القوات الأميركية تهاجم ملاذين للمقاتلين الأجانب في غرب العراق

أغلقت تلعفر بعد قصف كثيف ودمرت مواقع لأنصار الزرقاوي في الفلوجة وحصيلة القتلى بالعشرات

TT

شنت القوات الاميركية في العراق هجمات جديدة قوية على مدينتي الفلوجة (غرب) وتلعفر (شمال غرب) اللتين يقولون انهما ملاذ لمتشددين اجانب، وأفاد اطباء ان نحو 30 عراقيا على الأقل قتلوا في هذه الهجمات والاشتباكات التي رافقتها، فيما زادت عن ذلك كثيرا الارقام التي اعلنها الجيش الاميركي.

وفرض الجيش الاميركي امس اغلاقا محكما على مدينة تلعفر، التي يقول الجيش الاميركي انها ملاذ للمقاتلين الاجانب الذين يعبرون الحدود من سورية، اثر عمليات قصف عنيفة خلفت عشرات القتلى والجرحى، حسب مصادر طبية عراقية والجيش الاميركي. وشوهدت جثث عديدة في شوارع المدينة، حيث لم يتمكن احد من اجلائها بسبب استمرار عمليات القصف، كما افاد شهود.

وقال مراسلون ان القوات الاميركية اغلقت مداخل المدينة بالاسلاك الشائكة. ووجه الجنود الاميركيون عبر مكبر للصوت نصب على سيارة عسكرية تحذيرا الى السكان المحاصرين بالعربية يقول «لن يسمح لأي شخص بدخول تلعفر الا بعد خمسة ايام، واذا ما حاول احد الدخول متسللا فانه سيعرض نفسه للقتل».

وتشهد تلعفر منذ ايام عديدة عمليات مسلحة ضد القوات الاميركية. ويعيش في المدينة التي تعتمد على الزراعة، حوالي 150 ألف نسمة غالبيتهم من التركمان الشيعة، بالاضافة الى اليزيديين وأقلية كردية وعربية سنية.

وقال الجيش الاميركي في بيان ان 57 شخصا قتلوا خلال المواجهات في المدينة. ولكن الطبيب ربيع ياسين مدير الشؤون الصحية في محافظة نينوى، قال ان «28 عراقيا قتلوا واصيب 71 آخرون بجروح مختلفة جراء القصف الجوي على المدينة». واوضح الطبيب ان «القوات الاميركية وقوات الحرس الوطني العراقية منعت دخول سيارات الاسعاف المحملة بالدواء والمستلزمات الطبية الى المدينة».

وتركزت اعمال القصف والمواجهات في حي حسن كوي وحي سراي وسط المدينة، حيث تنتشر عناصر مناهضة للقوات الاميركية. ومن جانبه، اكد ابراهيم عرفات نائب محافظ نينوى ان «مفاوضات جرت مع الجيش الاميركي وتم بموجبها الاتفاق على وقف اعمال القصف»، واوضح ان جمعية الهلال الاحمر ستبدأ قريبا «ببناء مخيم خارج المدينة لاستقبال الاهالي النازحين بسبب المعارك».

وقال بيان للجيش الاميركي ان «القوات المتعددة الجنسيات والقوات النظامية العراقية تقوم بعملية من اجل اعادة السيطرة على مدينة تلعفر من قبل السلطة الوطنية العراقية الرسمية». واوضح ان «القوات المتعددة الجنسيات والقوات النظامية العراقية سبق ان تعرضت خلال الاسابيع الماضية ولمرات متكررة لهجمات في هذه المدينة من قبل عناصر ارهابية».

واضاف البيان ان «الهجمات لم تشن ضد القوات المتعددة الجنسيات والقوات النظامية العراقية وحدها، بل تعدى ذلك الى السكان المدنيين». وأكد ان «هذه العناصر الارهابية استخدمت في هجماتها قذائف مضادة للدبابات (آر. بي. جي) وقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة». واشار البيان الى ان «محافظ نينوى دريد كشمولة عمل جاهدا مع شيوخ العشائر في المدينة من اجل الخروج بحل سلمي للأزمة، لكن جهوده باءت بالفشل مما ادى الى اتخاذ قرار بالقيام بعملية لتحرير مدينة تلعفر من هؤلاء الارهابيين». واوضح البيان ان «العملية ستستمر في هذه المدينة الى ان يزول الخطر ويتمكن السكان من العودة اليها وممارسة حياتهم بصورة طبيعية».

وكانت مقاتلات اميركية قد قصفت الليلة قبل الماضية مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مسلحون لليلة الثالثة على التوالي. وأفاد بيان للجيش الاميركي ان الهجوم الجوي جزء من «ضربة دقيقة» على قاعدة تابعة لأبو مصعب الزرقاوي، الاصولي الأردني المتشدد الذي تقول واشنطن انه متحالف مع تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وقال البيان «كان الهدف مبنى يستخدمه باستمرار ارهابيون في الوقت الذي وقع فيه الهجوم.. ثلاثة من انصار الزرقاوي تردد انهم كانوا في المنطقة ولم يكن هناك افراد آخرون وقت الهجوم». لكن اطباء في الفلوجة قالوا ان ثمانية على الأقل قتلوا. وقال الطبيب رافع حياد بين القتلى اربعة أطفال وامرأتان. واضاف ان 16 على الأقل اصيبوا بجروح منهم ثمانية أطفال. وفي المناطق الاخرى اصيبت ثلاث شابات عراقيات بجروح الليلة قبل الماضية عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت امام منزلهن شمال شرقي بعقوبة، حسب ما ذكر مصدر طبي من مستشفى بعقوبة العام. وقال عمار محمد ان «ثلاث شابات اصبن بجروح مختلفة اصابة احداهن خطرة عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت امام منزلهن في قرية المخيسة (20 كلم شمال شرقي بعقوبة)».

واضاف ان الشابات كن في باحة منزلهن عندما انفجرت العبوة، واوضح ان احداهن ارسلت الى مستشفى تخصصي في مدينة بغداد.

وفي بغداد، اعلن الجيش الاميركي امس مقتل ثلاثة عراقيين وجرح اثنين من رجال الشرطة العسكرية الاميركية اول من امس في انفجار عبوة ناسفة بالقرب من سجن ابو غريب غرب العاصمة العراقية.

كما قتل جندي اميركي واصيب سبعة آخرون بجروح في حادث سير قرب مدينة بعقوبة. وأصيب مواطن عراقي بجروح الليلة قبل الماضية اثر سقوط قذيفة هاون على منزله الواقع وسط مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، حسبما افاد مسؤول في الشرطة. وقال الضابط حيدر الشمري من شرطة الحلة ان «القذيفة سقطت بعد منتصف الليل في حي الكرامة»، واضاف ان «الحي يخلو من دوائر عسكرية والمؤسسات المهمة عدا منزل العميد قيس حمزة قائد قوة شرطة المحافظة، الذي سبق ان تم استهدافه من قبل مرات عديدة ولكن لم تفلح أي محاولة منها».