... وتدخل سامراء لأول مرة منذ ثلاثة أشهر

TT

سامراء ـ ا.ف.ب: تمكنت القوات الاميركية أمس من دخول مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد) التي شهدت معارك بين القوات الاميركية والمجموعات المسلحة للمرة الاولى منذ نحو ثلاثة اشهر.

وشاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية خمس دبابات وثلاث سيارات جيب من طراز «هامر» وثلاث آليات اخرى تدخل المدينة وتقف امام مقر قائمقامية المدينة، حيث ترجل مسؤولون عسكريون اميركيون للقاء مسؤولي المدينة، بينما حلقت الطائرات المقاتلة في سماء المدينة. وقال طه الهنديرة، الرئيس الجديد لمجلس المدينة، ان «دخول هذه القوات الى المدينة جاء بناء على اتفاق بين زعماء العشائر ومسؤولي المدينة والقوات الاميركية من جهة ومسؤولي المدينة والجماعات المسلحة من جهة اخرى».

واوضح ان «الهدف من هذه الزيارة هو فتح الجسر الذي يقسم المدينة الى قسمين والمغلق من قبل القوات الاميركية منذ نحو شهرين بعد وقوع عملية استهدفت نقطة تفتيش على رأس الجسر».

واضاف الهنديرة ان «هناك مفاوضات ستجري اليوم (امس) مع القوات الاميركية من اجل إطلاق سراح جميع المعتقلين من اهالي مدينة سامراء».

وتابع انه «سيتم ايضا خلال هذه المفاوضات تحديد الاماكن التي سيسمح للقوات الاميركية بدخولها».

وعبر الهنديرة عن أمله في ان «تلتزم القوات الاميركية بهذه الوعود والاتفاقيات».

وقامت القوات الاميركية بفتح الجسر ورفع الحواجز الاسمنتية من على جانبي الجسر بحضور مسؤولي المدينة.

وشاهد مراسل الوكالة الاهالي وهم يعبرون الجسر بسياراتهم الى الجانب الآخر من المدينة بعد ان كانوا يعبرونها بالقوارب والزوارق الصغيرة.

وقال محافظ صلاح الدين حمد حمود القيسي ان «فتح الجسر هو ثمرة مفاوضات طويلة عقدها مسؤولو المدينة ووجهاؤها مع القوات الاميركية والحكومة العراقية». واضاف ان «الجميع بذل جهودا من اجل تجنيب المدينة شبح المعارك التي كانت متوقعة». وأوضح «بحسب تجاربنا السابقة فإن جميع المشاكل ممكن ان تحل عبر الحوار والمفاوضات».

ومن جانبه، أكد قائد شرطة المدينة رعد زلزل ان «مدينة سامراء تشهد حاليا وضعا امنيا هو أفضل ما يكون عليه منذ نحو تسعة اشهر». واضاف ان «القوات الاميركية قررت توكيل مهام حفظ الامن في المدينة الى قوات الشرطة التي سيتم تعزيزها بالأسلحة والمعدات الضرورية لأداء مهامها على اكمل وجه». ومن جانبه، أكد قائد الفرقة الاميركية الاولى الجنرال جون باتيست «دخول قوات الامن العراقية والقوات متعددة الجنسيات الى مدينة سامراء من اجل دعم جهود مجلس المدينة وتقييم عمل مراكز الشرطة».

واوضح «انها خطوة الى الامام من أجل رؤية الناس الجيدين في سامراء يقررون مصيرهم بأنفسهم».

يذكر ان زعماء عشائر وضباطا سابقين في الجيش العراقي في سامراء كانوا قد طرحوا في 28 اغسطس (اب) الماضي على رئيس الوزراء اياد علاوي عشرة شروط لوضع حد لأعمال العنف في هذه المدينة السنية.