مصادر عسكرية إسرائيلية: الجدار العازل سيبنى على حدود 1967 جنوب الضفة الغربية

TT

اكدت مصادر عسكرية في اسرائيل ان الجدار العازل الذي يبنى جنوب الضفة الغربية سيمر في غالبية المناطق فوق الخط الاخضر (الحدود الدولية بين اسرائيل والضفة الغربية قبل حرب1967 قالت هذه المصادر انها تفعل ذلك مضطرة، اذ ان الحكومة تطلب التعجيل في بناء الجدار، خصوصا بعد العملية المزدوجة في بئر السبع، التي انطلق منفذاها من الخليل عبر هذه المنطقة وانه لو كان الجدار مبنيا في المنطقة لما تمكنا من الوصول الى هدفهما. واضافت ان الجيش ملتزم بتعليمات محكمة العدل العليا، التي امرت بالامتناع عن تضييق الخناق على الفلسطينيين بهذا الجدار. ويخشى من محاكمات جديدة اذا لم يقم الجدار فوق الخط الاخضر.

وكانت مصادر اعلامية قد ذكرت ان هناك خلافا بين القيادة العسكرية ورئيس الحكومة ارييل شارون في هذا الموضوع، اذ ان شارون يطلب ان تضم مستوطنات جنوب الخليل الى المناطق الاسرائيلية، وهي التي تحتل ما يقارب 4% من مساحة الضفة، ويرفض التنازل عن هذه المستوطنات.

لكن مكتب شارون ابلغ الصحافيين امس، انه لا يوجد اساس للخلاف، والدليل على ذلك ان هناك تخطيطا متفقا عليه حول الجدار في مقطع طوله 40 كيلومترا، وسيبدأ العمل فيه الاسبوع المقبل. ولكن اوساط اليسار المعارض في اسرائيل لا تصدق ان شارون والقادة العسكريين اتفقوا على بناء الجدار فوق الخط الاخضر، وقالوا ان هذا الحديث هو مجرد فقاعات اعلامية هدفها مساعدة وزير الخارجية، سلفان شالوم، في محاولته اقناع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي بألا يصدروا قرارات تدين اسرائيل بسبب الجدار، وبألا يؤيدوا المبادرات الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الهادفة الى اتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل بسبب الجدار. وسيطلب شالوم من هؤلاء الوزراء ان يمتنعوا عن التصويت في هذه الحالة.

وكشف النقاب امس، ان المستشارين السياسيين لرئيس الحكومة دوف فاسيغلاس (المدير العام السابق لمكتب شارون) وشالوم تورجمان، يقومان منذ عدة ايام بجولة اوروبية للغرض نفسه، ويحاولان اقناع الاوروبيين بأن نجاح خطة الفصل والانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وازالة المستوطنات منهما مربوط ببناء الجدار، وان أي موقف ضد الجدار سوف يعرقل خطة الفصل.

يذكر أن اليمين المتطرف يعارض الجدار، لكنه لا يصمد امام التأييد الجماهيري لبنائه. وفي اليومين الاخيرين انضم لمؤيدي الجدار قادة بلدية بئر السبع والمؤسسات الجماهيرية فيها، اذ توجهوا الى الحكومة بنداء مشترك، يطالبون بالاسراع في بناء الجدار حتى لو كان على الخط الاخضر بحيث لا يضم الى اسرائيل بيت فلسطيني واحد. وحملوا الحكومة المسؤولية عن اية عملية تفجير تحصل في المدينة والمنطقة بسبب عدم بناء الجدار.