الجعفري ينتقد الهجمات الجوية الأميركية على الفلوجة واللجوء إلى القوة في التعامل مع أزمة مدينة النجف

نائب الرئيس العراقي : القصف الأعمى لا يميز بين الإرهابي وغيره والحل السياسي يجب أن يأتي أولا

TT

بغداد ـ رويترز: قال نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري ان الضربات الجوية الاميركية لمدينة الفلوجة ليست الطريقة المثلى لتهدئة الاوضاع في المدينة المضطربة، التي يغلب على سكانها السنة وانه يجب أن تتركز الجهود على عزل المقاتلين وقطع طرق امداداتهم من خارج العراق.

وقال الجعفري في مقابلة مساء أول من أمس، بعد قليل من القصف الجوي الاميركي للفلوجة ان «القصف الاعمى لا يميز بين الارهابي وغير الارهابي». كما انتقد الجعفري تعامل الحكومة مع أزمة النجف وقال: «ربما لم تكن نيتهم الاضرار بالمدنيين لكن النتيجة كانت ضحايا في النجف وفي الفلوجة». وقال الجعفري ان المسلحين يستخدمون الناس في الفلوجة كدروع بشرية. وأضاف ان قطع الاتصالات بين المسلحين وطرق امداداتهم سيكون سبيلا افضل للتعامل مع المقاتلين وقال «لا بد أن نجاهد من أجل حماية المدنيين، حتى لو تطلبت العملية مزيدا من الوقت والجهد والموارد الفنية .. لا بد أن نوفر لها ما تستحقه.. ولا بد أن أؤكد أهمية الحل السياسي واذا لم ينجح هذا فينبغي عندئذ أن نستخدم الحل الامني العراقي، واذا لم ينجح علينا أن نطلب مساعدة القوة متعددة الجنسيات كحل أخير ولاقصر وقت ممكن وفي أصغر مساحة ممكنة».

وانتقد الجعفري استخدام القوة في مدينة النجف الاشرف الشيعية، حيث قامت قوات مشاة البحرية الاميركية بمعظم القتال واستخدمت طائرات الهليكوبتر المقاتلة في قصف المقاتلين الموالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وقال الجيش الاميركي ان الحكومة العراقية كان لها القول الفصل في العمليات العسكرية في النجف. وانتهى القتال الاسبوع الماضي عندما وافقت الحكومة والصدر على مبادرة سلام طرحها آية الله العظمى علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلى في العراق.

وقال مساعدو الصدر هذا الاسبوع، ان الزعيم الشيعي الشاب أعلن وقفا لاطلاق النار في شتى أنحاء العراق وانه سيختار مرشحين لخوض الانتخابات المقرر اجراؤها في يناير (كانون الثاني).

وقال الجعفري الذي يرأس حزب الدعوة الشيعي «حين يتطلع الى المشاركة السياسية لا بد أن نتعامل معه بخطوات ايجابية وأن نحتويه. حين يخطو خطوة ايجابية فلا بد أن نتخذ أيضا خطوة ايجابية تجاهه تحقيقا لمشاركته..».

ولم يتم اشراك الصدر في العملية السياسية بعد الاطاحة بصدام. وقال الجعفري ان هناك حاجة لاصلاح ذلك. وأضاف «هؤلاء الذين لم يتم استيعابهم (في العملية السياسية) خلال العام المنصرم لا بد أن يتم احتواؤهم الان».

وأشار الجعفري الى أن عدم اجراء الانتخابات في موعدها وتعطيل العملية السياسية سيزيد سوء الاوضاع الامنية التي اعتقد انها تحسنت مع ضم مزيد من السنة الى الحكومة منذ نقلت الادارة بقيادة الولايات المتحدة السيادة الى الحكومة العراقية في يونيو(حزيران). وقال الجعفري عن العنف «لم يتقلص الى درجة الصفر لكنه أقل مما سبق». وأضاف أن التفاهم مع جيران العراق بشأن رقابة الحدود ساعد ايضا في تقليل عدد المقاتلين الاجانب الذين يدخلون البلاد.