تشيني يفاخر أمام مؤتمر الجمهوريين: بوش هو الرئيس الذي لا ينتظر إذن الأمم المتحدة لنشر القوات الأميركية لدفع التهديدات عن أميركا

TT

شن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني هجوما عنيفا على المرشح الديمقراطي جون كيري واتهمه بالضعف والتشتت، وقال إنه لا يصلح لأن يخلف الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض.

وفي كلمة لاذعة أمام مؤتمر الحزب الجمهوري في نيويورك مساء أول من أمس، لعب تشيني على وتر المخاوف لدى الاميركيين من الارهاب وقال إن الولايات المتحدة تخوض حربا على الصعيد العالمي يجب ان تنتصر فيها. وقال إنها حرب، كيري غير مؤهل لخوضها.

وهاجم تشيني المرشح الديمقراطي لانتقاده قرار بوش خوض الحرب ضد العراق من دون الحصول على دعم دولي واسع. وقال انه «ضعيف لدرجة انه لا يمكنه مواجهة المنتقدين في الداخل والاعداء في الخارج».

وقال إن «تردد كيري يعكس عدم القدرة على اتخاذ القرارات ويظهر حالة من الارتباك». وأضاف أن «السناتور كيري يدين اي تحرك اميركي عندما لا توافق عليه دول اخرى وكأن الهدف الوحيد لسياستنا الخارجية هو ارضاء بعض المنتقدين».

وقال تشيني «اننا في كل ما نفعله لن نبعد نظرنا عن أهم تهديد في عصرنا هذا وسوف نحافظ على حرية وأمن هذه الأمة ضد أعداء عقدوا العزم على تهديدها». وأضاف أن كيري «لا يبدو انه يفهم ان العالم قد تغير»، في اشارة الى تصريحات كيري التي قال فيها «إن على اميركا ان تشن حربا اكثر حساسية للاخرين، بدلا من معاداة العالم كما يفعل جورج بوش». وسخر تشيني من تصريحات المنافس الديمقراطي قائلا «وكأن (تنظيم) القاعدة سيكون معجبا بنا اذا اظهرنا جانبا حنونا». وأضاف أنه يجب الا تتردد اميركا في استخدام القوة العسكرية لحماية نفسها ويجب الا تنتظر أي إذن من الامم المتحدة حول متى تنشر قواتها. وقال تشيني ان الرئيس الذي لا ينتظر تصريحات من الامم المتحدة هو جورج بوش.

ووجه انتقادا لاذعا لموقف كيري من الأمم المتحدة. وقال «لقد بدأ السيناتور كيري مستقبله السياسي بالقول إنه يود أن يرى نشر قواتنا فقط تحت توجيه الأمم المتحدة».

وأضاف ان كيري «أعلن في مؤتمر الحزب الديمقراطي أنه سوف يدافع عن أميركا بالقوة بعد أن نتعرض للهجوم ... يا أبناء وطني الأميركيين، لقد هوجمنا بالفعل».

ومضى نائب الرئيس الأميركي يقول، وسط هتافات الحضور باسم أميركا، ان الأمة لن تنعم بالأمن من دون رئيس يتمتع بالاستعداد الفطري لاتخاذ موقف المبادرة بالهجوم للقضاء على الأخطار التي تهدد الولايات المتحدة.

وقال تشيني إن صدام حسين كان يتحكم في مصير 25 مليون نسمة قبل أشهر إلا أنه « يقبع في سجنه الآن». وسعيا إلى إقناع الأميركيين بفوائد الحرب على العراق، قال نائب الرئيس الأميركي إن ليبيا أعلنت عن استعدادها لتسليم أسلحتها لأميركا بعد خمسة أيام فقط من إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

واعتبر أن هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 دفعت البلاد الى ما وصفها بـ «لحظة حسم» لم يستطع كيري فهمها.

وقال «هناك لحظات في التاريخ يتعين على القادة اتخاذ قرارات هامة حول مواجهة تحد طويل الامد في الخارج وحول الطريقة الافضل لحماية امن الشعب الاميركي». واضاف: «لقد اتخذ السناتور كيري على الدوام القرارات السيئة بالنسبة الى المسائل المتعلقة بالأمن القومي».

وعدد امثلة بهذا الصدد تتعلق بتصويت كيري خلال السنوات العشرين الماضية في مجلس الشيوخ حيث يمثل ولاية ماساتشوستس (شمال شرقي الولايات المتحدة).

وقال تشيني ان كيري «هو احد اعضاء مجلس الشيوخ المائة الذين يصوتون، الا ان الغلبة ولحسن الحظ، نادرا ما كانت لرأيه في المجال الامني».

واضاف تشيني «ان الرئاسة شيء مختلف تماما، اذ بامكان السناتور ان يخطئ طوال عشرين عاما من دون يؤدي ذلك الى الاضرار بالبلاد، الا ان رئيس البلاد يعبر دائما عن رأي حاسم».

وتابع «حول مسألة دور اميركا في العالم، فإن الفروقات بين السناتور كيري والرئيس بوش هي الاكثر وضوحا».