في اليوم الثاني لحملة «الواقي الامامي 1» قوات الاحتلال تتوغل لأول مرة في مخيم جباليا وتقتل 4 فلسطينيين وتجرح العشرات

سكان مدينة سديروت يهددون بنزوح جماعي في حال لم يتوقف إطلاق صواريخ «القسام»

TT

في اليوم الثاني لحمة «الواقي الامامي 1» وفي اول عملية توغل لها في مخيم جباليا، اكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة واكثرها كثافة سكانية، قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس 4 فلسطينيين، من بينهم طفل، وجرحت العشرات. وقال شهود عيان ان قوات كبيرة من قوات الاحتلال تساندها وحدة الهندسة الميدانية وعشرات الدبابات اقتحمت حي تل الزعتر وقامت بتمشيط المناطق الزراعية شرق المخيم بحثا عن وحدات المقاومة الفلسطينية التي تتمركز عادة وعلى مدار ساعات الليل خارج التجمعات السكانية.

وتمهيدا لعملية الاقتحام اطلقت طائرات الاباتشي النار العشوائي من رشاشاتها الثقيلة على الاحياء الشمالية من المخيم، كما اطلقت صواريخ على احدى الوحدات المقاتلة فقتلت احد افرادها واصابت ستة اخرين بجراح متفاوتة. وادعى جيش الاحتلال ان المجموعة كانت ضمن المجموعات التي تطلق صواريخ القسام، على التجمعات السكانية اليهودية داخل اسرائيل.

واعلنت كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة «حماس» ان القتيل هو احد افرادها واسمه محمد الحاج علي. وواصلت الاباشتي اطلاق النار على الاحياء السكنية الامر الذي اسفر عن مقتل 3 فلسطينيين هم محمد عز الدين وسامي ابو ثابت والطفل منير الدقسو 10 سنوات.

ونقل عن شهود عيان انه عندما حضر طاقم طبي لإسعاف سامي ابو ثابت ماهر الصالح قامت طائرة اباتشي باطلاق النار عليه، الامر الذي ادى الى اصابة الطبيب ماهر الصالح بجروح حرجة.

والى الجنوب الشرقي من جباليا اطلقت طائرة اباتشي صاروخين من طراز «هيل فاير» على تجمع للاهالي خرجوا من منازلهم فزعا من عمليات القصف واطلاق النار، فاصابت 15 بعضهم في حالة الخطر الشديد.

وبعدما انتهت طائرات الاباتشي من تمشيط الحي في حوالي الساعة السادسة صباحا، اقتحمته الدبابات التي كانت وحدة المستعربين العاملة في قطاع غزة والمعروفة بـ«شمشون» قد سبقتهم الى الحي. وقامت وحدة الهندسة الميدانية بنسف ثلاث ورشات في الحي بدعوى انها تستخدم في تصنيع صواريخ القسام. ودمرت قوات الاحتلال منزل محمود عسلية احد اربعة من عناصر «لجان المقاومة الشعبية»، الذين اتهمتهم السلطة بتدبير الهجوم على قافلة للسفارة الأميركية في شمال غزة في 15 اكتوبر (تشرين الاول) 2003 .

وذكر شهود عيان ان طائرة اباتشي اطلقت صاروخ «هيل فاير» قرب مسجد رياض الصلاحين، داخل المخيم، الامر الذي ادى الى اصابة ثمانية اشخاص.

وكانت قوات الاحتلال قد اكملت الليلة قبل الماضية سيطرتها على شمال القطاع ودمرت بالكامل البنى التحتية في المنطقة من شبكات الكهرباء والهاتف فضلا عن ابار المياه. وقال عبد السلام عيسى من بلدة بيت لاهيا ان قوات الاحتلال جرفت البئر الارتوازية التي اقامها سكان المنطقة للاستخدام وقت الطوارئ. واضاف ان سكان المنطقة يعيشون بدون ماء وكهرباء وهاتف.

وبينما كانت قوات الاحتلال تواصل عملياتها داخل المنطقة اطلقت كتائب القسام مزيدا من الصواريخ على بلدة سديروت. وذكرت شرطة الاحتلال ان صاروخين سقطا في مقبرة البلدة.

وكانت قنوات التلفزة الاسرائيلية قد بثت الليلة قبل الماضية لقاءات مع سكان غاضبين في مدينة سديروت هددوا فيها بنزوح جماعي عن البلدة في حال تواصل اطلاق الصواريخ عليها. ويخطط سكان البلدة لتنظيم مظاهرة احتجاج امام منزل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مزرعته الخاصة المعروفة بـ«مزرعة الجميز»، التي تبعد مسافة كيلومتر واحد عن البلدة. من ناحية ثانية تواصل قوات الاحتلال تقطيع قطاع غزة الى ثلاثة اقسام، وهي الخطوة التي اقدمت عليها بعدما قامت بتنفيذ مجزرة المخيم الكشفي في حي الشجاعية في مدينة غزة يوم الثلاثاء الماضي وقتل فيها 15 فلسطينيا من بينهم نشطاء في حركة «حماس».

وفي شمال شرقي الضفة الغربية قتل احد نشطاء حركة فتح واصيب اثنان اخران في عملية مداهمة نفذتها وحدة اسرائيلية خاصة لأحد مقاهي الإنترنت في مدينة اريحا منتصف الليلة قبل الماضية. وقال شهود عيان ان عناصر وحدة المستعربين «دوفيديفان» تدعمهم الدبابات وتعززهم طائرات الاباتشي اقتحموا المقهى وفتحوا النار على مجموعة من الشباب فيه فقتلوا احدهم وجرحوا اثنين اخرين.

وقالت مصادر فلسطينية ان القتيل هو عامر عايدية من مخيم الامعري، جنوب مدينة رام الله. ويعتبر عايدية احد ابرز المطلوبين من عناصر كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لفتح في منطقة وسط الضفة. واعتقلت قوات الاحتلال عددا من الذين كانوا في المقهى، من بينهم الجريحان حاتم ابو حليمة وابن شقيقه وكلاهما من رام الله.

في نفس الوقت واصلت قوات الاحتلال عمليات الاعتقال والمداهمة في الضفة الغربية، وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اعتقلت الليلة قبل الماضية ما لا يقل عن 25 فلسطينيا.