روسيا: العثور على أسلحة ومتفجرات في دار سينما ووزير الخارجية يرفض الربط بين الإرهاب والعرب

انتقاد السلطات الروسية لإسراعها في اتهام عرب بالمشاركة في عملية بيسلان ثم إخفاقها في تقديم أدلة

TT

ذكرت مصادر روسية ان اجهزة الامن في سان بطرسبورغ عثرت على كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات في قبو دار سينما «بروغرس» غير بعيد عن وسط المدينة. وقالت شبكة «نيوز رو» نقلا عن اجهزة الامن في المدينة ان التحقيقات تتواصل لاستيضاح مصدر هذه الاسلحة والمتفجرات في الوقت الذي القت فيه سلطات مكافحة الجريمة المنظمة القبض على ثلاثة من مواطني قزقستان بحوزتهم اربعة رشاشات من طراز «كلاشنيكوف» وكميات من الذخيرة.

وجاءت هذه الانباء في وقت اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بلاده الربط بين الارهاب والعرب، ووسط انتقادات للسلطات بالاسراع في اتهام عرب بالمشاركة في عملية احتجاز الرهائن في مدرسة بيسلان، ثم اخفاقها في تقديم ادلة عن ذلك.

وقد التقى الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين امس مع وزير داخليته رشيد نور غالييف الذي قدم له تقريراً حول تشكيل مجموعات جديدة لادارة شؤون شمال القوقاز. وقال غالييف ان المجموعات الجديدة تشكلت بناء على تعليمات الرئيس الروسي من اجل تنسيق نشاط الاجهزة الامنية والدفاع والاستخبارات في كل ارجاء المنطقة بما فيها الشيشان والحيلولة دون وقوع عمليات ارهابية محتملة ومنع تسلل عناصر التشكيلات المسلحة غير الشرعية.

وكانت جموع غفيرة في اوسيتيا الشمالية قد احتشدت في لقاء غير رسمي امام مقر الحكومة في العاصمة فلاديقوقاز تطالب باستقالة الرئيس وحكومته، على خلفية ازمة اختطاف الرهائن في مدرسة في بيسلان، التي عرفت نهاية دموية اسفرت عن مقتل 336 شخصاً.

وفيما خرج رئيس اوسيتيا الشمالية الكسندر دزاسوخوف، محاولاً تهدئة المتظاهرين ومعلنا قراره باقالة كل اعضاء الحكومة في غضون يومين، تعالت اصوات المطالبة برحيله ايضا فيما رفع البعض شعارات طرد الارمن واليهود والانغوش من اوسيتيا الشمالية التي طالبوا باستقلالها.

وكان واضحا ان المعارضة بما فيها الشيوعية حاولت تصفية حسابات قديمة من خلال التركيز على تدهور الاوضاع الامنية الراهنة وكارثة اختطاف الرهائن في مدرسة بيسلان.

وفيما تتردد في العاصمة الروسية نداءات مماثلة تطالب باقالة وزراء السيادة، الدفاع والداخلية والامن والمخابرات، يتوقف المراقبون عند تضارب البيانات التي قدمها النائب العام فلاديمير اوستينوف، إلى الرئيس بوتين حول كارثة احتجاز الرهائن في اوسيتيا الشمالية.

واشارت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» إلى ان النائب العام اخطأ التقدير وقدم ارقاما تتباين مع ما سبق واعلن عنها نائبه سيرغي فريدينسكي. واشارت إلى عدم دقة الرقم، عندما قال ان عدد الارهابيين كانوا قرابة الثلاثين. واشارت الى ان عدد الانتحاريات لم يكن اثنتين بل خمسا، بناء على ما قيل بانه جرى اعتقال واحدة، وتفجير اثنتين لنفسيهما، واخرى لاحقاً، وعن تمكن خامسة من الهروب من آخرين.

كذلك، قالت صحيفة «ازفيستيا» ان السلطات الامنية سبق واعلنت اعتقال اربعة من الارهابيين بينهم امرأة بينما قال النائب العام انه لم يتسن اعتقال سوى ارهابي واحد. وتضاربت الانباء ايضا حول عدد الجرحى فيما اعادت بعض الصحف الروسية إلى الاذهان ما سبق واعلنته السلطات الامنية حول ان عدد الرهائن 354 في الوقت الذي كانت تعلم فيه ان العدد يتجاوز الـ 1200.

وفي الوقت الذي انتظر فيه الكثيرون التأكيدات حول مشاركة عرب في هذه العملية وتحديد جنسياتهم المفترضة، لم تقدم السلطات الرسمية بعد ما يفيد صحة هذه المعلومات، مكتفية بالحديث عن مشاركة اوسيتي واوكراني من اصل روسي مع انغوش وشيشانيين قالوا انهم استخدموا في عملية اوسيتيا الشمالية تلك الاسلحة والمتفجرات التي سبق واستولى عليها المقاتلون الشيشان في انغوشيتيا التي قاموا بغزوها في 22 من يونيو (حزيران) الماضي.

من جانبه، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف ان روسيا ترفض «محاولة لربط الارهاب بالاسلام والامة العربية». وقال في مقابلة مع صحيفة «فريميا نوفوستي» ان الدول العربية تعاني ايضا من الارهاب الدولي، مضيفا «انها لا تعاني اقل منا وقد يكون اكثر لان هناك محاولة لربط الارهاب بالاسلام والامة العربية». واكد ان «روسيا تؤكد باستمرار عدم وجود جنسية للارهابيين»، موضحا ان «الارهابيين اشخاص على هامش الاخلاقيات والثقافة والدين والاثنية». وتابع لافروف العائد من جولة في الشرق الاوسط ان الدول العربية (حليفتها التقليدية روسيا) «مستعدة لان تكون شريكة فعلية في مكافحة الارهاب».

وقال لافروف انه ليس لدى روسيا اية ادعاءات تجاه السعودية التي اشار إلى وجود حوار معها حول قضايا الامن ومكافحة الارهاب. وذكر ان السعودية اتخذت رسميا قرارا يقضي بحظر أي دعم من اراضيها للارهابيين بمن فيهم الناشطون في الشيشان، مؤكداً انه لا توجد لدى روسيا اية معلومات تقول بغير ذلك.

من جهة اخرى هاجم الوزير الروسي «وسائل الاعلام الغربية» التي تطلق تسمية «متمردين» و«مقاتلين» و«انفصاليين» على اولئك الذين تعتبرهم موسكو «مرتزقة وادوات للارهاب الدولي» في الشيشان. واضاف الدبلوماسي الروسي ان «ذلك يعطي الارهابيين فرصة الاختباء وراء هذه التسميات التي تمجدهم». وانتقد لافروف دعوة بريطانيا والولايات المتحدة لتحقيق تسوية سياسية للقضية الشيشانية. وطالب بريطانيا بتسليم الناشط الشيشاني اللاجئ لديها احمد زكاييف.