رؤية بوش لأميركا لو أعيد انتخابه : مقترحات للتغيير تداعب هموم المواطن الأميركي تشمل العمل والضمان الاجتماعي والتعليم

TT

في خطابه أمام مؤتمر الحزب الجمهوري في نيويورك أمس من المفترض ان يكون الرئيس الأميركي جورج بوش، مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة المقبلة، قد طرح خططا تشمل إعادة هيكلة الأجهزة الاستخبارية الأميركية واقتراحا لطرق جديدة لمساعدة من ليس لديهم سندات تأمين كي تتم تغطيتهم طبيا. وتشمل رؤية بوش لفترته القادمة، في حالة فوزه بالرئاسة، أهم القضايا الداخلية حيث يدعو الكونغرس لتغيير قوانين العمل لإعطاء العمال مرونة أكبر في استخدام ساعات العمل الإضافية بالشكل الذي يريح أسرهم. ومن ناحيتهم يرى الديمقراطيون أن خطة بوش لفرض مرونة في ساعات العمل هي طريقة أخرى لمساعدة أصحاب العمل كي يتجنبوا دفع أجور ساعات العمل الإضافية.

وتتكون أجندة بوش في معظمها من أفكار موسعة مطروحة في السابق أو أعيدت صياغتها بطريقة جديدة. وهذا ناجم عن أسباب منها العجز المالي الذي يعيق تنفيذ أي مشاريع جديدة. وقال اقتصاديون إن استراتيجيي الحملة الانتخابية الجمهورية حاججوا هذا الأسبوع بأن الساحة السياسية قد مرت بتحول درامي لصالح الرئيس وإنه لا ضرورة لطرح اقتراحات محددة جديدة. وقال أحد المستشارين المقربين للرئيس ، طلب عدم الكشف عن اسمه ، إن «الاستراتيجيين يقولون إن كل شيء يسير لصالحنا. ويبدو أن الوضع قد حسم تقريبا» لصالح بوش. وفي هذا المناخ يرى الاستراتيجيون أنه ليس هناك أي سبب يدفعهم لتقديم خطط تقدم للخصوم أهدافا جديدة لمهاجمتها.

وقال بروس بارتلت الاقتصادي المحافظ من المركز القومي لتحليل السياسات «طالما أنه يستطيع أن يفوز عن طريق التحدث حول كم أن الولايات المتحدة عظيمة وهلم جرا فلماذا يغامر ؟ كل ما سنكسبه من ذلك هو صداع الرأس».

وظل المشرعون والمستشارون الجمهوريون يظنون أن بوش قد آذى نفسه عن طريق الانتظار طويلا جدا للكشف عن خططه، وهذا قد أثر على الأصوات المتأرجحة التي لم تحسم قرارها بشأن المرشح المفضل لأشهر بدلا من التركيز بشكل خاص على جذب أنصاره على المستوى الشعبي.

وقال ماثيو داوْد كبير استراتيجيي حملة بوش وتشيني الانتخابية «نحن الحزب الحاكم السائر على أجندة تغيير. هذا هو بعض ما نريد تحقيقه : نحن نريد القيام بهذه الإصلاحات. نحن نريد القيام بتغيير الحكومة. نحن نريد أن نجعلها تكيف نفسها مع التغييرات».

وحسب النتائج التي حققها استطلاع أجراه معهد «غالوب» اتضح أن التأييد لبوش في مجال التعليم هو الأقل درجة منذ وصوله للحكم. وقال المستشارون إن خطة بوش، للدعوة من أجل محاسبة جديدة للمدارس الثانوية ولتحسين تدريس الرياضيات والعلوم، تكرار للخطة السابقة المعروفة بـ«قرار طفل يترك متخلفا عن غيره» والذي قام الرئيس بوش بدفعه إلى الكونغرس الذي صادق عليه وهو الآن من القوانين غير الشعبية مع الكثير من المعلمين. ودفع الكثير من الاقتصاديين المحافظين الحملة الانتخابية كي تكشف عن المقترحات المفصلة الخاصة بالضمان الاجتماعي وشفرة الضرائب قائلين إن بوش سيحتاج إلى تفويض من الناخبين لفرض تغييرات مثيرة للجدل في السياسات. وقال النائب الجمهوري روب بورتمان إن بوش اتخذ قرارا متعمدا للانتظار حتى يحصل على انتباه الأمة الكامل لطرح الأفكار الجديدة لمناقشتها خلال هذا الخريف .

وفيما يتعلق بالشرق الأوسط تعتبر رؤية بوش أن غزو العراق خطوة أساسية لجلب الديمقراطية في المنطقة. وقال مساعدو بوش إن الرئيس يسعى لكسب المؤيدين الذين تغيرت مواقفهم مع استمرار الحرب وزيادة عدد الضحايا.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»