قضية التجسس الإسرائيلي في البنتاغون: تفتيش مكاتب «إيباك» والتحقيقات بدأت منذ أكثر من سنتين وتتجاوز حالة فرانكلين

TT

فتش عناصر مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) اول من امس مكاتب لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية «ايباك»، المشتبه في انها زودت اسرائيل بمعلومات سرية. وقال مسؤولون حكوميون ان المحققين صادروا مستندات وأجهزة كومبيوتر من مقر اللجنة، التي تمثل اهم مجموعة ضغط موالية لاسرائيل، في الولايات المتحدة، مضيفين ان مسؤولي «ايباك» يتعاونون مع التحقيقات.

وكشف مسؤولون آخرون، ان مكتب (اف. بي. آي) ظل يحقق على مدى اكثر من عامين حول ما اذا كانت لجنة «ايباك» تورطت في تسريب معلومات سرية الى اسرائيل، مضيفين ان الامر يتعلق بتحقيق يتجاوز كثيراً مجرد التحري حول قضية موظف وزارة الدفاع (البنتاغون) لورانس فرانكلين المتهم بتسريب معلومات سرية. ويركز التحقيق بشأن مكافحة التجسس، وهو إجراء يختلف عن التحقيق الجنائي، على احتمال نقل معلومات على نحو أشمل من نقل فرانكلين لمسودة توجيهات رئاسية حول السياسة الاميركية تجاه ايران، حسبما افادت المصادر نفسها. ويعكف مكتب (اف. بي. آي) حاليا على التحقيق فيما اذا كانت معلومات غاية في السرية سربت الى اسرائيل من «وكالة الأمن القومي»، التي تشرف على عمليات التنصت الالكتروني على الاتصالات.

وقالت اسرائيل، من جانبها، انها لم تتلق إخطارا رسميا من واشنطن يتعلق بهذه القضية. وقال ديفيد سيغيل، المتحدث باسم البعثة الاسرائيلية في واشنطن، ان العلاقات الاميركية الاسرائيلية لا تزال قوية كما كانت ولم يطرأ عليها اي جديد.

ونفت لجنة «ايباك»، وهي ابرز مجموعة ضغط اسرائيلية في اميركا، ان يكون أي من موظفيها تلقى معلومات سرية. وكان مسؤول اميركي صرح بأن مستشارة الأمن القومي، كوندوليزا رايس، ونائبها، ستيفن هادلي، قد تلقيا إخطارا رسميا بتحقيق مكتب (اف. بي. آي) في احتمال ان تكون لجنة «ايباك» هي القناة التي سربت من خلالها معلومات سرية الى اسرائيل قبل اكثر من عامين.

وجاء التحقيق حول فرانكلين متزامنا مع التحقيق الواسع الذي يجريه مكتب المباحث الفيدرالي، والذي كان قد قطع شوطا كبيرا قبل ان ينظر المحققون في امر فرانكلين. وأشار مسؤولون الى ان فرانكلين، الذي يعمل محللا ومتخصصا في الشؤون الايرانية بوكالة استخبارات الدفاع، يشتبه في انه سرب مسودة توجيهات مقترحة بشأن سياسة واشنطن تجاه طهران الى «ايباك» التي يحتمل ان تكون نقلتها الى اسرائيل. وقال اصدقاء وزملاء لفرانكلين انه قضى بعض الوقت في اسرائيل، بما في ذلك فترة عمل قضاها هناك ضمن قوات الاحتياط التابعة لسلاح الجو الاميركي، حيث عمل كأخصائي في الشؤون الخارجية والعسكرية. ويعمل فرانكلين حاليا مع دوغلاس فيث، وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات. وكان مكتب السياسات التابع للبنتاغون، الذي كان يعمل به فرانكلين، قد شارك بعمق في المداولات بشأن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع ايران وحكومتها التي يسيطر عليها التيار المحافظ وطموحاتها الخاصة بامتلاك اسلحة نووية.

وكان فرانكلين، الذي يتحدث اللغة الفارسية، قد شارك في اجتماع سري مع شخصية ايرانية معارضة ومسموح له بالإطلاع على معلومات سرية حول البرنامج النووي الايراني، كما انه يعتبر واحدا من عدة مسؤولين شاركوا في صياغة امر رئاسي سري حول ايران.

وقال مسؤول سابق في الادارة ان مجموعة صغيرة من المسؤولين، وخصوصا في البنتاغون، تتحدث من وقت لآخر حول انتهاج سياسة ترمي الى «تغيير النظام» في ايران، إلا ان هذه المناقشات كانت عقيمة، على حد وصف المسؤول الذي واصل حديثه قائلا: «كيف السبيل الى ذلك؟ ليس هناك خيار عسكري. الاصلاحيون يريدون امتلاك ايران قنبلة نووية تماما مثل الملالي. ليس هناك خيار سوى المواجهة».

*خدمة «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»