جدل ساخن حول الغرفة السرية في هرم خوفو بمؤتمر علماء المصريات

حواس: لن أسمح لأحد بالتنقيب في الهرم الأكبر ما لم يقدم خطة عمل .. وروبوت للبحث عن الممر الهوائي في غرفة الملكة أكتوبر 2005

TT

تصدر مكان مقبرة الفرعون «السرية» في هرم خوفو المؤتمر علماء المصريات في غرونوبل (فرنسا) بعد محاضرة امس عرضها فرنسيان وندد بها على الفور مسؤول مصري.

ويؤكد عالما المصريات الهاويان الفرنسيان جيل دورميون وهو فني في الهندسة المعمارية وجان ايف فيردهورت الذي كان يعمل سابقا في مجال بيع العقارات، انهما حددا موقع غرفة مجهولة في الهرم الكبير، في كتاب بعنوان «خوفو الغرفة السرية» الذي صدر في فرنسا واثار انتقادات.

وامام قاعة مكتظة بالحضور وبواسطة صور تظهر الرسم التخطيطي للهرم، قال العالمان ان شكل ارضية مقبرة الملكة ليس اعتياديا وقد تم التلاعب بها بعد وضعها.

ويناقش الباحثون في المؤتمر الفرنسي عدة محاور من التاريخ المصري القديم، من بينها عصر «بناة الاهرامات» في الدولة القديمة، واكتشافات سيناء طريق «حورس الحربي»، وكيفية انتهاء الاسرة الـ 18 في التاريخ المصري القديم نتيجة للثورة الدينية التوحيدية التي قام بها اخناتون. ويفيد العالمان الفرنسيان دورميون وفيردهورت ان الابحاث التي تمت بواسطة جهاز مسح (جيورادار) تظهر وجود رواق أفقي عرضه متر يؤدي الى مقبرة الفرعون على عمق 50.3 متر تحت مقبرة الملكة.

وطلب العالمان الفرنسيان اللذان يقران ان لهما اطلاعا بالهندسة المعمارية وليس في علم المصريات الحصول على اذن لمواصلة عمليات التنقيب لكن الامين العام للمجلس الاعلى للاثار في مصر الدكتور زاهي حواس رفض منحهما هذا الاذن. ووصف حواس الذي يرافقه وفد مصري كبير الى غرونوبل نظرية الفرنسيين بانها «هراء». واشار الى انهما حصلا في العام 1986 على اذن للقيام بثلاث عمليات تنقيب ولم يجدا شيئا.

وقال حواس «هما غير مرتبطين بجامعة او متحف انهما من الهواة»، موضحا ان لديه 300 طلب من هذا النوع وان عليه ان يحمي الهرم من اشخاص كهؤلاء.

وقال «انتهى الامر ولن يحصلا على اذن» موضحا ان لا مشكلة مع الفرنسيين بشكل عام وثمة 20 بعثة فرنسية تعمل حاليا في مصر وان الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والمصري حسني مبارك سيفتتحان معرضا جديدا عن مصر القديمة في معهد العالم العربي في باريس.

ونقل احمد عثمان الباحث الاثري في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» عن حواس في محاضرته امس قوله انه لا مكان للهواة للتنقيب عن الاثار المصرية، مضيفا انه لن يسمح لاحد بالتنقيب في الهرم الاكبر ما لم يقدم خطة عمل مقدما».

واشار حواس في محاضرته التي القاها امس الى ان هيئة الاثار المصرية بصدد شراء اراض في مدينة اخميم بصعيد مصر بتكلفة مليوني جنيه للتنقيب عن معبد للفرعون رمسيس الثاني من الاسرة 19 في التاريخ المصري القديم، حسبما نقل عثمان. والقى احمد عثمان الباحث المصري المقيم في لندن محاضرة امس في المؤتمر الذي يشارك فيه ألفان من علماء المصريات حول العالم عن مكتبة الاسكندرية القديمة، ورفض عثمان الفكرة السائدة التي تعتبرها يونانية وليست مصرية. واشار حواس الى انه سيحاول في اكتوبر ( تشرين الاول) 2005 اكتشاف ممر هوائي في غرفة الملكة بهرم خوفو. من جهته اعتبر عالم الاثار الفرنسي جاك باردو الذي يعمل منذ 17 عاما على اثار مصر القديمة ان الرسوم التخطيطية للهرم التي وضعها فدرهورت ودورميون جيدة النوعية لكن نظريتهم حول موقع مقبرة الفرعون «ليست جيدة». وقال «سعيهم إلى وضع حواس في موقف حرج امر سيئ وقد يرتد على الباحثين الفرنسيين».

واضاف باردو «المصريون يريدون ان ننشر الاكتشافات حول مصر القديمة في بلادهم اولا»، مؤكدا انه ارسل تبليغا مهما جدا الى المجلس الاعلى للاثار وانه لن يتحدث عنه الا عندما يحصل على اذن بهذا الشأن. وتابع يقول «اذا احترمنا القواعد فان المصريين متسامحون».

واوضح باردو «هرم خوفو هو ملتقى معتقدات دينية تميز بظهور عبادة الشمس التي غيرت وجهة ترتيب الهرم» مشيرا الى انه حدد تجويفين في الهرم قد يكونان غرفتين.