«سي. آي. إيه» تتلقى أكثر من ألفي طلب أسبوعياً من عرب ومسلمين يريدون التجسس على «القاعدة»

TT

لفهم سبب واحد لمواجهة وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه) ومكتب المباحث الفيدرالي (إف. بي. آي) مصاعب في تجنيد المخبرين الأكثر فاعلية ضد تنظيم «القاعدة»، يجب التحدث الى «محمد».

هذا المهاجر المسلم الورع، الذي يتحدث العربية بطلاقة ويعيش في الولايات المتحدة منذ ست سنوات، لا يقدم فائدة لـ«القاعدة» ولا للحكومة الأميركية. فبعد فترة قصيرة من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) القي به في السجن (الذي تفضل وزارة العدل تسميته مركز احتجاز) لمدة شهرين. ويقول انه قيد بالغلال وجرى استجوابه وتعريضه الى الاذلال قبل ان يطلق سراحه في الآونة الاخيرة. اضف الى ذلك حرب العراق التي يعتقد ان مسلمين ابرياء يقتلون فيها وهو يسخر من فكرة مساعدة الحكومة الأميركية.

ويقول اخصائي الكومبيوتر وهو يقف في مقهى بمنطقة بروكلين متسائلا: «لماذا يتعين علي أن اساعد أشخاصا مثل اولئك، فهم يقتلون اخواني المسلمين كل يوم؟». وقد طلب عدم الاشارة الى اسمه خشية تعريضه الى اذى.

ومنذ أن كشفت هجمات سبتمبر ضعف كفاءة الاستخبارات الأميركية، من حيث افتقارها الى الجواسيس والمتحدثين بلغات البلدان التي ينتمي اليها الارهابيون، اتخذت الوكالات الاستخباراتية خطوات واسعة. فوكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه) تخرج أكبر الصفوف من الجواسيس والمحللين، وهي ترفض آلاف الطلبات سنويا، بما فيها طلبات الكثير من الأميركيين العرب الذين يتوقون للمساعدة في الحرب ضد الارهاب.

لكن هناك أيضا، إجماعاً بأن وكالة «سي. آي. ايه» ووكالات التجسس الـ 14 التابعة لها، لا يزال امامها طريق طويل لإقامة شبكة تجسس فعالة قادرة على اختراق «القاعدة» ومجموعاتها المنتشرة في العالم. ويقول ابراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الأميركية الاسلامية (كير) بواشنطن،: « من الصعب تجنيد أشخاص للانضمام الى مؤسسات، وهم يشعرون بانهم محاصرون من قبل الذين يريدون تجنيدهم».

وتقول وكالة «سي. آي. إيه»، التي تتلقى ألفي طلب على موقعها على الانترنت اسبوعياً، ان تلك العوامل لا تعوق قدرتها على التجنيد. ويقول المتحدث باسم الوكالة تيم كريسبل: «لدينا برنامج تجنيد ناجح جدا يركز على الجاليات العربية في ديترويت وتامبا. لقد تلقينا استجابات هائلة من تلك الجاليات، على الأقل من الأشخاص الذين عبروا عن اهتمامهم بالعمل في ميدان الاستخبارات».