المخيم هذه المزاعم بشدة قائلين ان تدمير المنازل يأتي في اطار الضغط الذي تمارسه دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني للضغط على حركات المقاومة بالتوقف عن مهاجمة الاهداف الاسرائيلية. وسبق عملية التدمير هذه قيام طائرات هليكوبتر من طراز «اباتشي» أميركية الصنع بمهاجمة مقبرة المخيم. وادعت قوات الاحتلال ان عملية القصف استهدفت عددا من الاشخاص كانوا في طريقهم لقصف المستوطنات المجاورة بقذائف الهاون. وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان القصف اسفر عن اصابة سبعة فلسطينيين بجراح متفاوتة.

وربطت المصادر الامنية الفلسطينية بين التصعيد الاسرائيلي والقرارات التي اتخذتها المستويات الامنية والسياسية في الدولة العبرية في اعقاب عملية بئر السبع المزدوجة التي اسفرت عن مقتل 16 اسرائيليا واصابة عشرات آخرين. من ناحية ثانية توغلت قوات معززة من جيش الاحتلال في شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، وقامت بعمليات تجريف واسعة في المنطقة. وادعت انها عثرت على نفق في المنطقة يتجه نحو مستوطنة كفار دروم شرق المدينة. وحسب مزاعم قوات الاحتلال فقد وجد النفق في احد المنازل وهو بعمق عشرة امتار ومزود بأدراج. وقدرت المصادر العسكرية الاسرائيلية ان الذين قاموا بحفر النفق خططوا إما للمساعدة في تسلل عناصر المقاومة الى داخل المستوطنة، او تفجير المواقع العسكري في محيطها على غرار تفجير موقع «مقبولة» قبل شهرين، الذي اسفر عن مقتل وجرح عدة جنود. يذكر ان سلطات الاحتلال ادعت قبل شهر اكتشاف نفق الى الشمال من مستوطنة نيتساريم جنوب مدينة غزة.

وأعلن جيش الاحتلال عن اصابة اثنين من جنوده جراء اصابة ناقلة جند بقذيفة صاروخية اطلقتها المقاومة الفلسطينية. واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن الهجوم. وذكرت في بيان صدر عنها انها اطلقت صاروخا من طراز «بتار» على الآلية اثناء توغلها في الحي النمساوي.

وكانت كتائب عز الدين القسام وكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح قد اعلنتا عن تنفيذ هجوم مشترك ضد دورية لجيش الاحتلال في محيط مستوطنة كفار دروم. وجاء في البيان المشترك الذي صدر عن المجموعتين «تمكنت كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى (وحدة الشهيد)، (جهاد العمارين)، من استدراج دورية صهيونية خاصة من خلال إطلاق صواريخ البتار والهاون في وقت سابق على مستوطنة كفار دروم. وهاجم المجاهدون الدورية التي ترجلت شرق مدينة دير البلح قرب شارع أبو عريف».